قبائل من البدو الرحل المعروفين بالعبرانيين , ينهلون من كنوز سومر ويابل الحضارية، وفي النهاية يخرجون بمقالات محشوة يالحقد والاكاذيب والنقل السافر يدعونه الكتاب المقدس, محاورة بين الكاتب تيسير العفيشات والدكتور ابو الصوف
بحسب مقالات سابقة للدكتور ابو الصوف عن تحامل اليهود في توراتهم على الحضارة العراقية بمراحلها الاشورية والبابلية و كذا من قراءات متعمقة مؤلفات الدكتور فاضل عبد الواحد علي القيمة عن توراة اليهود و علاقتها بنصوص سومر, جرى نقاش مفتوح حاور فيه الكاتب الاردني تيسير العفيشات الدكتور ابو الصوف.
اليهود عندما جيء بهم الى العراق حملوا معهم تراثهم وأفكارهم واساطيرهم . والذي كان عبارة عن حكايات شفاهية ، ويتم تناقلها وتداولها عبر هذه الآلية . بمعنى أنه لم يكن مدونا في كتب أو اسفار.ومن هنا كانت سهولة تضمين هذا التراث الشفاهي بأية افكار ومضامين جديدة، ونحن نعلم أن التراث التوراتي عند وصوله الى العراق لم يكن يحمل أية مضامين قيمية وادبية يعتد بها أو تشكل في مستوها العميق أبعادا حضارية يمكن الركون إليها خصوصا أن هؤلاء ( العابيروا ) كان بدوا لم يؤسسوا حضارة في تاريخهم القديم . الشيء الوحيد والمدون الذي استقدمه اليهود معهم هو أعمال الصيرفة حيث اسسوا بيوت المال مثل بيت رش، وقد عرفوا هذا النوع من الأعمال من خلال اتصالهم التجاري مع الآراميين والمصريين والأنباط على وجه الخصوص الذي يبدو أنهم أول من أسس بيت المال أو الخزانة التي ما تزال آثارها بادية في البتراء جنوب الأردن .

البابليين لم يجبروا اليهود على اعتناق عبادة مردوخ، ولو أنهم فعلوا ذلك لربما انتهى الدين اليهودي أو تلاشى من الوجود . الأمر الملفت لنظر الباحث هنا أن ( يهوا) إله اليهود القبلي أي إله قبيلة اليهود تحول مع كتابات عزرا ونحميا الى( إيلوهويم) اي الى إله عالمي وكان ذلك بفعل تأثرهم واحتكاكهم بثقافة وادي الرافدين . وايلوهيم بالاصل هو ( ايل ) الذي خلق الكون وأوجد الانسان. إن تحول يهوا الى إله عالمي هو ما جعل هذا الدين التوراتي ينتقل الى سياق آخر من الوعي القائم على فكرة نقل التصور الديني من مرحلة التعدد للآلهة الى تجميعها في إله واحد، هذه الفكرة نقلت بتصرف كبير وتحوير كثير عن الصورة الرافدية لكبير اللآلهة عندهم.
تجدر الاشارة هنا أيضا أن فلاحي العراق الذين انحدرو من شمال العراق الى جنوبها اي الى أرض الدلتا الغنية كانوا قد حملوا معهم تراثهم الغني في العقيدة والقيم والأخلاق والحكمة اختلط هذا التراث العراقي بتراث الشعوب الخارجة من البحر وحدث هذا التلاقح والتمازج أو التداخل الذي أنتج غنى فكري وحضاري كبير في ذلك الوقت . وفي هذا المنحنى أو الفضاء كان تواجد القبيل اليهودي البدوي الرعوي الذي كما قلنا استطاع أن يؤسس معتقداته على أسس مغايرة تماما لما كان يعتقده، وأن يغني هذا المعتقد بقصة الخلق والثعبان أو وجود الشر والجنة وشجرة الحياة والطوفان.
إن المتتبع لتاريخ اليهود يجد أنهم كانت لديهم لغة لكنهم لم يعرفوا التدوين حينها . و قد دونوا بعضا من قصصهم لاحقا باللغة الآرامية ومنها على سبيل المثال الوصايا العشر المنسوبة الى موسى. و هي اقوال منسوبة الى موسى ..وعلى اية حال هنالك وجهة نظر تاريخية جديرة بالاعتبار أن موسى ليس هو أو من قال بها .. بل هي مجموعة اعراف أو قوانيين حياتية كانت سائدة قبل موسى بقرون طويلة ... لا تسرق لا تزني لا تشتهي أمرأءة جارك ... كانت هذه القوانين او القيم تشكل جزأ من البنية الثقافية والاجتماعية للحضارات القديمة ( ارجع الى شرائع ملوك اور 2250 ق.م , قوانين حمورابي 1800 ق.م وترنيمات أخناتون 1200 ق.م من بعدها).
الكاتب تيسير العفيشات
السؤال الذي يتبادر الى الذهن هنا أن اليهود وقد عاشوا في ظل حكم الفراعنة مئات السنين حسب ادعائهم لماذا لم يدونوا كتاباتهم باللغة الهيروغليفية ؟ وموسى التوراتي من المرجح تاريخيا انه قد تأثر عقائديا بفرعون التوحيد أخناتون، وكان اليهود يعرفون هذه الثقافة الفرعونية فما السبب الذي جعل اليهود يكتبون بعض قصصهم في الآرامية وليس بالفرعونية ؟ الجواب يظل في عهدت كتبة تلك القصص . يمكن لنا هنا أن نعرض العديد من الاسباب التي تملك وجاهة في التحليل .. لكن هذا التاريخ هو بكامله لا يرقى الى الجدة التاريخية التي تمكننا من تحليل مساراته واقتناص اللحظات المتفجرة بداخله التي يمكن أن يعتد بها في البحث . على أية حال يمكن الحديث عن سفر الخروج وفرعون الخروج رعمسيس ويمكن ملاحظة أختلال القصة التوراتية مع المدونات الفرعونية التي لا تأتي على أدنى ذكر لهذا الخروج الدرامي لليهود من مصر وغرق الفرعون وجيشه في البحر .أو عن الضربات العشرة التي أنزلها يهوا على المصرين ..
هناك بعض النصوص الفرعونية التي تحدثت عن أسرائيل بلمحات خاطفة لكنها لم تأتي على أدنى ذكر لتاريخ اليهود في مصر أو لممالك اسرائيل العظيمة أو لداوود وسليمان والذين هما بحسب التاريخ التوراتي اعظم ملوك بني اسرائيل . على أية حال الشئ الذي أود قوله حتى مع الصمت المدوي للمصادر الفرعونية تجاه هاتين الشخصيتين يمكن القول أنهما كانا ملكين لدويلة أسرائيلية نشأت على كثيب صخري في اورشاليم ولم تتجاوز حدوده المعروفة حاليا . أما عن وصول سليمان الى العراق أو حدود الفرات فهذا ليس صحيحا على الآطلاق أو ما تقوله التوراة و المصادر الاسلامية من سيطرته على العالم القديم فهذا ما لا يقوم عليه دليل اثاري او تاريخي او علمي ..... فعلى سبيل المثال لم تعرف اليمن ملكة بأسم بلقيس ... هذا هو تاريخ اليهود كما دونته التوراة و الذين هم في واقع الأمر مجموعة من البدو العابيرو قطاع طرق كانوا يعيشون على أطراف الحضارات القديمة في بلاد الشام ... وفي لحظة معينة قدر لقائدهم يوشع بن نون أن ينتصر على أريحا .. هذا الذي أمر أتباعه بأن ينفخوا في البوق ولما نفخوا وقعت أسوار أريحا ... دخل يوشع الى القدس وبدأت هنا ومن هنا القصة التوراتية التي حملت المضمون الديني الذي ساد في واستمر حتى يومنا هذا .
في الواقع أن قصص التوراة ما هي إلا فلكلور شعبي وحكايات قصاصين أطرت بمفاهييم وفلسفات الفكر الرافدي العريق( زمن لطيف القول ان نستذكر التقليد الطقوسي الديني السومري حيث اعتادالكاهن السومري على حلاقة شعر الرأس من جميع اطرافه الا من قمته ( بحيث يبدو على شكل طاقية، استمر هذا التقليد الطقوسي عند كهنة بلاد الرافدين الى وقت متأخر( واقتبسه اليهود في الاسر البابلي ومنه قاموا بتقليد كهنة بابل بوضع الطاقية السوداء على رؤوسهم في فترة الاعياد الدينية لحد يومنا هذا).
ومن ثم تم دمجها مع هذا الفلكلور الشعبي اليهودي في واحدة من أكبر عمليات التزوير عبر التاريخ .. ونحن نعلم أنه في بلاد الشام وعبر تاريخها القديم لم تنشا امبر طورية أو دولة قوية موحدة أستطاعت أن تنشأ حضارة وتسيطر على العالم القديم .. كانت تنشأ دويلات مدن كحلب ودمشق وماري .. الخ
فكيف يمكن ان نتحدث عن مملكة يهودية سيطرت على العالم القديم في عهدي داوود وسليمان ؟
الدكتور ابو الصوف :
علما ان شعوب منطقة بلاد الشام في ذلك الوقت هم الكنعانيين التي تنسب اليهم بلاد كنعان وهم عبارة عن موجة بشرية سميت بالآموريين جاؤا من الجزيرة العربية وسكنوا بلاد الشام , اما الفنيقين فقد سكنوا لبنان وشقوا طرقا تجارية في البحر . أضافة الى الفلسطينيين. او الفلستنيين، الذي سكنوا غرب نهر الاردن، وهم موجة بشرية جاءت قبل عام 1400 ق م من بحر إيجة أرادوا دخول دلتا مصر لكنهم طردوا من هناك فدخلوا فلسطين عن طريق غزة .. وسميت المنطقة بأسمهم ... ما أود أشير له أنه لم تتشكل حضارة قوية أودولة قوية لليهود في هذه المنطقة أبدا ...
ما يلفت الانتباه ايضا أن نحميا وعزرا كانوا قد نقلوا على ما يبدو كل ما جاء في أسفار التوراة من كتاب المؤرخ والفيلسوف والفلكي ( بريسيوس ) البابلي الذي عاش في عام 300 قبل الميلاد والذي دون كل تاريخ العراق القديم بملاحمه وأساطيره وعلومه وأفكاره وفلسفاته في كتاب ضخم كان متداولا في ذلك الوقت لكنه للاسف فقد .....
أما عن السبب الذي دعى نبوخذ نصر الى تدمير هذه الدويلة فيبدو أن اليهود كانوا يثيرون مشاكل كثيرة في منطقة بلاد الشام، التي كانت تعتبر مجالا حيويا ومنطقة نفوذ بلاد الرافدين عبر التاريخ، اذ كانوا يهددون الطرق التجارية وأنسياب البضائع من والى بلاد الرافدين, اضافة الى اثارتهم الفتن والقلاقل للدفع باتجاه محاولة زعزعة العلاقات مع بلاد الفراعنة, هذه الاسباب وغيرها أدت لآن يقوم نبوخذنصر بأجتثاث هذه الدويلة وتدميرها ونقل اليهود منها الى العراق ليكونوا تحت بصره وسلطته المباشرة .... ..
خصوصا اذا ما ذهب بنا التحليل الى موقف نبوخذ نصرالذي ربما كان يسعى الى التهدئة مع الفراعنة بعد أن هزمهم وحتل عاصمتهم منف ثم وصل في حملته تلك الى ما يعرف الآن بليبيا ... كما فعل من قبله سنحاريب الذي عبر بلاد كنعان الى سيناء واحتل الدلتا ثم قام أبنه( آشور باني بعل) بحملة مشابهة .. مما يعني أن اليهود كانوا يحاولون أن يديموا هذا الصراع بين العراقيين والفراعنة، وهذا ما لم يكن يريده نبوخذ نصر على أكثر الاحتمالات الممكنة والأسباب التي تملك وجاهة تاريخية .
وحول الاطار الفكري في عقيدة الخلود عند اليهود او في الوعي اليهودي نلاحظ أنهم لم يؤمنوا بفكرة خلود الجسد كما كانت سائدة عند الفراعنة وآمنوا بفكرة خلود الروح او الاسم وهي ذات العقيدة التي آمن بها السومريون اذ قالوا بخلود الأسم فالشخص يعمل الخير والطيبات في هذه الدنيا ليخلد أسمه ( انظر ملحمة كلكامش ) وهذه الفكرة هي التي تلقفتها التوراة لتبني عليها اطارها العقائدي فيما بعد
تيسير العفيشات:
أما عن المسيحية التي جاءت بعد اليهودية فالأمر يبدو مختلفا على نحو يثير الجدل ، صحيح أنه حدث تأثير أو تأثر بالغ بالمفاهييم اليهودية .. ولكن أراد عيسى الناصري في دعوته هذه أن يحدث ثورة بالغة الأهمية في أن يزحزح العقيدة اليهودية الى منحى آخر وفق تصورات ثلاث جديدة .. في فكرة الله ذو الثلاثة أقانييم الآب والأبن والروح القدس والذي شكل في العقيدة السابقة أله واحد لا يتجزأ (ايلوهيم ) .ثم في فكرة الدينونة أي أن الله أدان العالم بسبب خطيئة آدم .. وهذه الفكرة لم تكن موجودة بهذه التصور في الفكر اليهودي ... واخيرا في فكرة تكفير الخطيئة بموت المسيح على الصليب ... ونحن نعلم كيف وظفت المسيحية التراث اليهودي برمته في بنيتها الاعتقادية ثم جعلته اساسا لا يتجزأ من صلب الاعتقاد أو الايمان وصارت التوراة تشكل العهد القديم في الكتاب المقدس والأنجيل هو العهد الجديد ...
ويبدو للباحث ان افكار عيسى الناصري ربما قد تماهت باراء بالفيلسوف اليهودي فيلون السكندري هذا الفيلسوف الذي تأثربدوره بالأفلوطونية المحدثة تأثيرا بالغا وحاول أن يحدث تزاوجا خلاقا بين تعاليم الدين اليهودي وبين المقولات الفلسفية لهذه المدرسة وبغض النظر عن مدى نجاح فيلون في المهمة التاريخية من عدمه. فلنا أن نقول أن هذا الرجل ( فيلون ) كان حكيما تفيض الحكمة من بين جوانحه ..وكان خطيبا بارعا و من عادته أن يقرب أفكاره للعامة بضرب الأمثال البسيطة بكلمات سهلة لكنها تحمل مضامين بالغة الدلالة ...
لقد قامت الكنيسة باستبعاد هذا الفيلسوف من دائرة التاريخ المسيحي لتوظف اطارا فكريا رسوليا يعتمد على شخصية المسيح المحورية والمنبثقه كذات متعالية .متجسدا ككلمة الله كارزا ببشارة الخلاص وتكفير خطيئة آدم التوراتي أو آدومو السومري .....
_________________________________________________________________
للمزيد عن موضوعة التوارة و التدوين التاريخي للنصوص يرجى مراجعة بحث مهم للدكتور سامي سعيد الاحمد و الموسوم ( نقد العهد القديم - أنقر هنا للمطالعة )
مشاركات الزوار :
{IP: 118.93.186.130}
|
2/28/2010 4:36:04 AM |
مقالة جميلة لكن هناك ثمة أسئلة أتمنى على الدكتور بهنام أن يجيب عنها إغناء للبحث وحتى نفهم ما الذي حدث بالفعل . * ألا تعتقد أن هناك تحامل تاريخي جرى على اليهود عبر الزمن من قبل المسيحيين والمسلمين على السواء . * ألم يقم المسيحيين والمسلمين بالسطو على التراث اليهودي ونقله والعيش عليه فلماذا يتهم اليهودي ويبرا غيره من ذات التهمة . * ما هو الدليل العلمي المعرفي على عملية الغرف المعرفي من التراثي العراقي من قبل اليهود . * أساطير الخلق كانت موجودة ومتناثرة في كافة الحضارات القديمة وبالتالي كانت معرفة سائدة ولم تكن معرفة خاصة بالسومريون . كذلك قصص الطوفان وغيرها . * إن صورة الله يهو ألوهييم ... الخ ليست هي تلك الصورة التي رسمتها أساطير العراقيين عن آلهتهم . هنا نجد الله أخذ اطارا معرفيا أشبه ما يكون بالتصور الفلسفي اليوناني وهي مرحلة متقدمة جدا . كما أن الماهية سبقت الوجود في هذا الدين بمعنى ودون الدخول في تفاصيل كثيرة أننا هنا أما عقل يشتغل وفق تصور يتقاطع مع سذاجة الأساطير وطفوليتها . هذه أسئلة هي مدخل لحوار طويل يجرنا الى فضاء غني ونحن بحضرة مثقف مستنير يعي ما يقوله تماما * |
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.93.23.78} |
3/12/2010 1:35:20 AM |
تحية لك دكتور بهنام كنت أرسلت لكم بعض أسئلة لكني لم أتلقى أجابة عليها وكان قصدي أن تكون هذه الأسئلة هي مدخلنا الى حوار حول رواية هذا الفصل من التاريخ البشري نريد أن نفهم ونعمق الفهم في تلك العلاقة التي جمعت التراث اليهودي الى التراث البابلي ونفت عن التراث اليهودي أصالته أو اوليته مع شكري الجزيل |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.93.90.122} |
3/18/2010 12:35:50 AM |
كم اسعدني أن اتعرف عليك اسمح لي عزيزي الدكتور بهنام أن أحيك واشكرك على اهتمامك وعلى ردك الرصين الذي لا أملك أمامه إلا أن أحني لك رأسي احتراما وتقديرا على هذه الثقافة الموسوعية والفكر المتميز وأنه ليسعدني أن أتعرف عليكم استاذا كبيرا وعالما موسوعيا .. لقد طوفت في موقعكم ومررت على كافة المواد المنشورة ولا أخفيكم أنني استفدت منها الكثير الكثير فأنا مهتم بدراسة أثر الأساطير القديمة في المعرفة الانسانية .. ... هذا الرد الذي لم أكن اتوقعه على هذا النحو البالغ الأهمية والذي وضعني أمام معضلة كبيرة كيف يمكن لي أن ابدأ الحوار مع هذا الحشد المكثف جدا للأفكار التي تحتاج مني الى وقفة طويلة أمام كل فكرة منها لأن الحقيقة في العمق دائما والأفكار العميقة هي وحدها الجديرة بأن تحيا وأن تبقى على الدوام .. أن مسألة الربط بين الفلسفة والأسطورة هو في حقيقة الأمر قضية لم افكر فيها من قبل وكنت استبعد تماما أن يكون للأساطير أدنى تأثير في الفلسفة او الفكر الفلسفي لأن المجالين شديدي التباين والتناقض .. هذا فكر يخضع للعقل وهذا للخيال أو الصورة ولكن السؤال الكبير كما يصاغ هو أن الاساطير هي معرفة لها محدد ذهني واجتماعي وسياسي وثقافي وبالتالي فكري .. وان الفلسفة لها ذات المحددات لكن يبدو أن مجال التثبت وطريقة البحث هي التي اختلفت واختلفت جذريا لكن قد يبدو أنه ذات السؤال الذي اقلق الانسان عن معرفة السر وايجاد التفسير الذي يلائم وضعه ويرتاح اليه ويبني عليه تصوراته الفكرية والاجتماعية والثقافية على صورة ما إننا نتحدث عن الآف السنين التي كان يتحرك التاريخ أو تاريخ الحقيقة فيها اشتملت على وعي ما وتسود فيها ثقافة ما بجدلها وحيويتها ثم في المقابل نتحدث عن تاريخ لاحق لا يتجاوز ألفي عام من عصر المسيح اي التاريخ المدون على رغم كم الجدل الذي يدور حول هذا التاريخ نحن أمام معضلة في التصور المعرفي للنفاذ الى تحديد مسار الفهم الذي نرغب بالوصول له وفك شيفرته .. ولكن دعني أصارحك عزيزي يبدو أنني لم استطع أن أفهم هذا التداخل بين الاساطير وعلاقتها معرفيا بالدين ويبدو أنني فشلت في كافة محاولاتي وهي محاولات صعبة على كل حال ولم استطع أن أجد رابطا معرفيا أو تاريخيا بينهما أن كافة الذين تعرضوا الى حل هذه الاشكالية بتصوري أنه كانت تحكمهم جدليتان غرامهم بالعودة الى الأصل لحل معضلة الطارئ والجديد أو اللاحق وبالتالي وقعوا في نرجسية هي أقرب الى اللاعلم منها الى البحث الذي يوصل الى الحقيقة كما نريدها ومن ثم فأنا لا ألتفت الى مثل هكذا طرح .هذا أولا أما الجدلية الاخرى فهي القراءة التاريخة وهي قراءة اسقاطية بمعنى أن هنالك تاريخ غير مدون ولا تمدنا هذه القى الاثارية على رغم أهميتها بالتاريخ الصحيح لهذه الحضارات التي دونت الاساطير . .. ووقع كتبة التاريخ في مزدوجين هما من الخطورة بمكان أقصد في البحث التاريخي والمعرفي على السواء صياغة الرؤى التي تلوي أعناق الحقائق على أنها رؤى لا تقبل النقاش ولا الجدل . والنقص المعرفي ادى الى تزيف التاريخ .( كتبوا التاريخ فصدقوه وصدقناه ) نلاحظ هنا أننا أمام معضلة كبيرة فكيف يمكن أن نصل الى معرفة ما كان ؟ هذا منذ البداية ... صحيح سيدي الدكتور بهنام أننا نلحظ افكار مدونة على رقم الطين تسرد صورة من المعرفة التي كانت سائدة ولكنها معرفة جزئية كيف ؟ هنالك مثلا الأدب الملحمى وهناك القوانين والشرائع اضافة الى المعرفة الدينية والزراعية والأخلاقية وغيرها ... لكن كيف نفهم من خلال هذه المعارف على رغم أهميتها الكبيرة في أنها تكشف لنا أو تفتح صفحات الكتاب السومري أو البابلي على مصرعيه ليحق لنا في أن نبني نتائج هي في غاية الخطورة ثم يترتب على هذه النتائج ما هو أنت أعلم به مني ؟ أريد أن أفهم بداية هذه الربط المعرفي بين الدين والاسطورة من زاوية مختلفة كيف تسربت مادة الأسطورة الى الدين كيف صاغة أو شكلت المعرفة الدينية على هذا النحو المعجز . وأنا اقول معجز لأن الغرف الديني الذي تحدثت عنه عزيزي الدكتور من الفلسفة هو صحيح من جهة واحدة وهي وجود تراثين أو معرفتين أو فكرين دخلا في عملية صدام كبيره وفي عملية الصدام هذه تحدث عملية التلاقح او التخاصب أو التداخل وهذا ما اضطر فيلون أن يحني قلمه قليلا باتجاه الفلسفة الافلاطونية .. صدقني عزيزي الدكتور بهنام أنني احترمتك كثيرا لهذا التحليل المبدع الذي لم يلتفت اليه الكثيرين من أهل الأديان أو من أهل التاريخ على السواء ..وخاصة بتحليلك البديع لتأثيرات فيلون في الدين اليهودي وتطويره لفكرة الوجود والخير والشر للتناسب مع العقل الفلسفي الذي كان في ارقى مراحل تطوره الممكنة . ولكن سبينوزا كان يرى على خلاف ذلك أي قضية اصالة النظرة الوجودية في الفكر اليهودي كانت متميزة وفريدة ولم تتاثر بتصورات سابقة لقد كانت لها جديتها وفرادتها ثم يشرح هذا الفيلسوف لنا عبر كتابه اللاهوت والسياسة كيفية التمايز تلك دون الدخول في الحديث عن الفكر اليوناني بتاتا وهو يحيل القارئ دوما الى فلاسفة المسيحية في العصر الوسيط من أمثال اغسطينس وتوما الكويني وانومونو وستانول مار وغيرهم وهؤلاء لم يتاثروا بالرشدية اللاتينية التي كانت سائدة في هذا العصر والتي كانت واقعة تحت ضغط كبير للمفاهيم الأرسطية وليست الافلاطونية ومهما قيل عن توما انه كان رشديا فهذا غير صحيح . ما اود قوله ان اسبينوزا وهو واحد من اصحاب النظرة الثاقبة والتحليل البعيد والعميق يقول ان ثمة فرادة واصالة محددة في الفكر اليهودي حول قضية الوجود والخلق والقيم وغيرها وهو الفيلسوف العالم بالتاريخ واهميته الكبيرة في تأطير المفاهييم ..ا عزيزي الدكتور بهنام اشكرك مرة أخرى وهذه هي مجرد ملاحظات ابديتها وسأعود الى طرح بعض الأسلئة التي تشكل لي اهمية قصوى فيما يخص هذا الموضوع . كما اتمنى عليك ان تتحف قارئك بمثل هكذا درسات لم يتطرق اليها الا القلة وجاءت اغلب كتاباتهم على نحو سطحي لا يغني ولا يروي ضمأ الباحث عن الحقيقة . |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 115.189.187.161} |
3/23/2010 3:59:15 AM |
الزائر روان بعد التحية, بداية نشكرك على المتابعة, نرجو العلم ان قسم المتابعة هو الذي يقوم بالتواصل مع الزوار في هذه الفسحة ومتابعة الردود هي ليست للدكتور ابو الصوف , لان الفكرة ان يتواصل الزوار فيما بينهم ولكننا مددنا البساط و رجونا مجالستك لحدة الفكرة مابين جنبات ردك, تقبل تحياتنا .............. ادارة الموقع لقد أثرت العديد من القضايا في ردك هذا والتي تستدعي منا وقفة تأمل لكن هناك قضيتين رئيستين أرى أنهما اهم ما جاء في هذا الرد .. الأولى : عدم فهمك كما تقول لمسألة تداخل الدين بالأسطورة أو كيف أثرت الأساطير في الدين، وتقول انه رغم بحثك الصعب والمضني لم تستطع أن تتوصل الى حل هذه الإشكالية أو الجدل الذي دار حول هذا العلاقة المتشابكة بينهما ثم حاولت بعد كل ذلك أن تبني رأيا على افتراضاتك تلك أو نتيجة لقراءاتك في هذا الموضوع ثم تقول أن ما وصلنا من الحضارات القديمة لا يمكن أن يكون كافيا بصورة دقيقة حتى نصدر أحكاما بمعنى ما عامة عن هذه التأثير الكبير الذي أحدثته الأساطير في الدين . ثم تقول أريد ان افهم كيف حدث هذا التسرب . ويبدو أنك لم تنتبه جيدا الى ما سقناه لك من بعض ألأفكار عن طبيعة هذا التأثير أو دعني اسميه بالنسخ شبه الكامل لتلك المعارف والأفكار والموروثات العقائدية الدينية والأدبية والتشريعية القانونية العراقية الى التوراة .. أن تأثير المعارف العراقية لم ينحصر فقط في الدين اليهودي وإنما امتد ليشمل كافة الثقافات السائدة في المناطق والحضارات اللاحقة في العالم القديم برمته بدأ من الكتابة التي اخترعها السومريون في أواسط الالف الرابع قبل الميلاد مرورا بفن العمارة ونظام الري في الزراعة وتأسيس فكرة العقيدة أو الدين بكل محمولاتها الفكرية وانتهاء بلأدب في صوره الشعرية والنثرية والروائية التي عبرت عنها الملاحم اصدق تعبير وغير ذلك الكثير مما لا يتسع المجال لذكره هنا ..لقد كانت معرفة سابقة على الوجود اليهودي بالاف السنين معرفة اصيلة تحكم حركة المجتمع وتؤسس وعيه في العالم وتؤطر ملامحه ووجوده . ثم هل عرفت التوراة قبل الأسر البابلي نظام التشريع والقوانين هل تحدثت التوارة التي كانت تتناقل شفاهيا على شكل قصص يغذيها مخيال القصاصين فيما بات يعرف بمدراش والأبوكريفيا والهاجاداة وحتى التلمود الكتابات الأولى .. اعود الى نقطة مهمة ... اليهود لم يتعرفوا على فكرة الله ( ألوهيم ) ألا بعد ألاسر البابلي كما لم يتعرفوا على فكرة الشيطان .. وهي الفكرة التي حاولت أن ابسطها لك في فكرة الخير والشر وكذلك فكرة خلود الروح ونظرتهم الخلاقة المبدعة الى الوجود وفكرة الخلق ذات المحمولات الرمزية شديدة التأثير الى غير ذلك من الأفكار المؤسسة في بنية اي دين أو أية عقيدة ... إن اليهود مدينون الى الموروث العراقي شاءوا ذلك أم أبو .. دعني اضرب لك هذا الشاهد البسيط من خلال المقارنة بين ما جاء في فكرة التكوين السومري والتكون التوراتي وهو مجرد مثل لا غير : تقول التوراة في البدء خلق الله السموات والأرض وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرفّ على وجه المياه وقال الله ليكن نور ورأى الله ان النور حسن وفصل بين النور والظلمة فدعا النور نهار والظلمة ليلا ..الخ وقال ليكن جلد في وسط المياه ولكن فاصلا بين مياه ومياه .. الخ وقال لتجتمع المياه في مكان واحد ولتظهر اليابسة ودعا اليابسة ارضا ومجتمع المياه بحرا وتنبت الأرض عشبا ... الخ ولتكن أنوار في جلد السماء تفصل بين النهار والليل وعمل النورين العظيمين ثم خلق الزحافات والطيور والوحوش والبهائم ثم خلق الانسان عى شبهه من طين الأرض ودعا اسمه آدم ثم خلق حواء من ظلعه .. الخ ثم تحدث عن جنة عدن شرقا .. وقصة الشجرة والحية ..الخ يقول التكوين السومري في البدء لم يكن في الوجود سوى محيط مظلم وهذا الغمر كان نمو وقام إله الريح أنليل بالفصل بين هذه المياه فتشكلت السماء والأرض . ويقول التكوين البابلي في البدء كان غمر مظلم شقها مردوخ كما تشق الصدفة سماء وارض .. أن مردوخ اضهر اليابسة على الماء ضفر حصير وصنع شيئا من التراب وخلطه مع الحصير كون لوحا صلبا فوق المياه الذي هو الارض . يقول التكوين السومري قامت الهة أنثى بعجن الطين خلقت منه الانسان بعد أن خصبته بسائل الخصب ابسو انكي .. وأن الأنكني هو الأنسي الانسان عصى أوامر ألهيه في الجنة دلمون الشرقية بعد ان أكل ثمار ننحر ساك المحرمة فأصابته بأمراض فأوجدت له ننتي سيدة الضلع التي شفت ضلوعه سيدة الحياة ( حواء ) ووضعما في جنة عدن أيدنّ الى آخر القصة ... وفي التكوين البابلي كانت عملية الخلق تتم بالكلمة وبليدين على السواء ... وفي التوراة كانت عملية الخلق تتم بالكلمة واليد ...... وفي كلا التكونين بعد عملية الخلق جلست الالهة لتستريح ... هذه بعض الأمثلة من بداية السفر الأول في التوراة المنسوب الى موسى لا حظ مدى التشابه الذي يصل الى المماهات الكاملة بين النصين اذا علمنا ان التراث السومري هو الأقدم زمانينا مكانيا وأن اليهود كانوا قد دونوا معارفهم في توراتهم تلك بعد الأسر البابلي فما الذي يمكن استنتاجه من هنا ؟ غير أن هؤلاء العابيروا كانوا نقلة محترفين سطوا على تراث هذه الأمة العظيمة سرقوه ونسبوه الى أنفسهم فهم لم يعرفوا التدوين ولا الكتابه ولاى الحضارة بصورها الراقية وفلسفة القيم والنظم وتدوين كل ذلك في مدون ضخم وهم أمم من البدو الذين ظهروا فجأة على مسرح الحدث التاريخي .... السؤال المهم في هذ الصدد هو كيف ولماذا اختفى التراث العراقي بهذا الشكل ثم عملت عوامل الزمن في دفنه واهالة ركام الطين والنسيان علي جسده العظيم وفي المقابل ساد النسخة المشوهة للتوراة ... ؟ الأمر االثاني: هو قولك هناك تأثير حدث بين الدين والفلسفة من جهة واحدة تقريبا وهي وجود تراثين أو معرفتين أو فكرين دخلا في عملية صدام كبيره وفي عملية الصدام هذه تحدث عملية التلاقح او التخاصب أو التداخل وهذا ما اضطر فيلون أن يحني قلمه قليلا باتجاه الفلسفة الافلاطونية .. فأنت هنا توافقني الرأي ثم تعود للقول وهذا ما اثار أستغرابي استشهادك بسبينوزا هذا الفيلسوف الهولندي الذي وقع تحت طائلة قانون الحرمان اليهودي وتم طرده من اليهودية واعتباره واحد من أعظم المجدفين المهرطقين كدت أقول أن الأمر اختلط عليك ولكن استشهادك بكتاب رسالة في اللاهوت والسياسة يشي بغير ما ذهبت اليه تقول : .( ولكن سبينوزا كان يرى على خلاف ذلك أي قضية اصالة النظرة الوجودية في الفكر اليهودي كانت متميزة وفريدة ولم تتاثر بتصورات سابقة لقد كانت لها جديتها وفرادتها ثم يشرح هذا الفيلسوف لنا عبر كتابه اللاهوت والسياسة كيفية التمايز تلك دون الدخول في الحديث عن الفكر اليوناني بتاتا وهو يحيل القارئ دوما الى فلاسفة المسيحية في العصر الوسيط من أمثال اغسطينس وتوما الكويني وانومونو وستانول مار وغيرهم وهؤلاء لم يتاثروا بالرشدية اللاتينية التي كانت سائدة في هذا العصر والتي كانت واقعة تحت ضغط كبير للمفاهيم الأرسطية وليست الافلاطونية ومهما قيل عن توما انه كان رشديا فهذا غير صحيح . ما اود قوله ان اسبينوزا وهو واحد من اصحاب النظرة الثاقبة والتحليل البعيد والعميق يقول ان ثمة فرادة واصالة محددة في الفكر اليهودي حول قضية الوجود والخلق والقيم وغيرها وهو الفيلسوف العالم بالتاريخ واهميته الكبيرة في تأطير المفاهييم الخ ) .. أين اخي روان قال ذلك سبينوزا أرجو أن تبعث لي برقم الصفحة من كتابه هذا ومما هو معروف عن اسبينوزا قوله بفكرة الأمتلاء الوجودي .. أن الوجود ممتلئ دوما وأن الزمن فكرة انبثقت من طبيعة الوجود وأن العالم لا زال متحركا بالفعل لا بالسبب والعلة وأن فكرة البدء والتناهي هي فكرة في العقل الديني وفي الفلسفات التي ارتبطت بهذا العقل وهي فلسفات اقرب الى السطحية منها الى العمق . نلحظ هنا ان فلسفة اسبينوزا كانت اقرب الى القول بفكرة وحدة الوجود وقدمه ومن هنا فإن هذا الفليسوف قد خط منهجا معاكسا لمنهج الدين منهجا عقلانيا لا يقبل بغير وجود الدليل والبرهان والحجة العقلية والمعرفة الرصينة القائمة على هذا المنهج هي وحدها القمينة بالأحترام ... ان باروخ اسبينوزا كان من أوائل الفلاسفة الذين ثاروا بوجه الدين ثورة كانت هي المنطلق او الاساس التي ظهرت وفق محدداته ومناهجه المثاليه الألمانية فيما بعد .. حتى أن هيجل قال جملته المعروفة ( إما أن تقبل الاسبينوزية أو لا تكون هناك فلسفة ) فكيف يتحدث عن اصالة الفكر االيهودي وهو كان من اشد المعادين لهذا الفكر وهو فيلسوف كبير ولعل مقولته . ( ليس أن الله قد اختار اليهود في فترة ما من التاريخ أنصاره يعني ان اليهود أنصار واحباب الله على مدى التاريخ ) فيها شيء من التهكم والسخريه وهي التي ادت الى ردود كثيرة عليه والمطالبة بإعادة محاكمته . اما ما يتعلق بتوما الاكويني وفلاسفة المسيحية وهل تأثروا بالرشدية اللاتينية أما وهو موضوع ليس له محل في بحثنا هنا فيكفي أن اشير مجرد اشارة بسيطة أن توما وارجوا أن تذهب الى قراءة تاريخه قد تعرف الى ارسطو طاليس من خلال ابن رشد وتلميذ ابن رشد موسى بن ميمون وأنه باعترافاته مدين الى ابن رشد والرشدية في ثوبها اللاتيني وأنه اسس علمه باللاهوت على افكار ابن رشد وشروحه على ارسطو كما أنه اعتنق المانية وتأثر بمثرا كثيرا وأدخل مفاهيم على الأنجيل عتبرت بمثابة انجيل ثاني أما القديس اغسطين فنحن نعلم أنه ولد في شمال افريقا قبل مجيئ الاسلام 354 م وهو أحد الشخصيات المهمة في المسيحية وقد اسس منطقا في علم اللاهوت المسيحي يعتمد على التفسيرات الرمزية وهذا مبحث طويل أحببت أن اشير هذه الأشارة فقط لتتثبت أخي روان من المعلموات موضوع البحث وأن كان هذا ليس هو المهم بحد ذاته أننا نتحدث بالمطلق عن قضية التأثرات التي تسربت الى الدين اليهودي من بعيد هذا هوالموضوع الجدير بالبحث لأنه وهو موضوع النقطة ألأولى التي اثرناه |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.92.123.215} |
4/19/2010 7:08:53 AM |
عزيزي الدكتور بهنام أعزائي مديري الموقع اعتذر بداية عن تأخري في الرد و متابعة هذا الحوار الجميل الذي استفدت منه كثيرا والذي في تصوري يستفيد منه كل من قرأه وتابعة ولن أدخل من حيث المبدأ في تلك التقاطعات التي اثيرت في ردكم والتي تحتاج الى وقفه طويلة لبحثها . وحتى لايفلت من بين ايدينا الحوار ويتشعب في اتجاهات كثيرة على رغم اهميتها فأنني اقترح أن نطرح سؤالا واحد ثم نحاول الاجابة عنه ثم نستنطق الاجابة تلك في مستواها العلمي والتاريخي والفكري بأسئلة أخرى . فإذا كان هذا المقترح يلقى رضا لديكم أرجو من سيادتكم أن تتفضلوا بإخباري ولكم جزيل الشكر .. |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 125.238.21.15} |
4/19/2010 10:18:43 PM |
الزائر روان المحترم مع شكرنا لتواصلك إن رسالة هذا الموقع هي رسالة معرفية تستشرف آفاق الزمن وتستنطق الأثر والعلم للوصول الى أكثر عقلانية في قراءة التاريخ. نرحب باي شكل يثري و يمنهج الحوار. |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.93.83.12} |
4/21/2010 5:20:06 AM |
عزيزي الدكتور بهنام اعزائي ادارة الموقع ليكن موضوع الحوار في هذا المحور هو مناقشة السؤال التالي : تقولون أن فكرة ألوهييم لم يتعرف عليها اليهود الا بعد الأسر البابلي واسمحولي ان اورد بالضبط ما جاء بردكم المحترم اليهود لم يتعرفوا على فكرة الله ( ألوهيم ) ألا بعد ألاسر البابلي كما لم يتعرفوا على فكرة الشيطان .. وهي الفكرة التي حاولت أن ابسطها لك في فكرة الخير والشر وكذلك فكرة خلود الروح ونظرتهم الخلاقة المبدعة الى الوجود وفكرة الخلق ذات المحمولات الرمزية شديدة التأثير.. الخ ما هو الدليل العلمي والعقلي الذي يمكن الركون اليه هنا ؟ اريد اغناء هذا الموضوع لأن لدي ما سوف اقوله بهذه الصدد مع شكري الجزيل وتقبلوا احترامي |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 125.238.21.15} |
4/22/2010 2:19:58 AM |
الزائر الكريم روان, بعد التحية , لدي سؤال قبل أن نرحل في هذا الفضاء الشيق من هذا البحث الذي اقترحته حضرتك .. ما هو وجه اعتراضك على ما ابديناه لك في ردنا السابق وما الذي يمكن أن تقوله بهذا الصدد ؟ نريد أن نؤسس منهجية محددة لهذا الحوار لا يكفي أن تطالب بالدليل العلمي والعقلي دون أن توضح ابتداء ما الذي تقصده هنا بالدليل العلمي والدليل العقلي نحن قلنا أن اللقى الأثارية كشفت عن مضامين بالغة الدقة مضامين مؤسسة راحت تستعيدها التوراة طبق الأصل وكأنها عملية نسخ مبرمج وأن هذا التشابه بين الأصل والنسحة اللاحقة لا يمكن أن نعزوه الى الصدفة أو الى اي شيء آخر لأننا نكون بهذا قد خرجنا من العقل الى اللاعقل ومن العلم الى اللاعلم وأن مسالة التحوير التي حدثت في التوراة للقص السومري بمجمله وليس لفكرة الاله العالمي او فكرة الخير والشر والشيطان فقط خاضعة الى قضايا اخرى وأحسب أن هذا ما اشكل عليك الفهم ويمكن مناقشة هذه القضايا وفكفكتها وبيان الحقيقة المتوارية وراءها وهي مسألة في غاية الأهمية أما ما يخص الدليل العقلي فهذا الأمر يتعلق بالبحث التاريخي للنص التوراتي من جهة كما يتعلق بنية النصوص في كلا المجالين المعرفيين من جهة ثانية وتحديد مفهوم العقل والعقلانية من جهة ثالثة وكيفية تحول الدين الى طقس يمارس واخضاع العقل النظري الى جدل يخص هذه المعرفة فقط وتصبح مهمته اسباغ الشرعية على هذه المعرفة ..دون الدفع به الى البحث عن الجذور المؤسسة لفكرة الدين وفكرة اللإله بصورته القبلية أو صورته العالمية وتأسيس فكرة الخير كقيم فاضلة والشر كسلب لهذه القيم مع العلم أن منظومة القيم التي صاغها التراث العراقي القديم هي ذات المنظومة التي ما تزال سائدة الى وقتنا الحاضر والتي انعكست في أشكال وصور كثيرة كالقوانين والشرائع والحكم والأمثال والملاحم والأدب والشعر والصراع السياسي والاقتصادي في هذا المجتمع .. الخ سنجيب عن كل هذا الذي اجترحناه هنا بعد التوضيح الذي طلبناه من حضرتك ولك منا الشكر ثانية على اهتمامك وتواصلك, بالمناسبة انا اسمي تيسير الفارس وانا احد اعضاء فريق المتابعة الموقع, كنت منذ البداية مهتما ومتابعا لتداخلك اللطيف على صفحات هذا الموقع, ان كنت من سكنة نيوزلندا كما هو ظاهرا في اجابتك, فانا اسكن اوكلند و لا مشكلة لدي باللقاء شخصا و تبادل الافكار عن قرب ان احببت. |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 122.57.120.50} |
4/23/2010 5:42:31 AM |
مداخلة بين المتحاورين انا كنت من المتابعين لهذا الحوار الذي جرى بين السيد روان وادارة الموقع وكنت اسجل العديد من الملاحظات التي كانت تستوقفني من كلا الطرفين .. ملاحظات احتفظ بها لنفسي ومن خلال هذه المتابعة وجدت أن الحوار أخذ يتجه على شكل جدل بين الفكرة ونقيضها مما يجعل القارئ يقع أسيرا للفكرة المسبقة لدية .. السيد روران طرح مجموعة من الاسئلة التي يتضح منها موقفه الرافض وبشدة الى تأثر الدين اليهودي بالأساطير العراقية القديمة رغم وجود هذا الشعب اليهودي في السبي البابلي لسنوات طويلة ولم يوضح السيد روان لغاية هذه الحظة التي يسوق فيها الحوارمن أذنيه ويجره من رجليه الأسباب التي دعته الى اتخاذ هذا الموقف ربما هو ينطلق في موقفه من اسباب يراها وجيه أراد أن يؤجلها عن قصد لم يكشف عنها لغاية هذه النقطة التي وصل لها الحوار فقط هو طالب الموقع بأدلة علمية وعقلية على وجود هذا النقل المبرمج .. وهو يؤمن بأن الأساطير هي خرافات شعوب قديمة فسرت بها الكون والوجود بطريقة جد سطحية أو على الأقل تتناسب مع هذا العقل البدائي .. هذا ما فهمته من رأي السيد روان .. ورأي السيد روان يملك وجاهة كبيرة جديرة بالاحترام وأعتقد أنه سيطلعنا حتما مع تطور الحوار على هذه الأسباب ويسوق من الأدلة التي تؤكد رأية .. وأنا في الوقع أميل الى هذا الرأي .ذلك أنه لا يعني وجود هذا التشابه بين بعض النصوص هنا وهناك يقوم دليلا على عملية النقل فقولنا مثلا أن . قصة سرجون الاكادي لا تختلف عن قصة موسى علما أن الأول سابق على الثاني بنحو الف عام تقريبا .. اذا لا بد أن يكون اليهود قد نقلوا هذه القصة الى بطلهم موسى ويمكن هنا أن نثير عشرات الأسئلة التي لا يمكن الإجابة عليها لأن القصتان تختلفان من حيث البناء السردي وهذا مهم جدا .. ثم ماذا عن المرحلة التي دون فيها النص التوراتي على الأقل الأسفار الخمسة الأولى .. ماذا يقول مؤرخو التوراة هنا وماذا يقولون عن أول نسخة موجودة من التوراة . ثم متى حدث هذا النقل .. وبأية لغة كتبت التوراة السابقة على السبي .. والتاريخ يؤكد على وجود توراة كانت متداولة في عهد سليمان وداوود .. وماذا نقول عن سفر سليمان المسمى سفر الحكمة . ومزامير داوود . اللتي دونت في الفترة السابقة على السبي .. إن الأسفار الخمسة الأولى كانت على الأقل مدونة .. ومن بينها سفر التكوين .. اذا كانت قصة الخلق مدونة قبل السبي وظلت على حالها لم تتغير حتى بعد السبي .. دليلي على ذلك ما جاء بسفر يوشع بن نون قائد اليهود الذي دخلوا فلسطين وكانوا يحملون التوراة في تابوت العهد والإشارات البالغة التي كان يشير بها يوشع الى شريعة موسى والتيه والضربات العشر في الخروج والى قصة الخلق في التكوين .. واشارات اسفار التثنية والاشتراع والقضاة التي كانت تتحدث عن الكثير من القوانين والأحكام كل ذلك قبل السبي البابلي . لا شك أن اليهود حملوا معهم الى اسرهم هذه المعارف التي بتصوري لم تتأثر بمعارف العراقيين كثيرا أو قليلا .. وما يدرينا أنه حدث تأثير معاكس وهكذا دواليلك في قصة الخلق والطوفان والجنة والشيطان الخ..... اعتقد ان هذا الحوار سيأخذ منحنى معرفي كبير كما اعتقد أنه سيكون مفيد جدا على صعيد حلحلة هذا التداخل العجيب بين الدين والأسطورة . ونحن بنتنا نعلم بأن الدين اليهودي الذي هو مدار هذا الحوار كان قد استعيد من قبل المسيحية ولاسلام وهذا الأمر يتطلب وقفة من كلا المتحاورين ... أنصح بمتابعته هذا الحوار من قبل القراء كما اطلب من ادارة الموقع الكريمة أن تضع أيقونة خاصة فقط بهذا الحوار .. تحت عنوان حوار جرئ أو حوار في العمق .... سؤالي للسيد روان ما هو تعريفك للأسطورة .. أي كيف تفهم الأسطورة ؟ هو سؤال في العمق فأرجوا أن لا تتعجل في الرد . كما أن سؤالى الى ادارة الموقع عن ما هو تعريفكم للدين ؟ وسؤالي لكلا الطرفين ألا يمكن ان تكون الأسطورة دين والدين اسطورة وان المساحة قد تضيق تماما بينهما .. وهنا قد يفض الأشتباك الحاصل بين هذا التداخل العجيب ؟ هذا السؤال ليس بريئا .. وليس هو سؤال توفيقي .. لأنه ستلاحظون من خلال فهمكم للدين والأسطورة كيف تتباعد المسافة جدا بين المصطلحين او بين المعرفتين . اذا أردتم أن أن تقبلوني طرفا في هذا الحوار فإني سأقوم بتدخلات جد مهمه قد تكون اقرب الى رأي السيد الروان وسوف أسوق من الأدلة العقلية والنقلية وسأحشد الشواهد الكثيرة والكبيرة على الأنتصار الى فكرة أن الأساطير لا يمكن لها أن تشكل هذا الرافد الذي طغى على مساحات النص الديني .. والاسطورة ستظل دائما اسطورة تتحرك في تاريخ الوعي البشري على هذا النحو كمجال محدد .. اقصد أننا ما نزال نرى شعوبا الى غاية هذه اللحظة تعيش اساطيرها وكأنها حقائق لأنها تغذي وعيهم وتشكل وجدانهم بشكل عميق .. ولأضرب لكم مثالا بسيطا أرجوا أن يكون نافعا لكم كنت قد قرأت رؤيا يوحنا وعلقت عليها وكشفت عن المضامين الأسطورية ونشرت ذلك في موقع الحوار المتمدن .. جاءت قراءتي على نحو مغاير ولهدف غير هذا الهدف الذي تسعون له من حواركم .. رؤيا يوحنا كانت ولا زالت تغذي الوهم وهي لا بد منها لخلق مجالات في التصور الديني لا يقوم الدين بغيرها .. ولا زال المتدين المسيحي الذي يستخدم ارقى الوسائل التكنولوجيه مؤمن بها فبماذا تفسرون ذلك ؟ هل الدين بحاجة دائما الى مثل هذه الخرافات والرمزية الشديدة ليؤكد على حقيقته ؟ هل الرمزية بهذا المعنى والخرافات والأساطير لازمة هنا من لوازم الإيمان ؟ هل الايمان هو اعتقاد يرقى فوق العقل ؟ فكيف يخضع الأنسان المسيحي الآن لمكتسبات العقل ولمكتسبات الدين في ذات الوقت ؟ كيف وبأية طريقة يمكن أن نحلل ذلك ؟ |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.93.8.122} |
5/3/2010 1:57:47 AM |
السادة ادرة الموقع .. عزيزي الدكتور بهنام تحية طيبة مرة اخرى اعتذر عن تأخري بسبب ضغط العمل الذي لا يرحم .. واسمحولي أن أرحب ترحيبا حارا بالاستاذ حسين وأرجو بعد أذنكم أن نقبله طرفا في هذا الحوار لأن ذلك من شأنه أن يوسع دائرة هذا الحوار الذي نطمح من خلاله أن ننفتح على مساحات واسعة لجدل التاريخ والحقيقة .. كنت اقترحت أن نحدد محورا واحدا لحوارنا هذا ويبدو أن الاستاذ حسين الذي انتصر لفكرتي هنا قد حدد النقطة الأولى التي يجب أن ننطلق منها .. في الواقع لقد كان حسين قد وضع يده على نقاط مهمة جدا .. ويمكن لي أن احشد العشرات من المصادر والمراجع التي تؤكد ما ذهبنا اليه من أنه لا يمكن للأسطورة مهما بلغت من رقي معرفي أن تكون جذرا مؤسسا للدين اليهودي .. فقط أرجو أن يكون هذا هو مدار البحث .. كما أرجو الرد على ما طرحه الاستاذ حسين من شواهد تؤيد وجهة نظري لأن ذلك بالغ الأهمية وهو الذي سيسوق البحث نحو الحقيقة في اتجاهاتها المعرفية وكذلك حتى لا نظل اسرىالقراءات السطحية للمؤرخين .. وشكرا لكم ..... |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 213.139.63.227} |
5/5/2010 7:07:53 AM |
ترحب ادارة الموقع بقدوم وفدود الاستاذ حسين على مطارح موقعنا, للاستاذ حسين فكر متقد ونحن على ثقة لناه سيثري الموقع باسهاماته الجليلية, كما وندعو الزائر روان ان يحاول ان يسهم بما هو اكثر من مجرد مجاملات نشكره عليها ولكن اعتقد ان الاوان قد آن لكي يدلي ببعضا من ارائه في هذا الموضع ونحن على ثقة بانها ستكون ذات عمق وصدى وشكرا للجميع مقدما على تخصيص جزأ من وقتهم اثراء للموقع. |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.92.55.95} |
5/10/2010 11:02:23 PM |
اعتقد أنكم بعدم متابعة هذا الحوار قد اوصلتموني رسالة بات علي أن أفهمها جيدا وأحسب اني فهمتها شكرا لكم هل تسمحون لي بأن اسأل هذ السؤال .. ماذا عن الطقوس الشيعية التي تمارس في المواسم العزائيه ألا يمكن أن نقول أنها طقوس وثنية جاءت من بعيد لتفعل فعلها في في الذات العراقية وفي الوعي الجمعي العراقي لهذا الشعب الذي تظنون أنه اصل الحضارة واصل الدين واصل الفكر وجذر المدنية ؟ سألقي الكرة في ملعبكم هذه المرة الطقوس العاشورائية وثنية ، طقوس عاشوراء هي كذلك ؟ فاعياد الاكيتو القديمة كانت ستة أيام قبل ستة آلاف عام .. ثم اصبحت عشرة .. ثم اصبحت إثني عشر كما يحتفل بها الكلدانيون والآثوريون اليوم في شمال العراق .. كانت تجري في راس السنة البابلية التي تصادف الحادي والعشرين من نوروز الفارسي الحالي ، وتكتب في تاريخ البابلين كاول يوم من نيسان العراقي القديم ، فاول نيسان العراق هو حادي وعشرين فارس ! وفي كل الاحوال ، العيدين ، نوروز والاكيتو هما رأس السنة الشمسية ، عاشوراء هو راس السنة القمرية العربية اليوم الخامس كان يحتفل فيه في بابل بطقوس الزواج المقدس .. يقوم الممثلون بلعب دور ( العريس والعروس ) بمشهد درامي مسرحي في الاكيتو تماما كما يفعل الشيعة اليوم في اليوم السادس من عاشوراء بإعادة تمثيل عرس القاسم بن الحسن ، الذي لم يتزوج ابدا...!!!!!!! كان البابليون يلطمون الخدود ويشقون الثياب ويعلون اصوات المراثي والنواح في اليوم التاسع والعاشر .. وكذلك الشيعة اليوم يفعلون !! عربة مردوخ تاتي للجماهير فارغة كدليل على موت الإله تموز او ( مردوخ ) فيتعالى صوت النواح والبكاء في مواساة الربة عشتار على فقد حبيبها ..في اليوم العاشر وكذلك يفعل الشيعة حينما ياتي ( جواد ) الحسين خاليا من فارسه ملطخا هامته بدمه فيهيج الشيعة مواساة لزينب وهي ترى هذا المشهد الأليم ..؟؟ ألا يوجد بين من قرأوا التاريخ عاقل ليخبرنا حقيقة تطور الفكر الاجتماعي العراقي عبر هذه المراحل التراجيدية من تاريخ بلد وشعوب عاشت في ارض النهرين تعشق الحزن كما يعشق الناس الفرح ؟؟ سوال رميته مرة في جعبة مؤرخ عربي كبير لكنه لم يجني .. ولما رميته في جعبة المؤرخ العراقي اليهودي موريه شلومو أجابني بأن المؤرخ العربي لا يحسن قراة التاريخ العربي لأنه مسكون بعقدة النهايات والبدايات العظمى للتاريخ سألته كيف واخذ يشرح لي في رسالة طويلة اتسمت بالعلمية .. لماذا لا يتم الاعتراف بان اعياد عاشوراء ورغم جذورها الوثنية هي أقدم طقوس يمارسها شعب على وجه الكرة الارضية ؟ لماذا لا يكون الاكيتو وعاشوراء عيدا واحدا جامعا يمثل الهوية الحضارية القديمة للأمة العراقية ؟؟ لماذا لا يخرج رجال الدين عن صمتهم وعجرفتهم ليقروا حقيقة هذه الاصول التاريخية لعاشوراء ، والتي ليس لها علاقة بثورة الحسين سوى مصادفة أستشهاد الحسين في العاشر من راس السنة القمرية كما يصادف استشهاد تموز في العاشر من راس السنة الشمسية !! إلى متى يبقى الشيعة والعراقيين كافة منكرين لشهادة تموز ، رمز الهوية الوطنية التاريخية العراقية ؟ إلى متى يبقى شيعة العراق يمجدون ويرددون ما يقال عن ألسن الرجال ، دون وعي بحقيقة انتمائهم لتاريخ وإن انكروه فهو قد تسلل إلى طقوسهم من حيث لا يشعرون ؟؟ أليس للعراق بطل " تموزي " تاريخي حكم اربع سنوات ونصف مثل علي ، وقتل مظلوما ً زاهدا مثله ؟؟ إذا كانت هناك من لعنة تطارد اهل العراق ، فلا لعنة سوى مظلومية هذا الرجل الذي جاء للامة من رحاب تموز.. كيف نقرأ التاريخ ؟ سأوضح قصدي دراسة التاريخ وقراءته من زوايا فرضية جديدة من شانه الإجابة على أهم التساؤلات الخالدة التي لم يجبها احد ، على سبيل المثال لا الحصر : لماذا نقل علي بن أبي طالب عاصمة الخلافة إلى الكوفة ..؟ عندما نقرأ التاريخ بالقراءة التقليدية ، نقول : مركز العراق كمفصل يتحكم في العالم القديم يجمع الشرق بالغرب ..؟ لو تأملنا الخريطة بإمعان نجد إن العراق كذلك بالفعل ، لكن كيف غاب هذا عن ” عمر” أو عثمان ..؟ أما عندما نستخدم ” هندسة ” خاصة في تحليل هذه المسالة نفرض الفرضية الآتية : لنفترض إن عليا لجأ إلى ذلك بفعل أسباب استراتيجية فقط ، لــ “نتصور ” أنفسنا بمكان ابن أبي طالب ، نحن نعيش في العراق ، وفجأة نقرر أن ننقل العاصمة إلى اسطنبول ..!! لا يمكن حتى تخيل ذلك…! كيف يمكن النجاح في بيئة جديدة..وعالم جديد..!! إن هذا النمط من هندسة القراءة التاريخية ، هو ” الإسقاط البعدي ” أو أسلوب ” المعايشة الافتراضية للحدث” الذي يأخذ في الاعتبار عامل الزمان والمكان والبعد التكنولوجي والسياسي لواقع الفرق بين طرفي معادلة الإسقاط . فوفق هذا التحليل ، وهو مجرد طريقة بسيطة من طرق، فان علي بن أبي طالب كان مرغما على نقل العاصمة ..! بدليل ، الزبير وطلحة وعائشة والجمل ، معاوية وجيش الشام ، وأخيرا ً ضربة ابن ملجم ٍ في مسجد الكوفة …! لو استفضنا في هذا الإسقاط نعرف إن عليا تبنى هوية وطنية جديدة…فعلى الرغم من عظيم اعتزاز محمد بكونه عربي ، وكثرة أحاديثه عن تميزه بالفصاحة بين العرب ، إلا إن عليا ً يتنكر للعروبة فجأة ما أن تطأ أقدامه ارض العراق وهو يقول : نحن قريش ٌ نبط من كوثى … ( أي من أهل العراق ) ! فأي شعب بعمق تاريخ العراق الحضاري يرفض الغزو الأجنبي ، وكان على علي أن يظهر وكأنه واحد ٌ منهم ، لم يصدقه أهل العراق في حياته ..! ولو رجعنا لمعطيات التاريخ الماقبل إسلامية نجد إن كوثى نهر ٌ بابلي مندثر ، وان الأرض ” كوثى” اسم ٌ قديم للكوفة …روت فيما بعد ” أساطير ” الشيعة إن إبراهيم الخليل اشتراها لمحمد وال محمد في العراق ومنهم علي ..؟ والنبط هم أهل العراق ، واحتجاج علي بذلك هو كون إن قريشا ً كانت تدعي إن إبراهيم الخليل هو جدها الأعلى ، وبالتالي فان قريشا ً بابلية..كوفية …!! بمعنى إن علياً اخبر أهل العراق انه عراقي ومن الدرجة الأولى ..؟ وعلاقته بأهل العراق تجلت أكثر بعد موته ، حيث أيقنوا إن هذا الرجل كان عراقيا بالفعل ولم يكن مثل أولئك الغزاة الذين جاؤا من الصحراء ، لان أهل الجزيرة قاتلوه وكذلك أهل الشام ، هكذا نفهم ، إن الغاية من نقل العاصمة كانت ابعد من إن تكون نظرة استراتيجيا عسكرية أو سياسية أو اقتصادية ، كانت ” ثورة” معرفية ..وطموح بخلق ” إيديولوجيا ” جديدة في عالم جديد …! إنها تنم عن عبقرية فذة لم يكتب لها النجاح في حياة الخليفة الرابع ربما بسبب الفتن التي كانت تعصف بالدولة ، لكنها أتت ثمارها بعد بضعة قرون ، وأصبح هذا الرجل أهم الثوابت المقدسة في الفكر الشيعي المعاصر إلى درجة إن الفرد الشيعي حينما ينهض من وضع الجلوس في يومنا هذا يقول : يا علي ..! فلو قارنا صورة علي وهو يصل إلى سدة الحكم أول مرة كأحد الغزاة ، ولو نظرنا إليه اليوم في موقعه الروحي المقدس ، نجد إن عليا ً الغازي المحتل لأرض العراق ، قد احتل أخيرا ً مكان الإله مردوخ البابلي في الفكر العراقي المعاصر…!! هذا مجرد مثال مبسط لا يرقى إلى الكمال في قراءة التاريخ من زاوية واقعية تعتمد المعايشة الافتراضية ، ولو نظرنا إلى أي الامتدادات الحضارية في التاريخ وحاولنا ربطها بسلاسل معينة من المفاهيم والأحداث ومتابعة ” خريطة” التطور الحضاري عبر التاريخ وحركته الثقافية نجد أنفسنا بلا شك أمام صورة جديدة عن التاريخ تختلف إلى حد ٍ بعيد عن تلك التي رسمناها بصورة أولية عنه فيما مضى من إطلاعنا القديم ..! وشكرا لسعة صدركم |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 219.89.0.168} |
5/14/2010 8:26:40 AM |
رد على السيد روان حسين شبّر لم أكن أود الدخول في هذا الحوار ألذي يجري بينك وبين ادارة الموقع كنت مستمتعا بهذا الحوار من خلال قرائتي لتدخلاتك أو اسئلتك أو دفاعك عن اليهودية وبين ردود ادارة الموقع واكتفيت بذلك لكنك وقد حرفت الحديث باتجاه الشيعة بهذا الشكل الذي ينم عن اشياء كثيرة أنت تعلمها جيدا ولم يكن ثمة داع له اسمحلي ان ارد على هذه الأفتراءات التي تحاول بها ان تلوي أعناق الحقائق، وتضليل القارئ بما تجترحه من أفكار خاطئة لا صلة لها بالواقع ولا التاريخ ولا الحقيقة .. الحوار كان يتحرك بمسرب معرفي جدا مهم وهو الاجابة عن السؤال الذي ظل عالقا في رحم التاريخ وهو الى أي مدى اثرت الأساطير القديمة في المعارف الدينية وكيف تسللت ثم كيف تحولت الى حقائق لا تناقش ، عبر أية آليات يمكن الحديث هنا ، ونحن نعلم أن مع الكشف الأثاري بات هذه المعارف تكشف ويزاح عنها الستار وينفض عنها غبار السنين وما تركم عليها من تراب الأيام وطمي الزيف والضلال . بأية وسيلة يمكن لنا أن نفسر على سبيل المثال لا الحصر هذا التشابه أو النسخة طبق الأصل بين قصة سرجون الأكدي وقصة موسى في التوراة كيف نفسر التشابة بين الوصايا العشر وسفر الاشتراع وبين قوانين حامورابي, كيف نفسر التشابه بين قصة الخلق السومرية وبين وقصة الخلق التوراتية .. اسئلة كثيرة وردت في ردود ادارة الموقع لكنك لم تجب عنها سوى مطالبتك دائما بإراد الأدلة العلمية والفكرية على هذا النقل أو المتح التوراتي من الأساطير على أية حال لا يعنيني هذا الجدل في ردي هذا عليك ولا أريد أن ادخل معك في حوار حول القضية المعرفية المتشابكة في وعيين متقاطعين, ما يعنيني هنا هو حرفك للحديث في منحنا لا يمت للحوار بأية صلة استدعاءك لما يعتقده الشيعة الأمر الذي أدهشني في الحوار أنا استغرب لماذا ادارة الموقع لم ترد عليك وتجيب أسلئتك تلك … ((اعتقد أنكم بعدم متابعة هذا الحوار قد اوصلتموني رسالة بات علي أن أفهمها جيدا وأحسب اني فهمتها شكرا لكم)) بحسب رأيك أن ادراة الموقع لم تجب عن اسئلتك وبصمتها أو سكوتها تقول أنها أوصلتك رسالة ما هي هذه الرسالة .. سوى أنك تريد أن توحي للقارئ بأنك قد انتصرت فكريا وأن ما طرحته من أفكار فيما يخص جدل المتح اليهودي من اساطير العراق ما هو الا محض افتراء ورياء وكذب بدليل أن ادارة الموقع لم ترد .. لكن هذا لا يعطيك الحق بأن تقول ما قلته هنا ذلك أن ادارة الموقع قامت بنشر ردك ((هل تسمحون لي بأن اسأل هذ السؤال .. ماذا عن الطقوس الشيعية التي تمارس في المواسم العزائيه ألا يمكن أن نقول أنها طقوس وثنية جاءت من بعيد لتفعل فعلها في في الذات العراقية وفي الوعي الجمعي العراقي لهذا الشعب الذي تظنون أنه اصل الحضارة واصل الدين واصل الفكر وجذر المدنية ؟ سألقي الكرة في ملعبكم هذه المرة)) ما ذا تعني بكلمة طقس هنا .. الطقس يحمل ثلاثة معاني متضاربة .. على كل أنا اعرف أنك تقصد أسؤها ولكن مع ذلك كيف صنفت أن هذه الطقوس طقوس وثنية ؟ ثم تقول فعلت فعلها في الذات العراقية .. وكأن العراق كله شيعة وكأن الذات العراقية مصابة بهذا الداء الطقسي الهوسي ، العراق طيلة تاريخة الاسلامي كان تاريخا سنيا هي فترة واحدة وامتدت لسنوات التي تحولت فيها مدينة هي بغداد فقط الى الحكم الصفوي.. فكيف يمكن أن نقول عبر هذا التعميم الذي ينم عن جهل بتاريخ الاسلام وتاريخ الشيعة في العراق أن الذات العراقية ذات تأثرت بالطقوس العزائية التي جاءت من بعيد .. ثم تقول هذا العراق الذي تظنون .. نحن يا سيد روان لا نظن بل هي الحقيقة الكبرى التي صدمت وعيك ووعي اليهود ووعي العالم وصدمت تاريخ الحقيقة .. نعم العراق هو أصل الحضارة ومنبعها وسيدها وان العراق هو من علم الدنيا الحرف والكتابة واللغة والشعر والقانون وكل القيم والأخلاق والمبادئ والمثل الانسانية هذا هو ليس اعتقدنا ولكن ما أثبته العلم علم الآثار الذي غير وجه الحقائق وكشف مدى الضلال والزيف الذي مارسه اليهود في توراتهم وتلمودهم واساطيرهم عبر التاريخ . ((الطقوس العاشورائية وثنية ، طقوس عاشوراء هي كذلك ؟ فاعياد الاكيتو القديمة كانت ستة أيام قبل ستة آلاف عام .. ثم اصبحت عشرة .. ثم اصبحت إثني عشر كما يحتفل بها الكلدانيون والآثوريون اليوم في شمال العراق .. كانت تجري في راس السنة البابلية التي تصادف الحادي والعشرين من نوروز الفارسي الحالي ، وتكتب في تاريخ البابلين كاول يوم من نيسان العراقي القديم ، فاول نيسان العراق هو حادي وعشرين فارس ! )) وفي كل الاحوال ، العيدين ، نوروز والاكيتو هما رأس السنة الشمسية ، عاشوراء هو راس السنة القمرية العربية ماذا تعني بذلك وما علاقة هذا بذلك وما هي علة الربط هنا أنا لم أفهم شيئا سوى أنه كلام مرصوف يوحي بأنه يقول شيئا وهو في الواقع لا يقول الا ما ما يعتمل في رأسك وفكرك الذي تنطلق منه وترتد اليه .. لا تعنيك الحقيقة بقدر ما يعنيك الدفاع عن فكرتك وهذه مصيبة المثقفين الذين ينطلقون من رؤية أحادية . الآثوريون والكلدان يحتفلون بأعياد رأس السنة البابلية التي يحتفل بها الفرس تماما كما يحتفل المصريون باعياد الربيع في 21 نيسان الذي يسمونه شم النسيم أو الانقلاب الربيعي فما علاقة ذلك بالشيعة وعاشوراء ؟ )) اليوم الخامس كان يحتفل فيه في بابل بطقوس الزواج المقدس.((. من أين جئت بذلك أرجو أن تعطيني المصدر لقد أورت لك نصا من أحد أهم المراجع المعتدمه لدى الكلدان والاثوريين لم يرد فيه ما تزعمه هنا أرجو أن تقرأه بعنياه وتأني ((يقوم الممثلون بلعب دور ( العريس والعروس ) بمشهد درامي مسرحي في الاكيتو تماما كما يفعل الشيعة اليوم في اليوم السادس من عاشوراء بإعادة تمثيل عرس القاسم بن الحسن ، الذي لم يتزوج ابدا...!!!!!!! كان البابليون يلطمون الخدود ويشقون الثياب ويعلون اصوات المراثي والنواح في اليوم التاسع والعاشر .. )) وكذلك الشيعة اليوم يفعلون !! وهذا أيضا ادعاء لم يقم عليه دليل اليوم التاسع والعاشر كان ذروة الآحتفالات الراقصة عند البابليين ((عربة مردوخ تاتي للجماهير فارغة كدليل على موت الإله تموز او ( مردوخ ) فيتعالى صوت النواح والبكاء في مواساة الربة عشتار على فقد حبيبها ..في اليوم العاشر > وكذلك يفعل الشيعة حينما ياتي ( جواد ) الحسين خاليا من فارسه ملطخا هامته بدمه فيهيج الشيعة مواساة لزينب وهي ترى هذا المشهد الأليم ..؟))؟ الاكيتو كان عيدا لبدء الربيع عند البابلين يحيها الاثورين والكلدان في العراق ولم تكن يا سيد روان هذا العادة معروفة عند هاتين الملتين في بدء دخول المسيحية الى العراق الى أن جاء أحد الرهبان بعد فترة ثمانية قرون بهذه البدعة الطقسية وربط كل ذلك بأساطير كانت الهجاداه قد ذكرت جزء منها في طريقة احتفال البابلين باعياد الربيع .. ولنقرأ ما جاء في كتاب ( تاريخ الكلدان ، الجزء الأول ) للمؤلف البروفسور أبلحد افرام ساوا . وهو مؤرخ كبير ومعتمد أرجوا ان ترجع للكتاب وأن تقرأ السير الذاتية للكاتب الاحتفالات تبدأ إحتفالات ومهرجانات رأس السنة ( أكيتو) من 1 إلى 11 نيسان ، ويتولى تنظيم فقرات الاحتفال كالآتي :- 1- في الأيام الأربعة الأولى :- احتفاليات خاصة بالكهنة ، لممارسة بعض الطقوس والواجبات الدينية ، مثل تلاوة الصلوات وانشاد التراتيل الدينية واجراء التطهيرات في المعابد . 2- في مساء اليوم الرابع ( ...يعلن الكاهن الأعلى بدء المراسيم الإحتفالية للسنة الجديدة على مستوى العامة ، مبتدئين بالتلاوة الشعرية لأسطورة الخليقة البابلية *). 3- في اليوم الخامس ، يعود الملك بصحبة تمثال نابو الذي يتركه عند البوابة الجنوبية الغربية المسماة بوابة اوراش .. ثم يقوم الملك بالتخلي عن شارت ملوكيته وهي الصولجان والحلقة والسيف أمام بوابة معبد الإيساكيلا ، وبعد سلسلة من الطقوس تعاد له شاراته تلك بعد تطهيره بالماء المقدس ، ثم يعاد تثبيته كملك على البلاد لكي يستطيع أن يدخل المعبد و في مساء هذا اليوم يكون الأهالي في حالة قصوى من الاهتياج وخاصة عندما تمر عربة مردوخ في الشوارع دون سائقها كدلالة على الفوضى والعماء الكوني قبل تنظيمه من قبل مردوخ. 4- في اليوم السادس تصطف الجماهير المحتفلة على جانبي شارع الموكب لإستقبال الإله نابو القادم من مدينة بورسيبا . 5-أ - في اليوم السابع ، ينظف تمثال كبير الآلهة مردوخ ويكسي بثوب جديد كما تنظف بقية تماثيل الآلهة وتكسي ايضآ بثياب جديدة (*). 6- في اليومين الثامن والتاسع بعد ان تصل بابل تباعآ آلهة أور وسيبار وكوثا وكيش وأوروك ونيبور والمدن الأخرى يبعث مردوخ من جديد فتتصاعد حدة الإحتفالات الى ذروتها بعد اخراج الآلهة وعرضها على الشعب في طقوس يراد منها تأكيد ولاء بقية الآلهة لإله بابل الرسمي والإله الأعلى لوادي الرافدين القديم ( *). 7- اليوم العاشر في هذا اليوم يبدأ العيد الحقيقي للشعب ، حيث يدخل الملك إلى ضريح الإله مردوخ ، ثم يلمس الملك يد الإله مردوخ ويرجوه النهوض ، بعدها يقوم الملك بأخذ الإله الى الباحة الرئيسية للإيساكيلا ، وبهذا المشهد يتم الاقرار بشرعية الملك في حكمه . ثم تتقدم كل آلهة البلدان لمنح كبير الآلهة السلطة المطلقة عبر تنازلها له عن صفاتها الإلهية . بعدئذ يقوم الملك بقيادة عربة الإله مردوخ ... تتبعها عربات بقية الآلهة لتطوف شارع الموكب ... متوجهة الى بيت الأكيتو ... ويقوم الملك بنفسه ادخال تمثال الأله الى داخل بيت 8- اليوم الحادي عشر والأخير يتم في معبد الإيساكيلا حيث ترديد الدعاءات والتمنيات للسنة الجدية وبحضور كافة الآلهة المشاركة في الموكب ، بعدئذ تختم الاحتفالات بوليمة عامة باذخة لجميع سكان بابل والحجاج القادمين من المدن تصاحب هذه الوليمة الموسيقى والتراتيل وكل تعابير الفرح ، وبإنتهاء هذا اليوم تبدأ تماثيل الآلهة بالعودة الى معابدها ويكون تمثال نابو هو اول من يغادر بابل تتبعه تماثيل بقية الآلهة ، وهكذا يعود الكهنة الى معابدهم والحياة الى مجراها الطبيعي . فما علاقة هذه الطقوس بالشيعة ومآتم وعزاءات الشيعة التي يقومون بها احياء لذكرى استشهاد الحسين عليه السلام في كربلاء .. وهي حادثة تاريخية وقعت في التاريخ .. قتل سبط رسول الله الأمام الحسين المعصوم وأهله بيته في مذبحة يندى لها الجبين الانساني ثم أخذت منحنى عظيم في وجدان المسلمين جميعهم الا أن الشيعة راحوا يعمقون هذا الماساة لأنهم شعروا بمدى المسؤلية الكبيرة التي تحملوها في عدم نصرة الحسين وقد خافوا سيف زياد .. وبعد مقتل الحسين مباشرة قام الشيعة بالتكفير عن هذه الخطيئة فيما يعرف بحركة التوابين بقيادة المختار الثقفي يمفرون بها عن هذه الخطيئة الكبرى ، وفعلت عوامل الصراع بين الأمويين وأنصار البيت فعلها بعد ذلك مما عمق الشعور بالانتماء الفكري والوجداني لهذه الحادثة .. ويظل الحسين هو ابن بنت رسول الاسلام الذي قتل مظلوما وقطع راسه وحمل الى دمشق هي قضية انغرست في وجدان الشيعة بفعل عوامل كثيرة لا سبيل الى الحديث عنها هنا وأنا اعطيتك بعض الأمثلة فقط .. ((ألا يوجد بين من قرأوا التاريخ عاقل ليخبرنا حقيقة تطور الفكر الاجتماعي العراقي عبر هذه المراحل التراجيدية من تاريخ بلد وشعوب عاشت في ارض النهرين تعشق الحزن كما يعشق الناس الفرح ؟؟ سوال رميته مرة في جعبة مؤرخ عربي كبير لكنه لم يجني .. ولما رميته في جعبة المؤرخ العراقي اليهودي موريه شلومو أجابني بأن المؤرخ العربي لا يحسن قراة التاريخ العربي لأنه مسكون بعقدة )) النهايات والبدايا العظمى للتاريخ سألته كيف واخذ يشرح لي في رسالة طويلة اتسمت بالعلمية . وهل قرأت يا سيد روان كل كتب التاريخ قديمها وحديثها حتى تلقي بهذه التهمة على المؤرخين العرب وغير العرب بأنهم لا يملكون عقلا ولا معرفة ليجيبوك عن سؤالك الفلسفي العظيم ... وهل يصح أن نقول هذا الشعب يتميز بخصوصية على انه شعب حزين وهذا الشعب شعب فرح، وهذا الشعب بين البين، أهكذا تصنف الشعوب .. الحزن والفرح حالات وجدانية تتستثار لمواقف نفسية أو خارجية وهي انطبعات وليست سمات مغروسة في الطبيعة البشرية هذا انسان حزين وهذا انسان فرح اللهم في حالات فردية مرضية لشخصيات سوداوية وليست لشعوب تمتاز بهذه الخاصية كسمة تتفرد فيها ثم هل كل الشعب العراقي يمارس هذه الطقوس برايك .. نصف الشعب العراقي من السنة لا يمارس البكاء ولا اللطم ولا عرس القاسم ولا يعنيه شيء من ذلك بل يرى أن هذه الممارسات بدع وخرفات وأضاليل .. فلو كان هذا سمت الانسان العراقي لامتدت من هناك وأثرت في وجدانه لما فرقت بين عراقي وعراقي .... . ((لماذا لا يتم الاعتراف بان اعياد عاشوراء ورغم جذورها الوثنية هي أقدم طقوس يمارسها شعب على وجه الكرة الارضية ؟ لماذا لا يكون الاكيتو وعاشوراء عيدا واحدا جامعا يمثل الهوية الحضارية القديمة للأمة العراقية ؟))؟ سؤال في غاية الغرابة ما تعني بذلك وهل الأمة العراقية القديمة موجودة الآن بحيث نسبغ عليها أو نمنحها هويتها الضائعة التي تتباكى عليها ؟ ((لماذا لا يخرج رجال الدين عن صمتهم وعجرفتهم ليقروا حقيقة هذه الاصول التاريخية لعاشوراء ، والتي ليس لها علاقة بثورة الحسين سوى مصادفة أستشهاد الحسين في العاشر من راس السنة القمرية كما يصادف استشهاد تموز في العاشر من راس السنة الشمسية)) رجال الدين لهم مكانتهم الكبيرة عند جمهور المسلمين فلا يجوز لك ان تهزء بهم (((إلى متى يبقى الشيعة والعراقيين كافة منكرين لشهادة تموز ، رمز الهوية الوطنية التاريخية العراقية ؟ إلى متى يبقى شيعة العراق يمجدون ويرددون ما يقال عن ألسن الرجال ، دون وعي بحقيقة انتمائهم لتاريخ وإن انكروه فهو قد تسلل إلى طقوسهم من حيث لا يشعرون ؟؟ أليس للعراق بطل))))); تموزي; تاريخي حكم اربع سنوات ونصف مثل علي ، وقتل مظلوما ً زاهدا مثله ؟؟ لماذا لا تقارن يا سيد روان موت تموز وشهادة بيسوع الاناجيل وهي تلك القصة التي تردد صداها في التوراة (واذ هناك نسوة جالسات يبكين على تموز فجاء بي الى مدخل باب بيت الرب الذي من جهة الشمال 14 حزقيال . ) ( فلما كشفت وجهها نادت على تموز أن اخرج علي فأنا ما زات ابكيك ) 14 حزقيال ( ثلاثة ايام هناك في ظلمة الماء .. اخذت بيدك واصعدتك الى السماء ) 15 حزقيال ( وجاءت نجمة الشرق تنوح من بعيد عليك يا تموز كما بشرت بمجيئك ) اشعياء 13 وبعد ثلاثة أيام تقرر عشتروت أن تهبط الى عالم الجحيم لنتقض حبيبها تموز من الجحيم ويصعدا الى السماء ( طقوس الجنس كرايمر نوح 162 ) ليس هنا مجال للرحيل في هذا الموضوع الشيق الذي يمكن من خلاله الكشف عن المقاربات الرائعة بين تموز ويسوع الناصري ... لنا أن ندرس هذه المقاربات ونكشف لك عن اشياء لا تسرك على بن أبي طالب ليس الها وحاشا لنا أن نعتبره الها هو عبد من عبيد الله عصمه الله وهو امام الأمة وخيرة خلق الله بعد رسول الله محمد تعرض الأمام تلك الصدامات السياسية التي حرمته حقه في الامامة وقيادة الأمة وتطور الدولة والنزاعات التي رافقة ذلك من قبل الأمويين والتاريخ شاهد على ذلك لو أنك قرأت تاريخ الصراعات السياسية في بداية الدولة الاسلامية لما قلت هذا القول .. استشهد الامام علي وقبره موجود الآن في النجف ولم يصعد الى السماء فعن اية مقارنة تتحدث يا سيد روان ؟ ((كيف نقرأ التاريخ ؟ سأوضح قصدي دراسة التاريخ وقراءته من زوايا فرضية جديدة من شانه الإجابة على أهم التساؤلات الخالدة التي لم يجبها احد ، على سبيل المثال لا الحصر : لماذا نقل علي بن أبي طالب عاصمة الخلافة إلى الكوفة ..؟ عندما نقرأ التاريخ بالقراءة التقليدية ، نقول : مركز العراق كمفصل يتحكم في العالم القديم يجمع الشرق بالغرب ..؟ لو تأملنا الخريطة بإمعان نجد إن العراق كذلك بالفعل ، لكن كيف غاب هذا عن ” عمر” أو عثمان ..؟ أما عندما نستخدم ” هندسة ” خاصة في تحليل هذه المسالة نفرض الفرضية الآتية : لنفترض إن عليا لجأ إلى ذلك بفعل أسباب استراتيجية فقط ، لــ “نتصور ” أنفسنا بمكان ابن أبي طالب ، نحن نعيش في العراق ، وفجأة نقرر أن ننقل العاصمة إلى اسطنبول ..!! لا يمكن حتى تخيل ذلك…! كيف يمكن النجاح في بيئة جديدة..وعالم جديد..!! إن هذا النمط من هندسة القراءة التاريخية ، هو ” الإسقاط البعدي ” أو أسلوب ” المعايشة الافتراضية للحدث” الذي يأخذ في الاعتبار عامل الزمان والمكان والبعد التكنولوجي والسياسي لواقع الفرق بين طرفي معادلة الإسقاط . فوفق هذا التحليل ، وهو مجرد طريقة بسيطة من طرق، فان علي بن أبي طالب كان مرغما على نقل العاصمة ..! بدليل ، الزبير وطلحة وعائشة والجمل ، معاوية وجيش الشام ، وأخيرا ً ضربة ابن ملجم ٍ في مسجد الكوفة …! لو استفضنا في هذا الإسقاط نعرف إن عليا تبنى هوية وطنية جديدة…فعلى الرغم من عظيم اعتزاز محمد بكونه عربي ، وكثرة أحاديثه عن تميزه بالفصاحة بين العرب ، إلا إن عليا ً يتنكر للعروبة فجأة ما أن تطأ أقدامه ارض العراق وهو يقول : نحن قريش ٌ نبط من كوثى … ( أي من أهل العراق ) ! فأي شعب بعمق تاريخ العراق الحضاري يرفض الغزو الأجنبي ، وكان على علي أن يظهر وكأنه واحد ٌ منهم ، لم يصدقه أهل العراق في حياته ..! ولو رجعنا لمعطيات التاريخ الماقبل إسلامية نجد إن كوثى نهر ٌ بابلي مندثر ، وان الأرض ” كوثى” اسم ٌ قديم للكوفة …روت فيما بعد ” أساطير ” الشيعة إن إبراهيم الخليل اشتراها لمحمد وال محمد في العراق ومنهم علي ..؟ والنبط هم أهل العراق ، واحتجاج علي بذلك هو كون إن قريشا ً كانت تدعي إن إبراهيم الخليل هو جدها الأعلى ، وبالتالي فان قريشا ً بابلية..كوفية …!! بمعنى إن علياً اخبر أهل العراق انه عراقي ومن الدرجة الأولى ..؟ وعلاقته بأهل العراق تجلت أكثر بعد موته ، حيث أيقنوا إن هذا الرجل كان عراقيا بالفعل ولم يكن مثل أولئك الغزاة الذين جاؤا من الصحراء ، لان أهل الجزيرة قاتلوه وكذلك أهل الشام ، هكذا نفهم ، إن الغاية من نقل العاصمة كانت ابعد من إن تكون نظرة استراتيجيا عسكرية أو سياسية أو اقتصادية ، كانت ” ثورة” معرفية ..وطموح بخلق ” إيديولوجيا ” جديدة في عالم جديد …! إنها تنم عن عبقرية فذة لم يكتب لها النجاح في حياة الخليفة الرابع ربما بسبب الفتن التي كانت تعصف بالدولة ، لكنها أتت ثمارها بعد بضعة قرون ، وأصبح هذا الرجل أهم الثوابت المقدسة في الفكر الشيعي المعاصر إلى درجة إن الفرد الشيعي حينما ينهض من وضع الجلوس في يومنا هذا يقول : يا علي)))))))))) قراءة نقل الخلافة الى الى الكوفة ليست صحيحة على الاطلاق .. ويمكن العودة الى ما كتبة المؤرخون المسلمون من كلا الطائفتين السنية والشيعية بهذا الصدد وهم مؤرخون منهم من رافق هذا الحدث ومنهم من جاء بعدة بأوقات قربية وبعيدة . ولم يذكر ايا منهم هذا الاسقاط العجيب والتحليل الفريد الذي تفتقت عنه قريحتك .. والتاريخ هو الشاهد وهو الحكم على الحدث لك أن تحلل التاريخ والروايات وأن تضربها بعضا ببعض وأن تخلص الى النتيجة التي تريدها ولكن بالاستناد الى معطيات التاريخ ذاته هنا نتفق مع أية خطوط هندسية ترسمها للتاريخ وقد نعتبرها قراءة من بين القراءات التي لا تلزمنا كما لا تلزم التارخ بحجيتها اذ هنا يحق لنا التساؤل ما هي الموازين التي تضبط القراءة في مستواها المعرفي ابتدأ ، هذه هو المشكل مع كل الذين يدرسون التاريخ ثم يخرجون بآراء مغايرة ,, ولي هنا أن اضرب لك مثالا بقراءة ابن خلدون للتاريخ وهي قراءة اجترحت مساحات مغايرة للحقيقة لأنه مزج الرأي مع التحليل للواقعة التاريخية .. علي عليه افضل الصلاة والسلام نقل الخلافة لاعتبارات كثيرة ليس من بينها هذا الاسقاط العجيب أو العامل العجيب الذي رحت تموضعه في هذا الاطار الواحد والوحيد . عن اية وطنية جديدة كان يبحث علي وهل كان هذا المصطلح معروف ومتعارف عليه حتى يوظف في الصراع السياسي ألم يكن معاوية من قريش ألم يكن من نبط كوثي كونه من قريش وهو ابن عم علي .. فلماذا لم يأخذ معاوية هذه المكانة التي أخذها علي في الفكر الشيعي ؟ الصراع كان صراعا سياسيا وعقائدي له اسبابة ودواعيه وتحول الى صدام مسلح في صفين والجمل والنهروان .. وقد نقرأ التاريخ هنا قراءة تدهشك يا عزيزي لماذا حدث ما حدث مع علي لماذا جري معه ما لم يجر مع سابقيه من الخلفاء ولماذا اتخذ أهل العراق هذا الموقف مع علي ؟ > ((فلو قارنا صورة علي وهو يصل إلى سدة الحكم أول مرة كأحد الغزاة ، ولو نظرنا إليه اليوم في موقعه الروحي المقدس ، نجد إن عليا ً الغازي المحتل لأرض العراق)) ، هل كان علي غازي لأرض العراق التي كانت تحكم من قبل الفرس لقد جاء المسلمون العرب فحرروا أرض العراق العربية من حكم الفرس الساسانيين الذين اسقطوا بابل واحتلوا العراق ودمروا حضارته واستباحوا تاريخه .. والعراقيين عرب رغم أنف التاريخ وؤلئك الذين يردون رد اصلولهم الى الهند والسند أو الى الفرس الميدا او الى الشعوب الغازية .. واذكرك هنا بالموجات الكلدانية التي خرجت من الجزيرة العربية في بداية الألف الرابعة قبل الميلاد الذين كان يطلق عليهم العرابو .. أرجوا أن ترجع الى قراءة ما كتبة البحاثة الغربيون بهذه الصدد وهم ليس من العرب وما كشفته اللقي والألواح الطينية والمسلات .. اذا العرب جاءوا لتحرير جزء من ارضهم من الفرس .. ثم دخلت هذه الأقوام في الاسلام في عهد عمر.. فعلي لم يغزهم ولم يحولهم هو الى الاسلام ومن ثم يظطر الى تغيير هويته ووطنيته وقوميته في سبيل مصلحة دنوية او صراع سياسي .. احتل أخيرا ً مكان الإله مردوخ البابلي في الفكر العراقي المعاصر…!!(( > هذا مجرد مثال مبسط لا يرقى إلى الكمال في قراءة التاريخ من زاوية واقعية تعتمد المعايشة الافتراضية ، ولو نظرنا إلى أي الامتدادات الحضارية في التاريخ وحاولنا ربطها بسلاسل معينة من المفاهيم والأحداث ومتابعة ” خريطة” التطور الحضاري عبر التاريخ وحركته الثقافية نجد أنفسنا بلا شك أمام صورة جديدة عن التاريخ تختلف إلى حد ٍ بعيد عن تلك التي رسمناها بصورة أولية عنه فيما مضى من إطلاعنا القديم)) ..! وهذا حكمك بنيته فقط على أوهامك وقلة بضاعتك الفكرية .. كانت مكانة علي عليه السلام وما تزال مكانة عظيمة في الفكر الاسلامي كله .. وهو شخص وليس الهة وليس مردوخ الشيعة علي لا يعبد ولا توجه اليه الصلوات .. بل بقي كثر من ثمانين سنة يلعن على منابر الأمويين .. وللحديث يا سيد روان بقية وذا عدتم عدنا |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.244.99.235} |
5/17/2010 1:52:41 PM |
الزائر الكريم روان, إن مطالبتك لنا بأن ندعم أرائنا بالدليل العلمي والفكري هو طلب غريب .. ذلك أنه في جميع ردودنا السابقة عليك كنا قد اعتمدنا هاذين السياقين اضافة الى القراءة التاريخية لهذا التشابك بين الأسطورة والتاريخ والحقيقة .. لكننا قبل أن ننساق وراء هذا التحليل أرجو من حضرتك أن تبين لنا ما الذي تقصدة بالدليل العلمي والدليل الفكري كيما نقف او نقترب من تحديد مفهوم مشترك لهذه المصطلحات .. وعلى العموم أن فهمنا للدليل العملي يعني التالي .. هو المطابقة بين الواقع كظاهرة لا تتعدى الى مستويات مختلفة من الدلاله الممكنة للتجربة وبين العقل في منطوقه البديهي أو ما يسمى البديهيات العقلية ، وهو اي الدليل العلمي ينقسم الى دليل يقني ثابت تصدقة التجربة والحس والواقع بحيث نقطع بصحته دون بحث وهو الدليل الذي يُستعمل في مجال العلوم الطبيعية ويعتمد على المعلومات التي يمكن إثباتها بالحسّ أو الاستقراء العلمي إضافة إلى مبادئ الدليل الرياضي والمنطق الصوري . والدليل العلمي ظني الثبوت وشرحه يطول . أما الدليل الفلسفي أو العقلي ، فهو الدليل الذي يعتمد لإثبات واقع موضوعيّ في العالم الخارجي على معلومات عقلية. والمعلومات العقلية هي المعلومات التي لا تحتاج إلى إحساس وتجربة كالتي يتطلبها الدليل العلمي وهذا لا يعني أن الدليل العقلي لا يستخدم في استنباطه للحقيقة هذه الوسائل لا على العكس ولكن ما نقصده دون الإغراق في تفصيلات ذلك ألى أن العقل عادة ما يلجاء الى المقولات المنطقية التي هي عبارة عن قوانين مسبقة أو ماهيات تمثليه أو صور حدسية يحكم بها على قواعد التجربة العلمية واسسها ونتائجها وأشكال تبديها وتمظهراتها الممكنة وغير الممكنة في سياقها اللغوي أو الطبيعي الخارجي ، اما الدليل الرياضي فهو الدليل الذي يُستعمل في مجال الرياضيات البحتة والمنطق الصوري الشكلي كما صاغه ارسطو، ويقوم دائماً على مبدأ أساسيّ وهو مبدأ عدم التناقض القائل إن «أ» هي «أ» ولا يمكن أن لا تكون «أ» وأن النقيضان لا يلتقيان . كما يقوم على مبدأ الثالث المرفوع فكلّ دليل يستند إلى هذا المبدأ وما يتفرّع عنه من نتائج يُطلَق عليه اسم الدليل الرياضي الصوري المنطقي . وعلى ضؤ ذلك علميا .. وعقليا .. نحن وجدنا مصادر قديمة موثوقة تقول أشياء معينة تمام التعين استعادتها التوراة حرفيا أو مع تحويرات اقتضتها طبيعة النقل او التعبير او اللغة او الكتابة لكنها تحويرات لا تدحض النص الأساسي الذي قامت عليه البنية العامة والاساسية للنص التوراتي .. وهذه المصادر لا يمكن الشك بها عقليا ولا علميا ولا تاريخيا اذا هي دليل علمي من جهة ودليل عقلي من جهة أخرى ودليل تارخي من جهة ثالثة كشف عنها علم الآثار الحديث .. ولأنها دليل وهي كذلك فقد كشف عن وجه الحقيقة التي لا تريد ان تقبلها مع ثبوتها .. وهذا ما رحنا نؤكد عليه في ردودنا السابقة . ثم نحن لم نفهم الى الآن لماذا هروبك هنا للإمام وأنت تحاول حشر الطائفة الشيعية بطقوسها وأشكال عباداتها وعقائدها بهذا الجدل الفكري الذي يدور بيننا .. مسألة لم نفهمها ولا يمكن تبريرها على اي نحو من الأنحاء .. المشكلة لدينا هي مع الدين اليهودي .. وعندما نقول الدين اليهودي فنحن نقصد كافة تفرعاته وصوره اللاحقة .. فإذا كانت بنية هذا الدين هي بنية اسطورية ( ارجو أن لا تفهم المعنى السيء للأسطورة ) فإن ذلك يعني أن نضع على محك السؤال المعرفي اشياء كثيرة .. وأرجو منك سيد روان أن لا تدفع النقاش حول هذه القضايا الفرعية ذات التفاصيل الكثيرة والخطيرة في الآن نفسه ولا حظ كيف قام الاستاذ حسين بالرد عليك ومن اية زاوية انطلق .. وكيف راح يحشد النصوص الدينية التي تؤيد وجهة نظرة وهي ذات النصوص والشواهد التي استندت عليها في حديثيك عن الشيعة .. هذا امر يجب أن نتجاوزه .. لنعيد الحوار الى ألقه الرائع . أننا ننتظر من حضرتك أن تحدد لنا ما هو الذي تقصده بالدليل العلمي والعقلي خارج اطار المنظور الذي قدمناه هنا .. مع شكرنا الجزيل ادارة الموقع |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.244.99.235} |
5/23/2010 7:14:27 AM |
ادارة الموقع الىى السيد حسين شبّر لدينا بعضا من استيضاحات بخصوص تعليقكم الذي ارسلتموه بالبريد الالكتروني و نخص منه الاتي لدوره الحيوي في اغناء البحث. نعتقد انكم استطعتم ان تمفصلوا محورين اساسيين بحاجة الى التغطية : 1- الاول :قولكم " أن البحث يجب ان يتناول أشياء كثيرة كيف تم النقل ولماذا وفي أي عصر وباية لغة وهل كان الدين اليهودي بحاجة الى مثل هذه الاسقاطات !!! .. ولماذا .. وهل عرف اليهود الكتابة والتدوين قبل أسرهم في العراق .. اسئلة كثير تدور في الفكر قبل عملية الاسقاطات على وجود تشابها بين اصل ونسخة ", المطلوب الان ان توضحوا لنا ما لديكم من معلومات قيمة بهذا الخصوص. 2- الثاني : قولكم " اذا كان مجال البحث هو مجال معرفي أي ان نطبق أدوات المعرفة في البحث هنا سنفتح لكم ثلمة واسعة في جداركم التاريخي ", وهنا نتمنى عليكم التعليق بتفصيل عن هذه النقطة الحيوية. اخيرا نشكر الاستاذ حسين على كرم الوقت والصبر لاستكمال المتابعة. ادارة الموقع. |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.92.148.250} |
5/24/2010 6:46:02 AM |
السادة ادارة الموقع المحترمين مرة اخرى اعتذر عن التأخير في الرد .... السبب انني مشغول جدا وذلك بسبب قرب مناقشة رسالتي للدكتوراة فارجو مرة ثانية أن تعذروني هذا حوار في سبيله الى الانفتاح على فضاءات معرفية جد مهمة للباحث .. وعلى المستوى الشخصي فقد استفدت كثيرا من هذا الحوار ومن هذا الموقع وقد ضمنت رسالتي جزءا من حوارنا ... حول طريقة التفكير التي من الممكن أن يحرفها علم الآثار في اتجاهات مهمة في وعي المثقف المسلم .. كان السؤال لذي يدور في ذهني وفي ذهن المشرف على الرسالة .. هل من الممكن ان تحصل صدمة في الوعي يحدثها هذا العلم بعد أن فشل العلم الكلاسيكي والحديث والنظريات الثورية التي رافقته كالنسبية ونظرية التطور وعلم النفس المجتمعي والفردي وعلم نفس اللغة وعلم الوراثة .. الخ في احداث نقلة طموحة في العقل الاسلامي الذي ظل ولا يزال سجين اكراهات التصورات الماضية للدين والتاريخ ؟ هذا من جهة ومن جهة اخرى انا على المستوى الشخصي الذي ادفاع عنه والذي دارت حوله جزء من اطروحتي في هذه الرسالة انه ثمة استحالة كبيرة لا تمكننا من الربط بين الدين والأسطورة وهذا ما سوف أورد لكم عليه الشواهد الكثيرة والكبيرة وما سوف يفاجئكم ويدهشكم .. انني انتصر لهذه القناعة على الرغم من الشواهد التي سقتموها وما ساقها غيركم على رغم جدتها في هذا المجال .. الأمر الذي شغلني وأخذ جزأ من وقتي ايضا .هو هذه المساحة الجادة والجميلة والرائعة التي فتحها امامي الاستاذ حسين افكار كثيرة وشواهدرحت أراجعها وأعمل العقل فيها على نحو مغاير وصدقوني أنني اصبت بخيبة فيما قد كنت شكلته من افكار ورؤى حول مرور الأساطير في المذهب الشيعي وهو مذهب من بين المذاهب الاسلامية الجديرة بالتوقف والدراسة لما يستبطنه من هذه الممارسات الشعائرية التي لم تدرس دراسة معرفية وتنقيبية في العمق بحيث رحت اكثف قرائتي المغايرة هذه المرة عن المذهب واكتشفت اشيأ كانت موجودة في عمق تفكيري كحقائق لكن مع اعادة التفكير اتضح أن ثمة خطأ ما اعتور منحا الدراسة أو الحكم الذي شكلته وكتبته .. لم أتحاور وجها لوجه مع باحث له مثل هذه القدرة على التقصي المعرفي فأنا اشكر الاستاذ حسين مرات عديدة . وكم يسعدني التعرف عليه ودخوله طرفا جميلا في هذا الحوار الجميل على رغم حجم مساحة الأختلاف وتلك الحدة التي ابداها في رده وأنا اعرف أنها حدة الفكر التي تنساب من العقل الى القلم كلمات جميلة تجرح الصفحة البيضاء لكنه جرح جميل .. أما فيما يتعلق بردكم الأخير عن مفهومي للعلم والعقلانية فسوف افيض في شرح هذا الموضوع لما له من أهمية كبيرة في جدل الدين والاسطورة .. |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 219.89.0.168} |
5/25/2010 5:13:35 AM |
السادة ادارة الموقع المحترمين العبارة التي قلتها هنا والتي اجتزأتموها .حتى لا ينقطع سياقها وبالتالي يختل المعنى وتضيع الفكرة اوردها اليكم كاملة: ((دعونا نتثبت من أن اليهود نقلوا هذه القصة أولا أو غيرها من القصص هناك ما يسمى عملية التضمين أو التناص أو التأثير والتأثر أو التلقي من الروافد المختلفة تحديدا في الدين اليهودي فمثلا لا يمنع وجود بعض التشابه بين قصة سرجون وبين قصة موسى حدث نقل ما .. علما أن هناك اختلاف كبير بين القصتين هناك تمت صناعة بطل اسطوري خرج من رحم الاسطورة وحدثت كل تلك الآسقاطات التي تحشى بها عادة الاساطير لتضفي نوعا من التشويق في بنية القصة او لأسطورة وهنا اختلف السياق وبنية القصة والتناول والتأثير .. اختلف الحامل والمحمول. .. لكن بالنهاية وعلى الرغم مما تريدون قوله .. هل موسى شخصية اسطورية وهل ما كتبته التوراة عنه محض خرافات انتظرت كل ذلك الوقت حتى يتم اسرهم في العراق ليعيدوا انتاج بطلهم الاسطوري على غرار سرجون أو غير سرجون .. أن البحث أيها السادة لا يتم من قبيل هذا التناول الذي لا ينفذ الى العمق المعرفيي الذي يجب ان يتناول أشياء كثيرة كيف تم النقل ولماذا وفي أي عصر وباية لغة وهل كان الدين اليهودي بحاجة الى مثل هذه الاسقاطات .. ولماذا .. وهل عرف اليهود الكتابة والتدوين قبل أسرهم في العراق .. اسئلة كثيره تلد من رحم البحث عن الحقيقة )) تقولون : أن اليهود نقلوا معارف العراقيين ما الدليل ..؟ وجود التشابه بين الاصل والصورة لا يقدم دليلا يستقر عليه التاريخ كحقيقة لا مرجوع عنها لأنني كما قدمت لكم نستطيع أن نقبلها ويقبلها العلم التاريخي والمعرفة الدينية من قبيل أنها رافد ثقافي يمر داخل انساق الحضارة .. هو رافد يرفد النهر الكبير .. لكنه لا يشكل النهر ولا يؤثر فيه على اي نحو من الأنحاء .. وكافة الحضارات تتقبل مثل هذه الروافد .. كروافد ثقافية تصهرها داخل بنيتها العظيمة .. خذو مثلا حضارة اليونان كمثال صارخ كيف راحت الاساطير التي أتت اصولها من روافد كثيرة تمتزج معها لكنها لم تشكل خصوصيتها ولا فرادتها الروحية والفكرية العظيمة التي صبغت الوجود كله بطابعها الى غاية هذه اللحظة التي نعيشها ... عندما قلت دعونا نتثبت من أن اليهود نقلوا هذه القصة أو تلك فأني أعني ما اقوله تماما بعقلية الباحث الذي يعرف ما يقولة وليس من قبيل اطلاق الكلام على عواهنة... عندما اقول أن تعشيق القصة الاسطورية بذلك السرد الحكائي عن البطل الخارق الذي يتحول الى نصف إله أو إله كامل في مرحلة لاحقة هو لا زمة من لوازم المجتمع في مراحله البدائية الذي لا يستطيع أن يفكر بشكل تجريدي وأن يرفع مستوى التفكير عبر أشكال أكثر واقعية وتظل مساحة الخيال واسعة أمامه تسيطر على اشكال التفكير وبالتالي تضبط المجتمع وفق هذا الايقاع فقط .. الدين تقاطع مع هذا الفهم كما تقاطع مع التاريخ الاسطوري والحقيقة الاسطورية .. مع تصورة للحقيقة ومع فكرة التجريد لا مع تجريد الفكرة وهنا ثمه فرق بين الفكرتين كبير جدا ,خذوا حضارة الرومان الوثنية التي صاغت قواعدها في القوانين والاخلاق والنظم والجدل ووو الخ .... هذه طرقة خفيفة لطيفة على الباب المتواري للبحث .. أرجو أن تسمعوها بعقول نيرةعلى مساحات الحقيقة التي تنشدون ... على كل .. لا أريد الخوض في هذا البحث الشيق الآن الا بعد أن اسمع ردكم على هذه الأسئلة التي سقتها لكم .. الثاني قولكم : ((اذا كان مجال البحث هو مجال معرفي أي ان نطبق أدوات المعرفة في البحث هنا سنفتح لكم ثلمة واسعة في جداركم التاريخي .))هذه العبارة انتزعت ايضا من سياقها ليتم توضيفها كسؤال وكأن علي أن اشرحه حتى يتضح ما هو المقصود .. ما أردت قوله هنا يا سادة : أننا سندخل في اطار تحليل بنية الأسطورة المتشابكة معرفيا وكذلك بنية الدين بعيدا عن الاسقاطات التاريخية واللغوية الترادفية والآثارية من لقى وألواح طينية وكتابة وقوانين .. الخ... تعود بأصولها الى السومرين أو الباببلين وحتى السياسية التي تنطلق منها بنية التحليل.لأغلب المؤرخين والباحثين العرب الذين تناولوا هذا الموضوع .. أن المشكلة هنا أن مسارب البحث فيها كثيرة ومتعددة الجوانب والمنطلقات والأسس والأهداف والغايات وحتى طرق التحليل .ما الذي نقصده بالتحليل المعرفي .. نقصد تحليل اللغة كخطاب وأداة توصيل ثم ربط ذلك بالقص الحكائي وبتقبل المجتمع له كحقائق معاشة أو يعتاش عليها ثم تحليل تاريخية الاسطورة وكيف راحت تصنع الخيال الذي تم التعامل معه كحقيقة .. اي أن البطل جلجامش هو حقيقة معاشة كتصور وليس كصورة في الذهن . ثم دلالة الكتابة فيما بعد هل نقلت الأساطير كما كانت معاشة أو متمثلة أم أنه حدث تزوير أو تغيير في عملية النقل .. هذه عبارة عن أمثلة مجتزأة لكيفية القراءة المعرفية التي سنكتشف عندها أننا أمام معضلة كبيرة في صدقية الأسطورة اصلا قبل أن نجعلها مصدرا معرفيا يستند عليه الدين, وأحسب أن قراءة واسعة بهذا الشكل سوف يصيب انصار الأسطورة كمرجع للدين بخيبة أمل ويوقعهم بين براثن الأسئلة التي لا جواب عليها ولا مفر لهم عند اذا من الأقرار بحجم المعضلة .. أما القراءات الأدبية الإنشائة السطحية التي لا هم لها سوى الادعاء بأنها كشفت عن الأصل أو فكت طلاسم الحقيقة فهي قراءات ستظل كذلك لا تقدم ولا تؤخر لا تؤثر ولا تتأثر باية كشوف معرفية للعقل وللتاريخ هذه مجرد بدايات للرحلة المعرفية التي سوف نرحل إليها بعقولنا المفتوحة على مساحات الحقيقة الواسعة اني بانتضار اجابتكم على ما اثرته من استفسارات بسيطة فقط لأعرف كيف تفكرون في هذه الجزئيات المؤسسة وبعدها سنرحل الى التحليل العميق ... انا في انتضار جوابكم مع التقدير حـسين شـبّر |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.244.99.235} |
5/28/2010 1:02:14 PM |
الباحث الكريم روان, استلمنا طلبكم و نود ان نعلمكم بان سياسة الموقع ان يتم الحوار بين الجميع ضمن فضاء هذا الموقع لتعم الفائدة المرجوة لجميع الزائرين والقراء الكرام , كما ونود منكم تعريفنا بشكل اعمق بشخص البروفسور وان كان له موقع او اي بحوث منشورة وكذا عن جنابكم الكريم ومجالات بحوثكم ( ولو باللغة الانكليزية ) لكي يتسنى لنا التواصل معكم بشكل افضل من مبدا المعرفة بالمقابل وشكرا. ادارة الموقع |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 92.253.28.23} |
5/31/2010 5:30:25 AM |
الاستاذ حسين نشكر لك هذه النقلة المعرفية الجميلة التي نقلت بها الحوار الى فضاء رحب .... صحيح أن الحضارت الانسانية تتاثر بالروافد قليلا أو كثير وليس هناك حضارة انسانية نشأت دون أن تخضع الى هذا القانون. لكننا هنا لا نتحدث عن حضارة نشأت عند اليهود. أو أن اليهود أنشأوا حضارة يعتد بها في التاريخ الأنساني، ومفهوم الحضارة اوسع بكثير من مفهوم الدين، بل ان الدين ذاته يشكل رافدا يرقى في لحظات معينة داخل الحضارت الى أن يصبح ميزة تصبغ روحها في لحظة خريفها أو افولها، ونحن نستأنس هنا برأي اشبنجلر الذي يقول الحضارة تبدأ من لحظة يقضة كبرى للعقل في مرحلة من مراحل تفتحها على ممكنات الوجود فتبدا بصياغة قواعدها واسسها في الاخلاق والقيم وتاسيس معارفها وفق ذلك، ثم تبدأ عملية الصهر العظيم لموكونات أفرادها في تصورها الخلاق ومن ثم تشب وتنضج، وفي هذه المرحلة تتقبل كل ما يفد اليها من روافد خارجية في بحرها الزاخر ثم تبداء مرحلة الأنهيار بصعود التيار الروحي وغياب العقل، وهنا تبدأ الحضارة في طور الأفول .. وهناك فرق بين المدنية والحضارة نحن لا نتحدث عن ذلك .. اذا اليهود لم يشكلوا حضارة أبدا في تاريخيم .. ولا يصح أن نطلق على الحضارات التي نشأت في التاريخ فيما بعد انها حضارة .. وحتى الحضارة الاسلامية التي تجاوزا نطلق عيه صفة الحضارة بالمفهوم السابق .. الدين شكل أرضية الانطلاق لكن يقضة العقل في هذه الحضارة جاء متأخرا مع بدايات النصف الثانى من القرن الهجري الثاني .. وتلك قصة اخرى .. هذا أول تقاطع مع جنابكم التقاطع الثاني نحن قلنا في ردنا على السيد روان أن اللحظة التي انبثق فيها السؤال الفلسفي عند اليونان مرت من خلال ذلك الاشتباك المخيف بين السفسطائيون الأوائل وبين الأساطير التي استقرت كمحددات للتصور الوجودي والقيمي والاخلاقي وشرحنا ذلك بتفصيل ارجو ان تعود اليه .... التقاطع الثالث : نحن هنا يا سيد حسين نتحدث عن المخيال المجتمعي الذي يعتبر الخيال الاسطوري جزء من مكوناته .. فيغدو البطل للقص الأسطوري تعشيقا نعم للقصة لكن مساحة تعلق المجتمع بهذا البطل يرقى فوق هذا المحدد هناك عشرات التوظيفات المعرفية التي يمكن الاحالة اليها .. وهنا تظهر تلك الإكراهات المعرفية التي تضبط حركة المجتمع في التصور وتحديد مستوى الرؤية الخلاقة فيه .. وهنا لنا أن احيل الى التقاطع الخامس أن الدين في كافة تصوراته الفكرية لا يمكن ان يشكل نسقا مختلفا أو مغايرا أو معاكسا للفهم الأسطوري .. ان انتقال المجتمع من حالى الى حالة هو تطور في قدرته على توظيف الحقيقة التي يؤمن بها على عدة مستويات منها الدين قولكم : .(. أن المشكلة هنا أن مسارب البحث فيها كثيرة ومتعددة الجوانب والمنطلقات والأسس والأهداف والغايات ..الح ) الأسطورة ليست مجرد قصص وحكايات خرافية ترمز إلى وجود مندثر تشكلت في عمقه صراعات الإنسان وتطلعاته وأسئلته منذ القدم، . فالأسطورة ترتبط في العمق بالوجود الإنساني على مستوى الروح ونظرة الفرد والمجتمع الفكرية أو العقلية ايضا لطبيعة الوجود وعلاقته معهما كذات ، إن الاساطير السومرية كانت تشكل الحامل المعرفي والفكري لمجتمع شكل نسق حضاري كان يتصاعد باستمرار فأنتج في هذا الأفق معرفة راحت تنثال في كافة الاتجاهات السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية اثرت على بنية المجتمع السومري ثم أخذت تشكل الجذور العميقة للتطورات اللاحقة التي حصلت في هذه الحقول في كافة الحضارات اللاحقة ليس كرافد وانما كجذر مؤسس ، لقد أقر انسان سومر القديم بمعجزة الكون ، ثم انحنى خاشعا متبتلا أمام هذا السر العميق وهو يتأمل وجوده الذي راح يعمقه متسائلا حتى تحول أبعاداً كونية ليتجلى في كل الأشياء والموجودات وهنا تكمن الهزَّة المعرفية الأولى التي تتحدث عنها سيادتك ومنها تولَّد السؤال من رحم مخياله ، السؤال عن الوجود والكون والمعرفة ، لقد اعتبره ان شئت نسقا حضاريا ومحاولة التفسير هي التي دفعت بالعقل لمحاولة وضع ايجابات تمتد فوق ما هو معاش أو فوق ما هو تاريخي . لقد أنبثق المعرفة هنا واستيقض العقل وتفتحت ممكناته ... ولنا أن نسأل هنا سؤال تقريري أيضا عن كيفية الصياغة التي يمكن عرضها بناء على التصور الديني اليهودي في مراحله أو عبر مراحله المتعدده عن فكرة المعرفة وهي فكرة ذات أصالة بالغة في الفلسفة والرؤية السومرية التي لم نستطع أن نفهم جدلياتها المتشابكة التي أنتجت هذا الفكر وحملت الى جانبة آداب راقية من الشعر المجسد في أدب الملاحم و النثر الراقي والموسيقى والقوانين .. والحياة الاجتماعية التي تم ضبطها وفق قواعد ونظم ومثل حضارية .. أنا معك هناك ثمة فقر كبير في الدراسات التي تتعرض لتحليل البنى العميقة لهذه المعارف المتقدمة والكشف عن أصولها وجذورها وآفاقها لكن المشكلة أن هذا العلم لا يزال جديدا في عالمنا العربي وفي اللحظة التي يثب بها العقل الى هذا المستوى من التحليل العميق نكون قد قطعنا شوطا كبيرا في المعرفة .. المشكلة الثانية تكمن في تصورنا للحقيقة اي أننا عندما نعتقد بفكرة ما على أنها صادقة أو تقول الحقيقة النهائية التي تستكين أليها أنفسنا يتم استبعاد كل ما سواها على نحو بالغ. وهذه مشكلة الدين عبر تاريخه الطويل المثقل بخياله وجاذبيته المدهشة الخلاّبة التي ظلت ولا زالت تتعمق في الوعي البشري عبر ممارسات ما هو معاش وما هو مستبطن في الذات . هذه هي مشكلتنا معك زمع كافة الذين ينتصرون للدين ... اما عن من خلف هذه الاراء السطحية فلو اتعب الزائر نفسه لوجد انسكلوبيديا موثراء من معلومات قيمة بين دفات هذا الموقع من كتب ومراجع و مواقع. هناك ترجمات للقى اثرية و هناك مقالات تصب في صلب موضوعنا خلف رأينا هذا يقف : جيمس فريزر وغصنه الذهبي هذا المرجع والدراسة القيمة الثرية , هنالك كريمر , هنالك ارنولد توينبي وهنالك احمد سوسة والدكتور طه باقر , كل هؤلاء العلماء المتواضعين خدموا الحقيقة بقبس من بحوثهم ونحن لم نشأ ان نوردها لان للباحث الزائر المتفحص ان يدرك اننا لا نرمي الكلام على عواهنه لمجرد اننا بسطنا الفكرة لتشجيع الزوار وخلق مناخ معرفي للنقاش . ستكون لنا اطلالة جديدة على الموضوع بعد ان نسمع من جنابكم الكريم والباحث روان ان توفر. ادارة الموقع |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 219.89.0.168} |
6/1/2010 11:34:06 PM |
السادة إدارة الموقع المحترمين بعد التحيه ستكون لي مرجعات كثيرة فيما يتعلق بردكم الأخير وهو رد بحاجة الى تأمل وقراءة وإعادة قراءة .. لكن ما اثار استغرابي هنا من ادارة الموقع هو هذه العبارة التي وقفة أمامها مشدوها لأسباب سأوردها لكم .. العبارة تقول : (( فلو اتعب الزائر نفسه لوجد انسكلوبيديا من معلومات قيمة بين دفات هذا الموقع من كتب ومراجع و مواقع.هناك ترجمات للقى اثرية و هناك مقالات تصب في صلب موضوعنا خلف رأينا هذا يقف : جيمس فريزر وغصنه الذهبي هذا المرجع والدراسة القيمة الثرية,هنالك كريمر,هنالك ارنولد توينبي وهنالك احمد سوسة والدكتور طه باقر , كل هؤلاء العلماءالمتواضعين خدمواالحقيقة بقبس من بحوثهم ونحن لم نشأ ان نوردها لان للباحث الزائر المتفحص ان يدرك اننا لا نرمي الكلام على عواهنه لمجرد اننا بسطنا الفكرة لتشجيع الزوار وخلق مناخ معرفي للنقاش)) . كتاب الغصن الذهبي لجميس فريزر هو كتاب شعبي لا يملك درجة علمية ولا يلتفت اليه في هذاالسياق لأنه كتاب يعنى بشؤون السحر والخرافة والقصص الخيالية وفلكلور الشعوب القديمة قصص وحكايات شعبية. يبدأ فيه من الغصن الذي يقتلع الشجرة ليصير شجرة على أنقاض الشجرة القديمة وقد ألفه فريزر بين أعوام 1890و 1915م على فترات متقطعه وكان المرحوم جبرا ابراهيم جبرا قد ترجم منه الجزء السابع المتعلق بأدونيس ,كان قد أسف كثيرا فيما بعد على ترجمته للكتاب والوقت الذي اضاعه في ترجمته عندما اكتشف أنه لا يحمل قيمة علمية تذكر وانه ساهم بنشر الخرافة التي اثقلت جسد الأمم .. وقد اطلعت على ترجمة هذا الكتاب وعلى المقدمة التي كتبها جبرا اذ يعتبر فيها أن هذا الكتاب فتحا عظيما في عالم الحضارات القديمة ثم تراجع عن رأيه على ما يبدو بعد ما كشفه علم الآثار فيما بعد، وظل الكتاب لمدة ثلاث سنوات في دار النشر لم تبع من إلا عدة نسخ ..والواقع أن كتاب فريزر هذا الذي يتألف من 12 مجلدا كانت احدى دور النشر في لبنان بالتعاون مع دار نشر في برلين قد أعادت نشره بالكامل في بداية التسعنيات من القرن الماضي ثم نشرت الكتاب المختصرأوالمفتاح على غرار مقدمة ابن خلدون .. كتاب جبرا ايراهيم جبرا عن تموز لقي اهتماما أدبيا فقط عند الشعراء العرب التموزيين كالسياب وخليل حاوي ويوسف الخال وأدونيس وغيرهم الذين تاثروا بأسلافهم مثل تي اس آليوت وعزرا باوند الذين فتنوا في الأساطير القديمة ووظفوها بل أكثروا من توظيفها في شعرهم. وربط هذه الأساطير في الواقع لعلة التشابه اوالاسقاط السياسي والمعرفي او الجمالي الذي يتلمس معاني عديدة .. يتألف الكتاب من سبعة اقسام هي : الجذور السحرية جاء عبر ثلاثة مجلدات كاملة ثم مخاطرالروح مجلدين وهذا الجزء أسواء ما في الكتاب، ثم أوزوريس،وآتيس وأدونيس الذي ترجمه جبرا، ثم أرواح القمح وهو أسوا من سابقيه ، ثم كبش المحرقة .. الذي ربما يكون هو ما أعجبكم ، ثم القسم الخاص بثبت المراجع .. على اية حال و بعد فترة وجيزة لا تتعدى عشرة أعوام سقط هذا الكتاب سقوطا مدويا من دائرة الأهتمام حتى الأدبي لأنه تم اعتباره كتاب في الفلكلور الشعبي لا قيمة علميه له وأن ظل هذا الكتاب يلقى بعض الاهتمام عند أنصاف المثقفين في العالم الذي تأسرهم الخرافات والسحر والحكايا الشعبية .. وسؤالي هنا هل هذه هي الأنسكلوبيديا ؟ والتي تريدوننا أن نتعب أنفسنا في قراءتها ؟ كيف تعتمدون مثل هذا الكتاب مرجعا من مراجعكم القيمةوالمهمة التي تردون قارئكم لها ؟ ثم اذا كان رأيكم في التلاقح الذي حدث بين الأسطورة والدين يقف خلفه هذا الكتاب فتلك في رأي هنة وخطأ وقعتم به .. أما عن توينبي وكتابه قصة الحضارة فهو كتاب ضخم لكني أطلب منكم وألح عليكم أن تبعثوا لي بالقسم أو الجزء الذي يؤيد فيه تونبي وجهة نظركم .. ثم إن شبنجلر في كتابه سقوط الحضارة،كان قد تقاطع تماما مع رؤية تونبي لنشؤ الحضارات وانهيارها فكيف تتبنون قول اشبنجلر ورأي توينبي في ذات الوقت ؟ أنا لا اميل الى آراء توينبي لأسباب كثيرة, أثقل عليكم لو سردتها لكم .. لكنه بلا شك انة واحد من الأعمدة الكبيرة في هذا العلم . أما عن كريمر فأن الصديق الاستاذ تيسير قد حثني على قرأة كتاب ألواح من سومر وجدتة......... قراءة للرقم أوالأواح الطينية التي تقول ......أول شريعة وأول قانون وأول مجلس وأول ملحمة ... الخ .. ثم ماذا ؟ لا نجد شيئا يذكرة. غير هذه الأسقاطات , اين عملية ربط النتائج بالأسباب وماذا عن التأثيرات القادمة من بعيد لخلق هذا و لماذا أغفلها ؟..لقد بدا التاريخ من هنا و لكن كيف بدأ التاريخ لا يعلمنا كريمر ولا يعطينا أدنى معلومة تروي الغليل, ولكن مقدمة طه باقر للكتاب هي التي شكلت مفتاحا جميلا له ولقد عدت الى الاستاذ الكاتب تيسير في حوار طويل انتهى فيه كل منا الى رأيه في الكتاب.. أرجو أن تعيدوا قراءة كتاب فريزرهذه الأنسكلوبيديا قراءة جديدة,أما عن طه باقر وأحمد سوسه فلنا أن نحترمهما ونقدرهما فهما باحثان عراقيان أنجزا الشيء الكثير للعراق والى الحضارة العراقية والعربية وعرفا القارئ العربي باسلوب جميل مبدع خلاق وموضوعي على تاريخ جميل ومعرفة اجمل. ولكم شكري مشفوعا بأمنيتي أن نوسع مدى هذا الحوار الجميل .. الذي أنتم فرسانه وسدنته ولا نملك إلا أن نحني رؤسنا احتراما وتقديرا لكم . حسين شـبّر |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.244.99.235} |
6/5/2010 5:07:13 AM |
الزوار الاعزاء, ان رسالة هذا الموقع هي رسالة علمية و معرفية وثقافية وتاريخية ونحن إذ نشكر لكم هذا المرور الفكري اللطيف فإننا نتمنى عليكم أن تبتدعدوا عن الطروحات المستفزة التي لا تخدم الحقيقة التي نجاهد من أجلها جميعنا.كما أنها ستلوي الحوار بتجاهات أخرى مغايرة لا نريدها نحن ولا أنتم ثم أنها ستؤدي كذلك الى تشتيت ذهنية المتلقي أو المتابع لذا أرجو العودة الى متن موضوعنا مدار البحث اوالحوار وهو ألاسطورة وعلاقتها بالدين .. وهو موضوع بالغ الأهمية يجب أن نستوفيه حقه .. والسؤال الذي نود طرحه عليكم الآن لقد سقنا لكم من الشواهد والأدلة الشيء الكثير التي تقول أن الأسطورة كانت هي الأصل الذي أنبثق على أساسه الدين وأن الدين بالتالي هو صيغة من صيغ الأسطورة جاءت بشكل أكثر تطورا في الوعي البشري .. لكن لغاية هذه اللحظة لم نسمع منكم رأيكم الذي تستندون عليه في دحض وجهة النظر هاتيه لكي ننتقل بالحوار نقلة أخرى تحدثتم عنها كثيرا وهي تحليل بنية الأسطورة من الداخل وهو أمر مهم للغاية ذلك أن هذا التحليل سوف يثبت لكم الى اية درجة راح الدين يستعيد هذا الجدل البنيوي العميق كجذور مؤسسة لمنطلقاته الفكرية وأن القضية ليست قضية محاكاة كما رحتم وغيركم تزعمون نحن بانتظار ردكم |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.244.99.235} |
6/5/2010 6:18:05 PM |
قال عالم الآثار الإسرائيلي الأستاذ في جامعة تل أبيب زائيف هيرتسوغ في صحيفة ها آرتس بتاريخ 28/11/1999 : إن الحفريات المكثفة في ارض إسرائيل خلال القرن العشرين قد أوصلتنا إلى نتائج محبطة, كل شيء مختلق و نحن لم نعثر على أي شيء يتفق والرواية التوراتية كما أن قصص الآباء في سفر التكوين هي مجرد أساطير ونحن لم نهبط إلى مصر ولم نخرج منها. لم نته في صحراء سيناء ولم ندخل فلسطين بحملة عسكرية صاعقة . وأصعب هذه الأمور أن المملكة الموحدة ل داوود وسليمان كانت في افضل الأحوال إن وجدت مملكة قبلية صغيرة (مملكة المدينة). كما أن القلق سينتاب كل من سيعرف أن يهوه اله إسرائيل كان متزوجاً من الإلهة الكنعانية عشيرة . وأن إسرائيل لم تتبن عقيدة التوحيد على جبل سيناء وإنما في أواخر عهد ملوك يهوذا أي حوالي (600 ق.م ) .. أني أدرك باعتباري واحداً من أبناء الشعب اليهودي وتلميذاً للمدرسة التوراتية مدى الإحباط الناجم عن الهوة بين آمالنا وبين الواقع واني لأحس بثقل هذا الاعتراف على كاهلي ولكني ملتزم بالأخذ بعين الاعتبار ما توصل إليه زملائي من نقد وتفسير جديد للوقائع . |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 94.249.122.219} |
6/7/2010 5:33:36 PM |
اعزائنا الزوار, ترحب ادارة الموقع باسهاماتكم ونود ان نوضح ان رسالة الموقع حضارية, علمية وتثقيفية بالدرجة الاولى, نحن لا نتمنى ان نتقاطع مع اي مبدأ ديني , اخلاقي او اجتماعي, لذلك نسألكم مراعاة مساحة معتقد وفكر الاخر, وسوف لن ننشر ما قد يخدش العقيدة الدينية او الفكرية احتراما منا لحرية الاعتقاد والرأي, اراء الزوار المشاركين الكرام تعبر عن وجهة نظرهم الشخصية وليس للموقع علاقة بها. |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.92.218.188} |
6/11/2010 4:02:44 AM |
ردا على الافتراءات المنشورة في موقعكم الموقر نرسل اليكم رأيا آخر مغاير نرجو ان يأخذ طريقه للنشر من باب الرأي والرأاي والآخر الفكرة العامة للمهدوية يؤكد الباحثون في التاريخ وعلم الاجتماع يوماً بعد آخر أن فكرة وجود منقذ للبشرية هي فكرة عامة تظهر بشكل أو بآخر في المجتمعات الإنسانية، رغم اختلافها الشديد وتباينها في الثقافة والقومية والدين. ومن هنا يظهر خطأ التصور القائل أن فكرة المهدوية هي فكرة دينية غيبية. فإذا كان جوهر الفكرة هو ظهور قيادة عالمية تحكم العالم بالعدل وتقيم القانون وتخلص البشرية من ويلات الحروب والمجاعات، فإن هذا الهدف كان ولا يزال من أهداف المصلحين والساسة والحكماء والفلاسفة في مختلف العصور بل هو اليوم في العالم المتحضر أظهر منه في أي وقت مضى، كما سنرى، فهل تحول ساسة الغرب إلى رجال دين غيبيين أيضاً؟ كلا وإنما هو الشعور العام بضرورة الحكومة العالمية. إن المهدوية تظهر في الديانة اليهودية من خلال التبشير (بالمسيح اليهودي) وعند العالم المسيحي بالمسيح نفسه عيسى بن مريم (ع)، وعند المسلمين بالمهدي المنتظر الذي يعاونه المسيح (ع). وتظهر المهدوية أيضاً في الديانات الهندوسية والبوذية وعند الحكماء والفلاسفة القدامى والمحدثين، مثل أفلاطون في الجمهورية والفارابي في [المدينة الفاضلة] و [الملة الفاضلة]، والفيلسوف الإنجليزي توماس مور في [يوتوبيا] أو جزيرة طوبي، وأمثال هذه المدن الفاضلة والجمهوريات المثالية لا حصر لها فهناك [إتلانتا الجديدة] لفرنسيس بيكون و [المدينة المسيحية] ليوهان، [ومدينة الشمس] لتوماز كامبلا وجزيرة كونفيسشيوس لحكيم الصين وغيرها. والأسماء التي وضعوها لهذه الملة أو المدينة ليست خيالية تماماً، بل قائمة على تصورات يؤيدها العلم والدين والآثار كما سوف نبرهن عليه بإذن الله تعالى. ويختلف اسم القائد الملهم الذي يقود هذه المدن عند الجميع، فهو عند توماس مور (يوتوبوس العظيم)، واسمه مشتق من الجزيرة (يوتوبيا). ومعلوم أن (طوبي) مرحلة تطورية ذكرت في القرآن كونها عاقبة للصالحين من الناس.وقلما نجد أحداً من الحكماء على مرّ التاريخ لم يحاول تخيل المجتمع المثالي الذي يقوده رجل عظيم ومثالي حكيم. ولا يختلف المعاصرون بشيء من ذلك، فقد اقترح الطبيب كارل من فرنسا في عصر الذرة - أخذ نخبة من التلاميذ الأذكياء جداً لتعليمهم أنواع مختلفة من العلوم وحرمانهم من اللهو والعبث ليظهر منهم في الأقل شخص واحد يتقن جميع العلوم قادر على قيادة العالم/ [من كتاب الإنسان ذلك المجهول]. والحق أن هذا لا يختلف بشيء من حيث هو مقترح عما يبشر به النصارى من عودة المسيح (ع) روح الله الجامع لكل العلوم أو ما يبشر به المسلمون من ظهور المهدي الذي ورث من جدة علوم الأولين والآخرين، سوى ان الطبيب مستعجل في العثور على القائد. إن هذا يدل على حاجة البشر الماسة إلى دولة عالمية وحكومة مثالية. وشارك برتراند راسل في تأسيس الأمم المتحدة وطالب أن يكون للمنظمة جيش قوي بل أقوى جيش في العالم- من أجل تحقيق أدنى قدر من الحكومة العالمية. ولم يتوقف الأمر على ذلك، فأعداء الديانات التقليديين يتفقون مع الآخرين في ضرورة الحكومة العالمية، فذهب كارل ماركس شوطاً بعيداً في الغيبيات والميتافيزيقية التي أعلن الحرب والبراءة منها- حين أعلن من جهة أخرى أن الطور الاشتراكي أمر مؤقت زائل تحل محله الشيوعية بفضل قيادة مخلصة وواعية، ولم يكتف بالسير على نفس أسلوب التبشير الذي أعتمده الأنبياء، بل زعم أن الناس لشدة ولعهم بالفضائل في مرحلة الشيوعية فإنهم لن يحتاجوا إلى المال ولا المؤسسات الرأسمالية، بل يصل بهم الحال إلى الاستغناء عن القيادة أصلاً- فتذوب الحكومة من تلقاء نفسها..!!. فأنت ترى أن هذا التصور أبعد بكثير مما سوف يحدث وفق البشارة الدينية على يد المهدي والمسيح (ع)، بل هو عكسه تماماً، فحكومة المهدي وفق المفهوم الديني تترسخ ولا تضعف، ولم يدع أحد أنه سيلغي التعامل بالأوراق النقدية أو يلغي المؤسسات الرسمية! بل يصنع مجتمعاً فاضلاً يسوده العدل، ليس هو الذي سيضعه، بل المجتمع نفسه حينما يصل إلى مرحلة متقدمة من الوعي الديني والفكري- فالعدل عند أهل الدين نتاج صحة الفكر- وليس نتاج صحة التوزيع للثروة بالقوة كما هو عند ماركس! فكيف تقود عدالة التوزيع إلى تطور فكري يوصل إلى المجتمع الأفضل.. فهذا بمفرده كاف للتدليل على تخليط الرجل وقلبه للموازين وجعله الأشياء كلها معكوسة!. ومع ذلك لم اسمع من [الأساتذة] الناقدين- ولو تلميحاً إلى إغراق ماركس في الغيبيات والميتافيزيقية، بل السوفسطائية المضحكة، وشنوا حربهم الإعلامية ضد المهدوية الدينية، وكان على هؤلاء بدلاً من ذلك أن يأخذوا كتاباً في علامات ظهور المهدي (ع) الاجتماعية ليتعرفوا على الواقع الاجتماعي الذي يحدث فيه الظهور، بدلاً من أن يجعلوا لنا الحجة في اتهامهم بالجهل المطبق في قضية المهدوية. وزعم آخرون أن المهدوية أو فكرة وجود منقذ هي رد فعل على الأوضاع الفاسدة التي تسود المجتمعات الإنسانية، غرضها بعث الأمل في النفوس وقتل اليأس في أرواح الناس، فهذا تخليط آخر وتضليل غريب وجمع للمتناقضات في آن واحد فلربَّ سائل يسأل هل الناس على هذا المفهوم يائسون وقانطون أم متفائلون مستبشرون؟ وهل هؤلاء هم أنفسهم أم أهل اليأس قوم وأهل التفاؤل آخرون، وإن كانوا أنفسهم فهل كان اليأس أولاً أم التفاؤل؟. باختصار شديد إذا كانوا هم أنفسهم، فلا يصدق التبرير الأول لأن الإنسان الفرد إما بأن يوصف بأنه يائس أو متفائل، وان كانوا غيرهم فهذا موضوعنا ولا موضوع للزاعمين. وقال آخرون: إن المهدوية أو فكرة المنقذ هي فكرة من صنع خيال بني الإنسان لإسكات روح المعارضة للأنظمة الفاسدة وقتل روح العمل والإصلاح!، فهذا القول كما ترى عكس الأول ولنفس المتحذلقين، والذين لم يقرءوا بكل تأكيد كتاباً واحداً من كتب الأديان الثلاثة بشأن القائد الموعود. ولو قرءوا شيئاً يسيراً لمدة ساعتين فقط فإنها تكفي ليفهموا أمراً واضحاً لا مراء فيه وهو أن المنقذ لن يأت أبداً ما لم يمهد لظهوره بالعمل والإصلاح... فكيف خالف هؤلاء رأي علماء الاجتماع من أن المجتمع الإنساني متطور بطبعه يسعى دوماً لما هو أفضل؟ وكيف لم يقولوا هذه المقالة لماركس؟ وكيف زعموا أن الفكر المادي واقعي - وهو غارق إلى أذنيه في الخيالات، ووصموا الفكر الديني الذي هو الواقعية بعينها- وصمّوه بالطوباوية والصفات الخيالية؟ نعم إن للدين عالماً مستقبلياً واقعياً ولكنه للأسف قد شوه تشويهاً كبيراً. إن للدين عالماً آخر يؤمن به هو عالم الغيب، ولكن المهدوية هي طور دنيوي سوف ترى في الكتاب ان القرآن استخدم المصطلحات الدنيوية والواقعية بشأن المهدوية واستخدم الإيمان بالغيب لوصف الآخرة التي هي المقصود من الغيب- الآخرة التي بعد القيامة. فثمة آخرة للحياة وثمة آخرة للكون كله. ولكن هؤلاء معذورون- فقد أكبوا على قراءة رأس المال و(ما العمل) وحفظوا فقرات مطولة منها- لكنهم رغم (إسلامهم) لم يتمعنوا بقراءة واحدة كاملة لكتاب الله!! فكيف سمح هؤلاء لأنفسهم بمهاجمة الفكرة المهدوية في الدين- وحكومته العالمية الموعودة- ولم يفعلوا نفس الشيء في ما يطالب به قادة ومصلحون في الغرب من تأسيس حكومة عالمية؟. إن أسوأ حالات الاستلاب الفكري هي حينما تنعدم ثقة الطليعة من الأمة بتراثها وفكرها الديني لدرجة مضحكة مثل هذه، فكل ما يأتي من هناك يصدقوه ويجلوه وكل ما يخرج من تراثهم وعقيدتهم يعرضوا عنه ويستصغروه، فأكرم بهم من طليعة مثقفة!!. ومن المعلوم أن دعوات الغرب هذه- أكثرها إن لم تكن جميعها ليست تدعوا للحكومة العالمية العادلة بحق- وإنما تدعو دعوة سياسية واقتصادية- لترسيخ هيمنة الغرب الرأسمالي وحكومة استلاب عالمي مستغلة هذا الشعور الإنساني العارم بمثل هذه الضرورة البشرية. إن رغبة البشر قوية جداً في الحصول على حكومة عالمية وتظهر هذه الرغبة الآن جلية في عالمنا المعاصر بمحاولة الدولة النامية خاصة بدعم المؤسسات الدولية مثل منظمة العفو الدولية ومحكمة العدل الدولية والسلم العالمي ومنظمة الأمم المتحدة- ويزداد التأكيد من قبل شعوب وحكومات المجتمع الإنساني على مبادئ معينة بسبب الذعر من الحروب وعمليات الغزو الاقتصادي والسياسي واحتمال التدهور والخوف من وقوع ما ليس في الحسبان، مثل مبادئ (التعاون الاقتصادي) و(عدم التدخل) و(التعايش السلمي) و(الحد من الأسلحة) ودعم صناديق كثيرة دولية الاتجاه كالصندوق الدولي وصندوق التنمية- ومحاولة التقارب بالأسواق المشتركة- بل والمطالبة بنظام اقتصادي عالمي- ليشكل ركيزة من ركائز السلم في العالم والعيش المتكافئ... هذه المصطلحات والأفكار والمبادئ والمؤسسات بمفردها. وكثرة الحديث عنها يكفي للتنويه عن الأهمية البالغة التي يشعر بها سكان المعمورة للحكومة العالمية. إن الشعور العام لدى الشعوب والحكومات- هو الترحيب بـ(نظام اقتصادي عالمي) و(جيش عالمي)، ولكنها في نفس الوقت تشك إن كان للمترفين والمتحكمين بهذه النظم أي التزام أخلاقي. إن تأكيد الإعلام الغربي على الجانب الأخلاقي في نشراتها الإخبارية وتعليقاتها إنما يظهر بجلاء طعن شعوب العالم في مصداقية النظام الرأسمالي في قيادة العالم وتحقيق العدل، وذلك بعد أن تحدث البعض عن أحلام مثل أن يتمكن زعيم أخلاقي بالفوز بالانتخابات الأمريكية فيكون هو القائد العالمي الذي انتظرته البشرية طويلاً..! فبإمكانه إذا خلصت النوايا توسيع دائرة تلك المنظمات الدولية وتقويتها تمهيداً لجعل العالم عائلة واحدة تنعم بالرخاء. إن إلقاء نظرة واحدة فاحصة إلى واقع النظام الغربي تبين مدى بعد هذا الاحتمال عن التحقق في أرض الواقع، وهو أمر لا يأمل الغربيون أنفسهم بتحقيقه وفق الهيمنة المطلقة لعبيد المال على الانتخابات. إن المهدوية بمفهومها العام تمثل حاجة حقيقية وواقعية ولا يشك أحد في تحقيقها يوما ما- وهو يرى ويعيش الآم البشرية وهدر ثروتها- وإن جرى التعبير عنها بصيغ مختلفة- ولا يوجد أي مبرر فلسفي أو علمي لرفضها- بل على العكس من ذلك تتوافر كل المبررات لتحقيقها- وهو ما صرح به كل مختص يعيش هموم المجتمع الإنساني في قرارة نفسه، بل أن رفضها ومحاربتها هو رفض ومحاربة لآمال البشرية وجهدها المثابر في الوصول إلى مجتمع عالمي يسوده العدل. ومن أجل ذلك لا يتمكن حتى عبيد المال ورؤوس الاستغلال في الغرب من رفضها- لوعي تلك الشعوب لأهميتها فحاولوا ويحاولون إعطائها صبغة أوروبية أو مسيحية واصمين شعوب العالم كلها وبالأخص المسلمين بالوثنية جامعين في عين الوقت بين مفهومها الديني المسيحي واليهودي ومفهومها الغربي المادي- ومن أجل استغلال هذه العقيدة لتحقيق الهيمنة المطلقة على العالم... عسكرياً واقتصادياً- مشوهين ومحرفين حقائق في العهد القديم وفي الإنجيل تبشّر بالقائد الموعود وتضع له علامات كونية وسياسية كما سنرى في البحوث اللاحقة. ويكمن الخطر المحدق بنا الآن في هذه القضية بالذات.. فالصراع بين المهدي (ع) الموعود والمسيح (ع) من جهة وبين القوى الكافرة من جهة أخرى يأخذ شكلاً عقائدياً وفكرياً محضاً في تراث الأديان الثلاثة.. ويريد الغرب الآن أن يحول شكل هذا الصراع إلى صراع مذهبي وقومي وجغرافي كما هي عادتهم في التحريف. إن هذا الكتاب ليس مخصصاً للمسلمين خاصة بل هو للمسلمين عامة بمعنى أنه لجميع المؤمنين بشرائع الأنبياء السابقين بغير ما تحريف وهم أمة عظيمة كثيرة العدد- ليبرهن لهم فيه ان أعداء القائد الموعود ليسوا شعباً بعينه ولا أمة بعينها ولا أصحاب دين معين بعينه- إن أعداءه هم المنحرفون الذين يعبدون غير الله من كل دين وملة ومكان وأن أعوانه هم الذين أسلموا لله من كل ملة ودين ومكان فهو قائد عالمي يؤمن بجميع الأنبياء والرسل (ع) ولا بفرق بين أحد منهم ويقيم جميع ما أنزل إذ ليس فيما انزل الله شيء يناقض بعضه بعضاً، وإن عليهم أن لا يكونوا ضحية الإعلام الغربي والمضلل فيهلكوا.. فنحن لا نقول أن المهدي (ع) يهلك اليهود أو ينتقم من النصارى.. بل نقول أنه يهلك كل من لا يعبد الله أو اتخذ من دونه وثناً أو هوى أو مالاً أو أحباراً أو رهباناً أو رجال دين أو أصناماً ظاهرة أو أصناماً خفية أو طواغيت ينفذ أوامرهم ويدين بشرائعهم ولو كان من الأمة المحمدية.. بل يبدأ بهذه الأمة فيطهرها ويوضح الاختلاف الذي فيها ويبين ما اندرس من معالمها.. لا يفرق بين إنسان وآخر الاّ بما اعتقده- وهذه هي صفته في التوراة والإنجيل..!. فكيف رضي هؤلاء بترك الكتب المنزلة وقنعوا بما يبثه لهم الإعلام الغربي عبر شاشة التلفزيون بالكنيسة المرئية..! هاهو الإعلام قد جلب لهم الكنيسة إلى بيوتهم ويشرح لهم الإنجيل والتوراة وبشارتهما بالقائد الموعود على النحو الذي يريده فأعداء القائد في هذا الإعلام هم (المحمديون)- والعرب!. والقائد الموعود سوف يقضي على المسلمين والعرب! نعم إن القائد سيقضي على طغاة العرب ولكنه أيضاً يقضي على طغاة أوروبا! فليكن لهؤلاء عقول يفكرون بها- فالقائد الذي بشرّ به الأنبياء جميعاً ليس قومياً ولا يهودياً ولا نصرانياً ولا هو من الأرض الجديدة ولا من أرض الميعاد! أنه رجل أسلم وجه لله مثل جميع الأنبياء ويضرب الخلق جميعاً حتى يسلموا وجوههم لله وحده!. إن قضية التوحيد هي قضية الخلق والوجود وهي قضية جميع الأنبياء وجميع الكتب بل هي قضية السياسة والحروب والصراعات. إن مشكلة البشرية التي يبحث زعماء العالم عن حل لها ليست في الثروات التي في الأرض وهي تكفي لإضعاف هذا العدد من البشر، وليست في التقدم العلمي وقد بلغ أشواطاً عظيمة- إنما هي في القيادة العالمية ذات العقيدة الراسخة والفكر الأخلاقي الذي يتمكن من تقسيم هذه الثروات بشكل عادل ولا يفرق بين الأمم والشعوب إلا بمقدار إيمانهم بهذا الفكر. ولن يتحقق ذلك إلا بتصور منهجي وعقيدة أخلاقية لها مبدأ موحد للناس منبثق من الطبيعة البشرية وملائم لفطرتها السليمة يلتزم به الجميع ويؤمنون به إيماناً حقيقياً ويشعرون به شعوراً أخوياً يجعل من هذا الهدف عندهم غاية فوق كل غاية. ومن الواضح ان الرأسمالية وهي فكر مادي محض في بناهُ التحتية والعليا لا يصلح لمثل هذه المهمة الضخمة إنسانياً وفكرياً وأخلاقياً. نظرة واحدة إلى اتفاقات الدول السرية وطبيعة التدخل الغربي فيها يبرهن أن أبعد الناس عن القيادة العالمية ذات السمة الأخلاقية هو النظام الرأسمالي وقادته بل أن برامجه الحالية والبعيدة المدى، وضعت أصلاً في قائمتها تأجيج الحروب المحلية ومشاكل الحدود وتفتيت العالم وتقسيم قومياته وشحن العداوات بين شعوبه، وخلق مناطق للتوتر- ومعلوم أن هذا يحتاج إلى تمويه وكذب وتزييف للحقائق كما يحتاج إلى مؤسسات خاصة وميزانيات عالية للنفقات! فهل يصلح نظام يدفع أموالاً ضخمة للتحريف والكذب في قيادة العالم؟؟. 2- البعد الكوني للمهدوية (تعدد العوالم) تعدد العوالم في المأثور الديني: الذين ينتقدون الدين جهلاً، هم أبعد الناس عن النظر في المأثور الديني والتأمل في نصوصه، بل يبدو أن الغرب أكثر منهم جديه في دراسة تاريخ الأديان، ويكفي أن تذكر أول معجم لفظي للقرآن وضع من قبل الألماني [فلوجيل]، فكأنه هو الذي بدأ عملياً تطبيق طريقة الإمام علي (ع) في تفسير القرآن بعضه ببعض ومع ذلك فقد ظل هذا المعجم حلم الكثيرين في الحصول عليه. وكذا فعلوا في دراسة النصوص الدينية المأثورة بخلاف علماء الأمة الذين اعتنوا فقط بالمعاني الظاهرة. إن الكون في نظر الأقدمين هو قبة فلكية عُلقّت فيها النجوم كما تعلق المصابيح وهي تدور حول الأرض. والفلك عندهم أشبه بطبق أو سكة تتحرك فيها النجوم، وقد وجدوا أربعة كواكب تغير مواضعها فسموها الدراري أو الكواكب السيارة وهي المرئية بالعين المجردة من المجموعة الشمسية، وهذا هو كل الفلك عند بطليموس. وعند البعثة المحمدية توالت النصوص القرآنية والنبوية ونصوص أهل البيت (ع) وبعض الأصحاب العلماء (رض) في نسف هذا المفهوم عن الفلك جملةً وتفصيلاً. فأشارَ القرآن بعبارات محكمة إلى النظام السباعي للكون، وإلى التكوير، وإلى دَحو الأرض وإلى تابعية القمر للشمس وإلى سباحة الجميع في الفلك، وإلى توسع السماء، والى تفجرها أو تفتتها بعد الرتق، وإلى كونها أصلاً من غازات "واستوى إلى السماء وهي دخان"، وإلى هوي النجوم واندثارها، وإلى طمسها وحلف مرات عديدة بالسماء والنجوم ومواقعها، وأشار إلى وجود أعمار وآجال لها... إلى غير ذلك من الإشارات والعبارات التي تناقض المعلومات القديمة مناقضة تامة. وأشار القرآن كذلك إلى ان الشمس حارة ونارية (سراجاً) أو (ضياءً) والضياء عند العرب هو ضوء النار وإلى برودة القمر (والقمر نوراً) كما أشار إلى تعدد العوالم وكثرة المخلوقات في السماء "وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حراساً شديداً وٍشهباً" أو كقوله "ولا يعلم جنود ربك إلا هو" وقوله "ويخلق ما لا تعلمون".. وإلى حركة الشمس (والشمس تجري) إلى حركتها الدائمة (تجري لا مستقر لها) حسب قراءة أهل البيت (ع). وإلى تفلطح شكل الأرض (والأرض بعد ذلك دحاها)، فقال الصادق (ع) جعلها كالدحية والدحية هي البيضة. وهناك العشرات من الإشارات العلمية المختلفة يأتيك بعضها في هذا الكتاب. ومنذ (كوبر نيكوس) توالت الاكتشافات العلمية في الفلك، حيث لوحظ أن السماء واسعة جداً وتتوسع باستمرار مثل بالون ينفخ بصورة مستمرة وإنها مليئة بالنجوم وإن ما نراه من نجوم هي شموس بقدر شمسنا وأكبر تحتوي عليها المجرة التي تقع مجموعتنا الشمسية في طرفها. وأقرب المجرات إلينا بروميدا التي تبعد مليون ونصف سنة ضوئية. ولوحظ أن المجرات تتشكل سوية وتميل إلى التجمع على شكل عناقيد فنحن بمجرتنا و(17) مجرة أخرى تشكل العنقود المحلي.. والذي تتناثر في الكون مثله الآلاف العناقيد. وتميل العناقيد إلى التوزيع المتجانس ويشبهها (برتراند راسل) في كتاب النسبية بقطرات المطر على صفيح الزجاج، وإن عددها في كل مساحة متساوٍ. إذن فالمجموعة الشمسية بكواكبها وأقمارها هي أصغر نسبة من الخاتم الذي في إصبعك إلى الصحراء إذا رميته فيها. وهذا التشبيه هو تشبيه الرسول (ص) إذ رمى خاتمه في الصحراء وأشار إلى أن السماوات والأرض إلى الكرسي كهذه الحلقة في هذه الفلاة، والكرسي إلى العرش كهذه الحلقة إلى هذه الفلاة. إن هذا التصور العلمي عن سعة الكون أمر سابق لأوانه بأكثر من ألف عام. بل أشاد هو (ص) وأهل بيته (ع) إلى تعدد العوالم وتعدد الكائنات وتعدد الشموس والأقمار... وأن منها الآلاف الآلاف...! وكل ذلك في عصر كان يدين فيه علم الفلك لمعلومات بطليموس حول القبة!. المهدوية ليست إذن أمر متوقع حدوثه على الأرض وحدها! بل هو قانون جار في العوالم الأخرى كما تشير الروايات. بمعنى آخر أن الله خلق عوالم متعددة وبنظم مختلفة، وإن بعضها ربما يمر بالطور المهدوي سابقاً البشرية على الأرض. وسنرى في جملة الأحاديث الآتية إن الإمام الصادق (ع) يوبخ أحدهم على تصوراته الضيقة عن الكون.. ويشير إلى جهة المغرب لكوكب فيه خلق لا يعصون الله ما أمرهم وبإمكاننا أن نفهم أن هؤلاء يمرون بطور الاستخلاف الذي سيأتيك بيانه خلال الكتاب. إن أحاديث تعدد العوالم وتعدد الخلق في المأثور الإسلامي كثيرة جداً. ويبدو أن هذه المعلومات كانت غريبة على الأسماع غرابة أفكار غاليلو لأول مرة. وقد حاول علماء كبار صرفها عن معانيها الظاهرة- لمخالفة بعضها مخالفة صريحة لعلم الفلك القديم- فلم يتمكنوا. وأذعن آخرون لنقلها والتسليم بها لاعتبار عصمة قائليها فقط، ولو كان غيرهم قائلها لأهملت.. |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.92.218.188} |
6/12/2010 9:57:41 PM |
هل لنا بمزيد من الإضاح حول هذه الفكرة سيادة الدكتور : ويبدو للباحث ان افكار عيسى الناصري ربما قد تماهت باراء الفيلسوف اليهودي فيلون السكندري هذا الفيلسوف الذي تأثربدوره بالأفلوطونية المحدثة تأثيرا بالغا وحاول أن يحدث تزاوجا خلاقا بين تعاليم الدين اليهودي وبين المقولات الفلسفية لهذه المدرسة |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 213.100.123.111} |
8/7/2011 6:29:34 PM |
مع كامل التقدير للجهود القيمة المبذولة في البحث أعلاه لكن هناك بعض الأشارات التي أعتقد بأهميتها و تتعلق بالتالي : إيلوهيم هي جمع عبراني لكلمة إيلوه , حيث يضاف حرفي ي م كنوع من تفخيم المفرد و تبجيله عبر مخاطبته بلغة الجمع مثلنا تقول للمفرد حضرتكم و جلالتكم و فخامتكم , للعلم فقط أن كلمة أيلوه كانت تكتب بالعبري القديم قبل التنقيط بثلاث أحرف فقط هي على التوالي ألف , لامث , هي .. يقابلها بالعربية أ ل ه و هي مخففة النطق تشبه الى حد بعيد كلمة الله و كانت تلفظ تفخيما ألهــ ــيم ! و فيما يتعلق بالأستنتاج القائل أن عيسى الناصري قد تأثر بالفيلسوف اليهودي الأسكندري فيما يخص التحديث اللاهوتي للمعتقدات اليهودية كمفهوم الثالوث المقدس و الخطيئة الأصلية , فهو إستنتاج قائم على فرضية أن عيسى الناصري أو يسوع قد تحدث أو علــّم أو أسس لمفهوم الأله الثلاثي الأقانيم و هذه فرضية خاطئة لأن في كل العهد الجديد بطبعاته المعترف بها اليوم لا ترد الا جملة واحدة في رسالة يوحنا الأولى فقط تقول : فأن الذين يشهدون في السماء ثلاثة الآب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد !! و بأختلاف الطبعات الموجودة تختلف العبارة في صياغتها و في معناها و لكن الشئ المهم أن يسوع او عيسى الناصري لم يصرح هو نفسه بها !! و الشئ الأهم أن أغلب و أهم دارسي الكتاب المقدس و خبراء المخطوطات الأقدم للعهد الجديد يتفقون أن هذه العبارة موضوعة و ليست من النص الأصلي !! وعليه فأن استنتاجكم أعلاه بني على إفتراض خاطئ يتوهم أن المسيح نفسه هو مؤسس مفهوم الاقانيم الثلاث للاله الواحد |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.244.98.76} |
8/7/2011 8:56:47 PM |
عالم آثار إسرائيلي يشكك في وجود أي صلة لليهود بالقدس شكك عالم الآثار الإسرائيلي إسرائيل فلنكشتاين من جامعة تل أبيب بوجود أي صلة لليهود بالقدس. جاء ذلك خلال تقرير نشرته مجلة "جيروساليم ريبورت" الإسرائيلية توضح فيه وجهة نظر فلنكشتاين، الذي أكد لها أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة، بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وانتصار يوشع بن نون على كنعان. وقال فلنكشتاين "لقد تطور الإسرائيليون القدماء من الحضارة الكنعانية في العصر البرونزي المتأخر في المنطقة، ولم يكن هناك أي غزو عسكري قاس وأكثر من ذلك، حيث يشكك في قصة داوود الشخصية التوراتية الأكثر ارتباطًا بالقدس حسب معتقدات اليهود، ويقول إنه لا يوجد أساس أو شاهد اثبات تاريخي على وجود هذا الملك المحارب الذي اتخذ القدس عاصمة له" . وأكد أن شخصية داوود كزعيم يحظى بتكريم كبير لأنه وحد مملكتي يهودا وإسرائيل هو مجرد وهم وخيال لم يكن لها وجود حقيقي. كما يؤكد فلنكشتاين أن وجود باني الهيكل وهو سليمان ابن داوود مشكوك فيه أيضًا، حيث تقول التوراة إنه حكم امبراطورية تمتد من مصر حتى نهر الفرات رغم عدم وجود أي شاهد أثري على أن هذه المملكة المتحدة المترامية الأطراف قد وجدت بالفعل في يوم من الايام، وإن كان لهذه الممالك وجود فعلي، فقد كانت مجرد قبائل، وكانت معاركها مجرد حروب قبلية صغيرة، وبالتالي فإن قدس داوود لم تكن أكثر من قرية فقيرة بائسة. أما في ما يتعلق بهيكل سليمان فلا يوجد أي شاهد أثري يدل على أنه كان موجوداً بالفعل. من جانبه قال رافاييل جرينبرج - وهو محاضر في جامعة تل أبيب - إنه كان من المفترض ان تجد "إسرائيل" شيئا حال واصلت الحفر لمدة ستة أسابيع، غير أن الإسرائيليين في مدينة داود في حي سلوان في القدس يقومون بالحفر من دون توقف منذ عامين ولم يعثروا على شيء. في الإطار نفسه يرى خبراء إسرائيليون أن الهدف الرئيس من وراء أنشطة الحفريات هو دفع الفلسطينيين إلى الخروج من المدينة المقدسة وتوسيع المستوطنات اليهودية فيها. وأكد رافاييل جرينبرج أن ما تقوم به إسرائيل من استخدام لعلم الآثار بشكل مخل يهدف إلى طرد الفلسطينيين الذين يعيشون في سلوان وتحويله إلى مكان يهودي. يذكر أن الحكومة الإسرائيلية بدأت منذ في منتصف عام 2008 سرًا وبقوة توسيع وتدعيم سيطرة المستوطنين على سلوان ومحيط البلدة القديمة التاريخية التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو 1967 وضمتها في ما بعد في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة. |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 12.183.71.67} |
3/10/2013 7:39:15 AM |
السيد منير التميمي المحترم: أدناه الكالمات الأخيرة للرب يسوع المسيح في خطبة الوداع على جبل الزيتون 18 فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، 19 فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. 20 وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ هل هناك تعليم أوضح من الأمر الذي وجهه لتلاميذه؟ ناهيك عن المعني الكامن في عبارة "دفع إلي كل سلطان في السماء و على الأرض" تحياتي.........جيفارا العراقي |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.247.77.22} |
2/6/2014 7:10:32 PM |
المؤرخ ويلز فيقول في كتابه معالم الإنسانية: " إن اليهود ذهبوا إلى بابل همجاً وعادوا متمدنين. ذهبوا وليس لهم أدب معروف، وعادوا ومعهم الشطر الأكبر من مادة التوراة بعد أن عاشوا في ذلك الجو الباعث على النشاط الذهني في العالم البابلي " (4) ويقارب جان بوتيرو في كتابه بابل والتوراة ما كنا أشرنا إليه حيث يقول: " يعطينا علم الآشوريات / الكتابات المسمارية / عن التوراة ليس إدراكاً مباشراً، بل إدراكاً قياسياً وغير مباشر. يقدم لنا معطيات في حالة أخرى وصياغة أخرى وإعداد آخر، اجترّها تاريخ إسرائيل ومؤلفو التوراة على نحو عميق وتمثلوها بعد أن علموا بأمرها وربما حملوها وقضوا بأنها مفيدة بمجرد تآلفها مع رؤيتهم وحساسيتهم الخاصة " (5) الجدير ذكره هنا هو أن هذا العالم ولأنه انحاز إلى ضفة العلم والحقائق الموضوعية فقد تم إقصائه من الكنسية الدومينيكية وما تبع ذلك من انتقاله إلى مراكز علمية أخرى. وهذا يذكر بما حصل مع إسبنيوزا اليهودي ومع توماس طومسون حين نشر كتابه التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي حيث تم طرده من جامعات الولايات المتحدة الأمريكية. وهنا يحضرنا أن نذكر في موقف لافت أن الباحث الفرنسي جان بوتيرو والذي بدأ دراسته بدراسة التوراة كدافع من الكنيسة ثم وحين صار عالماً في الكتابات المسمارية المشرقية أدلى بموقف مهم يعطي دلالة على الخاصية الإنسانية والحضارية لمجتمع المشرق العربي في مواجهة ثقافة الانعزال والتقوقع والعدوانية العبرانية. يقول بوتيرو: " هناك نقطة ما زلت أتمسك بها.. أن علم الآشوريات يملك امتيازاً عظيماً جداً وثميناً جداً. لقد جعلني عاجزاً عن إيذاء أي كان في العالم، عن إزعاج أي كان، عن تعكير صفو أحد. ألا يعتبر ذلك في هذه الأوقات امتيازاً مدهشاً وشديد الندرة. لقد حيدني علم الآشوريات وجعلني جذرياً، غير مؤذ، لذا تمسكت به وما زلت مثابراً |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.247.76.82} |
2/7/2014 5:19:54 PM |
صانع العجائب .. الملك الشمس نبوخذنصر الثاني (نبو كودوري أوصر) ما من ملك في التاريخ القديم أكتسب شهرة نبوخذنصر الثاني فهو صاحب واحدة من عجائب الدنيا السبعة القديمة (برج بابل وأسوارها) والملك الذي حيكت عنه إسطورة الملك العائد إلى ألله في سفر دانيال بعد معاناة سبع سنين تحولت بالتوبة والصلوات إلى سبعة أشهر ، ناهيكم عن كونه ملك السبي اليهودي الذي أعاد اليهود إلى مسقط رأسهم في أرض بابل التي أنطلقت منها رسالة التوحيد في عهد أبينا إبراهيم الكلداني أبي الأنبياء / بابن أوراهم . أما على الصعيد المادي للتاريخ فإنه الإمبراطور الذي وحد الشرق القديم ووصلت جيوشه شرقاً حتى مدن ميلاخا في الملابار وغرباً حتى مصر السفلى والساحل الليبي ، أما شمالاً فقد ضم إليه كل الشمال الرافدي العتيق بينما وصلت قواته جنوباً حتى (مكان) على ساحل البحر الواسع / البحر العربي ، وهو صاحب آخر التشريعات القانونية الرافدية القديمة (الشريعة الكلدانية) وباني بابل العظيمة في عصرها الذهبي . إن المعنى الدقيق لأسم نبوخذنصر الثاني الحقيقي وهو نبو كودوري أوصر - Na bi um ku dur ri u su ur - أو بحسب الإيدوكرام السومري - Ag nig du u sur - هو الإله نابو يحمي الوريث أي الأبن البكر ، ولكن كودوري تأتي بمعنى آخر وهو حجر الحدود أي الحدود مجازاً ، فيكون المعنى العام هو الإله نابو يحمي الحدود وهو لقب ملكي من غير المعقول أن يطلق على طفل رضيع بخاصة وأن أباه نبوبلاصر كان هو الملك آنذاك 64، لذلك نرجح التسمية الأولى أي الإله نابو أحمي الأبن البكر ، أما الحرف (نون) فقد دخل على أسمه من الصيغة الآرامية المستحدثة ، ينحدر نبوخذنصر عن سلالة ملكية كان جدهم الأكبر وأسمه نبوخذنصر أيضاً نبيلاً من مدينة أوروك ثم تسنم أبنه بيل أبني عرش بابل في الأعوام ٧٠٢ - ٧٠٠ ق.م ثم خلفه أبنه نبوبلاصر كحاكم إقليمي (ملك محلي) على القطر البحري قبل أن يستقل ببابل بعد وفاة قندلانو الحاكم البابلي الموالي لآشور ويتمكن من دحر الدولة الآشورية وتوحيد بلاد الرافدينضمن الإمبراطورية البابلية الحديثة / السلالة الكلدانية الإمبراطورية . ولد نبوخذنصر في منطقة القطر البحري وعاش في مطلع حياته متنقلاً ما بين مثلث القطر البحري الشمالي أور وأريدو وميشن وبين مدينة جدهم الأكبر أوروك ثم بابل التي أستقر فيها مع أمه وأخيه نابو شُم ليشير بعد تسنم والدهما عرش الدولة البابلية . في عام ٦٢٧ ق.م توفي قندلانو الذي قد يكون ملكاً كلدانياً محلياً حكم بابل شكلياً بأسم آشوربانيبال كما أنه قد يكون الأخ الأصغرلآشوربانيبال أو ربما كما يعتقد بعضالمؤرخين أنه آشوربانيبال ذاته الذي كان قد ملأ قلب البابليين بالحقد عام ٦٤٨ ق.م بعد حرقه لعاصمتهم ونهب مكتباتها وتنكيله بالثوار أثر ثورة البابليين عام ٦٥١ ق.م بقيادة شمشي شمو كين الأخ الأكبر لآشوربانيبال الذي إنحاز للقيم البابلية وتأثر بآلهة بابل . ومع أن نبوبلاصر كان بصفته حاكماً على القطر البحري قد تحاشى الإصطدام بالجيش الآشوري القوي إلا أنه كان يتحين الفرصة المناسبة لتسديد ضربته ، ولذلك عندما طلب منه الأخ الأصغر لآشوربانيبال سين شار أوشكن أن يحمي الجنوب الرافدي من هجمات جيوش برابرة البحر كما يصفهم أبيدينوس وكذلك يوزبيوس نقلاً عن برحوشا فإن نبوبلاصر لم يتردد عن موافقة العاهل الآشوري وبذلك ضرب عصفورين بحجر واحد ، فقد أثبت للآشوريين بأنه الملك الشرعي للإقليم البابلي وليس الملك الشكلي قندلانو ومن ناحية أخرى ظهر بمظهر المخلص للشعب البابلي الذي وجد فيه مردوخ أبلا إيدينا جديد . وقد تصاعد نجم نبوبلاصر بعد طرده للحاميات الآشورية وهجومه على آشور نفسها عام ٦١٥ ق.م وهي محاولة لم يكتب لها النجاح ، في هذه الفترة ظهر الميديون فهاجموا آشور عام ٦١٤ ق.م ودخلوها بعدما حطموا أسوارها وحرقوها وقتلوا منها خلقاً كثيراً بقيادة ملكهم كي إخسار ، بينما كان جيش الكلدانيين يتقدم صوب الشمال ، وهكذا عقد نبوبلاصر مع كي إخسار معاهدة صداقة وسلام على أن يخرج الميديون من إقليم الشمال الرافديي مع المنهوبات التي غنموها ، بمعنى الأرض للبابليين في مقابل الغنائم للميديين ، وكانت خطة نبوبلاصر أن يبعد خطر هؤلاء الغزاة الأقوياء عن وادي الرافدين ، وفي عام ٦١٢ ق.م دخلت جيوش الكلدانيين والميديين عاصمة الدولة الآشورية نينوى في شهر آب بعد حصار دام لمدة ثلاثة أشهر وثلاث هجمات كبيرة قادها الكلدان بذكاء لتدمير أسوار المدينة التي ما أن تداعت حتى أكتسح الميديون مدينة نينوى فخربوها تخريباً شاملاً ، ويشير النص الخاص بالمعركة عدم تورط الجيش الكلداني في تخريب نينوى حرصاً من نبوبلاصر على عدم إلحاق الأذى بمدن البلاد ، لكن جيوش الملك الميدي الكبيرة أسقطت مبادرة نبوبلاصر في الحفاظ على المدينة ، ومع سقوط نينوى عادت بلاد الرافدين موحدة تحت التاج البابلي ثانية، فتفرغ نبوبلاصر لترتيب شؤون البلاد فيما أعتمد على أبنيه نبوخذنصر ونابو شُم ليشير 65 لقيادة الجيوش الكلدانية ، وكانت أولى مهمات نبوخذنصر إعادة الغنائم التي سلبها الميديون وإعادة تماثيل الآلهة الآشورية التي أسرها جيش كي إخسار ، فتمكن نبوبلاصر من تحقيق هذه المهمة الصعبة عام ٦٠٧ ق.م رغم أن حملته التي شنها على جيوش الميديين كانت في المناطق الجبلية البعيدة ، إلا أنه تمكن من إنجازها في مدة شهرين فقط . وفي عام ٦٠٥ ق.م توجه نبوخذنصر تحت إشراف والده الملك نبوبلاصر لمحاربة الجيوب الآشورية التي تم طردها من حران عام ٦١٠ ق.م بعدما وصلت الأنباء عن مشاركة الجيش المصري في ترتيبات لهجوم معاكس على وادي الرافدين بالتحالف مع قوات ملك المنفى آشور أوبالط الثاني الذي كان قد تمركز في مدينة إيزالا التابعة للدولة الأوراراتية ، فتمكن من إبادة الجيش الآشوري مما دعا القوات المصرية للإنسحاب . وفي عام ٦٠٧ ق.م بقي نبوخذنصر في بابل كولي للعرش فيما قاد والده نبوبلاصر الجيش الكلداني حملة لتأكيد السلطة البابلية في بلاد حاتي / سوريا ووآسيا الصغرى ثم عاد إلى بابل بعد أن ترك حامية في مدينة كيموخو جنوب قرقميش ، لكن الجيش المصري هاجم الحامية الصغيرة وتمكن من ذبح جميع أفرادها بعد قتال طويل وذلك عام ٦٠٦ ق.م ، فأشتط غضب نبوبلاصر وتوجه بنفسه رغم كبر سنه لمحاربة الجيش المصري وتمكن من وقف زحف الجيش المصري لكنه وبسبب من حالته الصحية السيئة لم يتمكن من طردهم من قرقميش ، بل أن نتيجة معركة قورماتي كانت مخيبة للآمال فعاد إلى بابل وطلب من نبوخذنصر أن يتسلم قيادة الجيش رسمياً عام ٦٠٥ ق.م ، وهنا تقدم جيش نبوخذنصر بقيادة أميره الشاب ( ٢٥ سنة) متخذاً مسار نهر الفرات فهاجم الجيش المصري المرابط في قرقميش بصحبة قوات من المرتزقة اليونانيين ، وذلك في شهر آيار من ذلك العام فألحق بهم هزيمة ساحقة، فر المصريون أثرها إلى حماة وهنالك أكتسحهم الكلدانيون أيضاً في معركة ثأرية حامية دحر فيها الجيش المصري وأبيدت قواته إلا من طلب الصحراء ، وفي ذلك يقول دي. جي. وايسمان في كتابه الموسوم بالحوليات ص ٦٨ - ٦٩ : أما بقية الجيش المصري الذي أفلت من الهزيمة في قرقميش .. فقد هاجمهم الجيش البابلي في حماة فلم تكتب العودة لأي فرد منهم لوطنه . وهنا تقدم الجيش البابلي حتى مدينة بيلوسيوم في مصر السفلى ملاحقاً الفرعون نيخو الثاني ٦١٠ - ٥٩٥ ق.م الذي كان قد فر من المعركة مع مجموعة من فرسان حمايته تاركاً الجيش المصري طعماً لسيوف البابليين ، وعند دلتا نهر النيل بحسب المؤرخ يوسيفوس وصلته الأنباء بوفاة والده الملك نبوبلاصر في الثامن من شهر آب ، فيما يشير البعضبأن الأخبار التي نقلت إليه كانت تشير إلى إحتضار والده ، لأن مصدر الحوليات البابلية لكل من آر. باركر ودوبيرستاين تبين أن وفاة نبوبلاصر كانت في الخامس عشر من شهر آب ، وما أن علم نبوخذنصر بخبر والده حتى سلم قيادة جيشه لخاصته وعاد مع مجموعة من حرسه الخاص إلى بابل لحضور مراسيم الدفن وتبؤ عرش بابل ، فوصلها في الأول من شهر أيلول عام ٦٠٥ ق.م وأعتلى عرش بابل بموافقة أخيه نابو شُم ليشير وترحيب من قواته وخاصة الملك الراحل نبوبلاصر ، ويعتقد أن القبر الذي عثر عليه كولدوي في الزاوية الشمالية الغربية لقصر نبوخذنصر والمختوم بطابوقه الخاص هو المكان الذي دفن فيه نبوبلاصر . بعد ثمانية أشهر من تبؤ نبوخذنصر عرش بابل أخذ يد الإله مردوخ بمناسبة رأس السنة الكلدانية البابلية / أكيتو ، وبذلك تبدأ سنة حكمه الرسمية الأولى وفق التقليد البابلي ، وكانت أولى مهامه أن يعيد ترتيب البيت الكلداني وإمبراطوريته التي ورثها عن أبيه نبوبلاصر ، فركز على النشاطات الإعمارية وتقوية الجيش وتنظيم إدارة البلاد كما عمل على تطوير شريعة حمورابي ورفع منها عقوبة الإعدام إلا إذا كرر المجرم فعلته بمعنى أنه منح المخطئين ما يسمى بالفرصة الثانية ومن أجل ذلك أبتكر نظام السجون كعقوبة جزائية للمتجاوزين على القانون بدلاً من عقوبة قطع الرأس في الجرائم الكبيرة ، أو إتهام الآخرين بالقتل دون سند قانوني . بعد أن أستتبت أمور الدولة البابلية أثر مشاركة نبوخذنصر في مراسيم الأكيتو قاد الملك نبوخذنصر حملة على البلاد السورية / بلاد حاتي التي كانت تتألف من ٢٤ دويلة مدينة فأمضى ستة أشهر قدم فيها حكام الدويلات الآرامية الولاء والجزية إلا حاكم عسقلون ، فما كان من نبوخذنصر إلا أن دخلها بالقوة وأسر حاكمها وخاصته وعدد كبير من الأسرى والغنائم ثم قفل راجعاً إلى بابل في شهر شباط من العام نفسه ، وفي عام ٦٠١ ق.م قرر نبوخذنصر فتح مصر التي كانت تحث الدويلات السورية للإنتفاضعلى البابليين ، فتوجه بقواته في شهر تشرين الثاني من ذلك العام عبر البلاد السورية التي قدمت فروضالطاعة والولاء ، وعندما سمع الفرعون نيخو الثاني بمجيء نبوخذنصر على رأس جيشه جمع بدوره جيشاً كبيراً من بلاد مصر / مات مي صير العليا والسفلى والنوبة وليبيا ، وتخبرنا المصادر البابلية بأن الجيشين قد أصطدما ببعضعند الحدود المصرية وإن كلا الجيشين قد تكبدا خسائر فادحة ، أنسحب أثرها نبوخذنصر عائدأً إلى بابل ، عندئذ تمرد يهواكيم حاكم اليهودية معتقداً أن مصر ستعاضده لكن آماله سرعان ما خابت ، فقد دفعت معركة عام ٦٠١ق.م الفرعون نيخو لأن يفكر أكثر من مرة قبل أن يقدم على مجازفة من هذا النوع بخاصة وأن حدود بلاده كانت آمنة وقتذاك ، وقد سارع نبوخذنصر بنفسه لتأديب يهواكيم وفي الوقت نفسه كان قد طلب من المدن الآرامية وعلى رأسها الإيدوميون والعمونيون والموآبيون أن توفر له قوات مساعدة وتمكن عام ٥٩٨ ق.م من السيطرة على قلعة راموث نقب ثم حاصر أورشليم ودخلها وألقى القبضعلى حاكم المدينة يهواكين الذي خلف أباه يهواكيم وعين بدلاً منه صدقيا الذي وعد بالولاء لنبوخذنصر وكان أسمه الأصلي متينا ، ثم عاد نبوخذنصر وبمعيته ثلاثة آلاف أسير يهودي . وفي السنوات التالية كانت حملات نبوخذنصر من النوع الإستعراضي إذ لم تجرؤ أية دولة على مواجهة القوات البابلية ، ولكن في عام ٥٩٥ حشد العيلاميون جيشاً كبيراً لإحتلال بابل فسارع نبوخذنصر لمواجهتهم ، وما أن سمع العيلاميون بأن الجيش البابلي على مسافة ٣٥ كم حتى أرتعبت فرائصهم وولوا هاربين من المعركة ، وفي السنة العاشرة من حكمه حدثت خيانة القائد العسكري الكبير بابا أخو إيدينا أبن النبيل البابلي نابو آخي بوليط ، فتمكن نبوخذنصر من إحتواء حركة العصيان التي يقودها ثم قبض عليه وقدمه للقضاء ، وهنا نتعلم درساً جديداً حول أخلاق هذا الملك العظيم ، إذ عفا عن المشاركين في المؤامرة وأحال قادتهم إلى مجلس الشعب ليقرروا مصيرهم ويذكر النص البابلي هذه الحادثة المستلة من كتاب د. فوزي رشيد الملك نبوخذنصر الثاني بتصرف على النحو التالي : بابا أخو إيدينا أبن نابو آخي بوليط وسليل ليمير حنث بقسمه بأسم الملك ودبر خيانته ، نبوخذنصر ، ملك بابل ، الأمير المستشار ، الراعي لرعيته أكثر الناس سعة ، الذي هو مثل الإله شمش في عدالته، الذي يرعى كل البلدان ، مثبت الحق والعدل ، مبيد الأشرار ، ألقى القبض على بابا أخو إيدينا ، فعرضه على مجلس الشعب ، نظر مجلس الشعب في قضيته ثم بغضب قالوا لا يبقى الخائن على قيد الحياة. في السنة الرابعة من حكم صدقيا حاكم اليهودية ، قام بالتآمر على سيده وشق عصا الطاعة على بابل ، فدخل نبوخذنصر أورشليم عام ٥٨٦ ق.م فيما قبضعلى صدقيا الهارب وجاءوا به إلى ربلة قرب حمص فأنزل به نبوخذنصر عقاباً شديداً وأخذه أسيراً إلى بابل مع أربعين ألف أسير ، ويعتبر هذا السبي البابلي الثاني لليهود حيث قام قائد الجيش نابو زير إيدينا / نبوزردان بحسب سفر الملوك بتدمير هيكل سليمان ودك أسوار أورشليم ، لكن اليهودية أنتفضت عام ٥٨٢ ق.م فعمد نبوخذنصر إلى ترحيل قسم منهم إلى وادي الرافدين ، كما توجه إلى لبنان (مات لا آب نا آنو) عام ٥٧١ ق.م فعزل حاكم صور القوي الذي كان يضطهد شعبه ، ونقش ذلك على الصخرة المعروفة في وادي بريصا على نهر الكلب - Wadi Brisa Nahr El-Kalb /- التي ذكر فيها أنه رفع الظلم عن كاهل اللبنانيين وجعلهم يعيشون في أمن وطمأنينة ونصب عليهم من بينهم الحاكم بعل الثالث ، ثم قرر نبوخذنصر أن يحتل مصر فأعد العدة لذلك ، لكن النص الذي يتحدث عن حملة نبوخذنصر على مصر وصلنا مخروماً ، ومع ذلك يؤكد بعضالمؤرخين بأن هزيمة كبيرة قد ألمت بالجيش المصري بدليل وصول قوات الجيش البابلي إلى ليبيا ، وتشير المؤرخة د. حياة إبراهيم بأنه إستناداً إلى وثيقة بابلية عثر عليها مؤخراً وترد فيها أعداد من الأسرى من إغريقيين وميديين وليديين ويهود وصوريين ، علاوة على سكان مدينتي خومي وبيريندو بأن حملات نبوخذنصر قد وصلت في بلاد الأنضول حتى قلقيليا / الإسكندرونة ، مما يؤكد أن الدولة البابلية في عهد نبوخذنصر الثاني قد تحولت إلى إمبراطورية واسعة . كان بودي أن أتناول أهم منجزات الملك الشمس نبوخذنصر الثاني المعمارية والإدارية بشيء من التفصيل ، ولكن البحث الذي أنا بصدده لا يتحمل تناول مثل هذه الجوانب الواسعة لذلك أكتفي هنا بالإشارة إلى أهم منجزات نبوخذنصر الثاني في هذا المجال ، علماً إن تكنية الملك نبوخذنصر بالثاني هي تكنية تمييزية حديثة لكي يعرف القارئ المعني بقراءة التاريخ الرافدي القديم ، بأننا عندما نذكر نبوخذنصر الأول فإننا نعني به ملك سلالة بابل الرابعة الذي حكم للفترة ١١٢٥ - ١١٠٤ ق.م ، وهذا الملك أي نبوخذنصر الأول هو الملك الرافدي الشهير الذي قام بتحرير وادي الرافدين من نير العيلاميين في المعركة التاريخية الشهيرة على نهر أولا / الكرخا . والحقيقة التي ينبغي أن ينتبه إليها القراء إن نبوخذنصر الثاني سواء ذكر مجرداً من الترتيب أو مع صفة الثاني الحديثة ، فإنه بعيداً عن الهالة الكتابية حول شخصه ، وبرغم جميع منجزاته العسكرية التي ضاهت منجزات أقدر ملوك أكد وآشور ، إلا أن عظمته وشهرته لم تأت من كونه فاتح كبير أو قائد عسكري لا يشق له غبار وإنما بسبب منجزاته المدنية والفكرية ، فقد تمكن نبوخذنصر الثاني خلال سنوات حكمه الثلاثة والأربعين من تحويل بابل حمورابي المدينة الأهم في وادي الرافدين إلى أعظم مدينة عرفها العالم القديم كما يقول نيكولاس بوستيغيت ، حيث يصف أسوارها المزدوجة المؤرخ هيرودتس قائلاً أنها المدينة الوحيدة في العالم التي تتمكن عربة تجرها أربعة خيول من السير على أسوارها / طرق سريعة - High-Way - ناهيك عن عظمة معابدها التي وصفها روبرت كولدفاي - Robert Koldewey - في كتابيه الشهيرين معابد بابل وبورسيبا وبوابة عشتار وكتابه الآخر القلاع الملكية في بابل مثلما وصفها فريتز كريشن - Fritz Krischen - في كتابه الشهير عجائب الدنيا في عمارة بابل ، لكن القليلين يعرفون بأن آخر شريعة رافدية قبل عصر الغزاة كانت واحدة من إنجازات نبوخذ نصر الثاني ، كما أن اقدم متحف للآثار كان قد وضعه نبوخذنصر الثاني في قصره الشمالي المعروف بأسم القصر الرئيس والذي يقع خارج أسوار بابل الداخلية ، أكتشف هذا المتحف العالم الآثاري أونكر ويسبق هذا المتحف البابلي متحف الإسكندرية الذي يعتقد البعض خطأ بأنه أقدم متحف في التاريخ ، كما يعد المسرح البابلي الأصلي الذي كانت تجرى عليه تمثيليات تحاكي قصة الخليقة البابلية إينوما إيليش من قبل ممثلين / موميلو وممثلات / موميلتو ترافقهم جوقة من المرتلين والممثلين المساعدين والذي يقع تحت المسرح السلوقي الموجود حالياً في بابل أقدم مسرح معروف ، ناهيكم عن الجنائن المعلقة والتي هي في حقيقتها ثلاجة بابل الملكية ، وتقع في الموضع المسمى بيت الأقبية ، وهنالك العديد من المصادر الذي تناولت هذه المنجزات تفصيلياً ، لكنني سأكتفي هنا بالتعريف ببرج بابل الذي دمره الملك الأخميني أحشويرش الأول ٤٨٦ - ٤٦٥ ق.م ، وقد حاول الإسكندر المقدوني إعادة بنائه ولكن موته المفاجئ حال دون إتمام مشروع هذا الفاتح العظيم في جعل بابل العاصمة الرئيسة لإمبراطوريته الشاسعة . يقول فريتز كريشن : أن معلوماتنا عن برج بابل جاءتنا من أربعة مصادر أهمها وصف هيرودتس ونص مسماري لكاتب بابلي هو (أنو بيل شونو) ثم كتاب العهد القديم الذي تناول البرج من زاوية رمزية . أما حقيقة وظيفة البرج فكانت للتقوى وتقرباً من الإله مردوخ وموطأ لقدميه ومكاناً لإستراحته على الأرض عندما ينزل من عليائه السماوي ، وهنا نستشهد بإسطوانة نبوخذنصر التي سجل فيها مهمة إنجاز البرج حيث يقول فيها : نبوخذنصر ملك بابل ، الحاكم العزيز المفضل من قبل الإله مردوخ الحاكم الأكبر ، محبوب الإله نابو صاحب الفطنة والذكاء ، الذي يبحث عن الحياة الكريمة الذي لا ينقطع عن إرسال الهدايا إلى إيساكيلا ، الحكيم المتعبد المهتم بأمور إيساكيلا وأزيدا .... إنني الأبن البكر لنبوبلاصر ، ملك بابل ، منذ أن جعل مردوخ السيد الكبير رأسي شامخاً وأعطاني تحت حكمي الناس القاطنين في الأقاليم القصية ، لأجل مردوخ أتردد دائماً على معابد نابو (أبن مردوخ) وريثه الشرعي الذي يحب ملوكيتي ، فأتحدث بما يسرهم ، آنذاك صليت لمردوخ السيد العظيم ، البطل القوي ..... ، النور الساطع الذي يبهر آباؤنا الآلهة ، سكن في إيساكيلا سيد بابل ، السيد الكبير ، سيدي ، و(إن تيمن آن كي) البرج المدرج / زقورة مدينة بابل، الذي قام بتنظيف موقعه نبوبلاصر ملك بابل ، والدي ، بفن التعاويذ وحكمة الإلهين أيا ومردوخ ، وضع حجر أساسه وجدرانه الخارجية الأربعة بالقير والطابوق بإرتفاع ٣٠ ذراع، ولكنه لم يقم بتعلية قمته ، لجعل اتنمنانكي عالياً وجعل قمته تناطح السماء ، الأقوام الساكنة في أقاصي البلاد والتي بسط حكمي عليها مردوخ سيدي المنتصر إله السماء ، جميع الأقطار وجميع الشعوب من البحر الأعلى / البحرالمتوسط إلى البحر الأسفل / بحر الكلدان (الخليج الفارسي / العربي) ، والأقطار البعيدة ، والأفراد القاطنين في الأقاصي وملوك الجبالالنائية والجزر البعيدة وسط البحر الأعلى والأسفل التي جعل مردوخ سيدي لجامها بيدي ، قد دعوتها للمساهمة في البناء ووضعت سلة الطابوق على رأسي عند بناء اتمنانكي ... ثم يسترسل نبوخذنصر الثاني في تعداد الشعوب المساهمة في البناء وكيفية جلب مواد البناء من خشب الأرز والصنوبر اللبناني وصفائح النحاس حتى ينتهي إلى ... شيدت لمردوخ سيدي معبداً علوياً نظيفاً ومخدعاً للآلهة كما كان في الماضي فوق البناء العلوي كقطعة فنية . سيدي مردوخ يا عظيم الآلهة ، الجبار ، تنفيذاً لأمركم الإلهي بنيت مدينة الآلهة وشيدت الجدران ، جدد المخدع وأكمل المعبد وبناء على أمرك السامي الذي لا يخالف ، وصلت الأوتاد الخشبية ، أنتهى عمل يدي ، جميع ما قمت به ، ليبقى قائماً خالداً في المستقبل ، لأتأمل روعته ومثل ثبات وخلود اتمنانكي إلى الأبد ليثبت عرش ملوكيتي إلى الأبد . اتمنانكي بارك لي أنا نبوخذنصر الملك الذي جدد بناءك ، وبناء على أمر مردوخ أنجز بناءك أيها المعبد ، أذكر عند مردوخ سيدي تقواي . في الثامن من شهر تشرين الأول عام ٥٦٢ ق.م توفي نبوخذنصر الثاني في قصره المعروف بإسمه وأستلم عرش بابل أبنه آميل مردوخ ، وفي ١٣ حزيران عام ٣٢٣ ق.م أي بعد ما يقرب من قرنين ونصف توفي الإسكندر المقدوني عن عمر ٣٢ عاماً بعلة التيفوئيد في ذات الغرفة التي توفي فيها نبوخذنصر الثاني ولم تشفه كل عروضه للإله أيا والد الإله مردوخ بإعادة عاصمة نبوخذنصر الثاني( بابل) إلى سابق عظمتها . |
|
 |
 |
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 27.252.104.54} |
2/27/2015 2:57:27 PM |
عودة منتديات عتيدة > اللغات الأخرى > منتدى اللغات السامية إعادة تحميل هذه الصفحة دراسة عن التوراة والتنخ ( العهد القديم ) اسم المستخدم تذكرني؟ كلمة السر التسجيل الأسئلة الشائعة التقويم مشاركات اليوم بحث رد أدوات الموضوع أنماط العرض #1 قديم 22/03/12, 19:09 عبدالوهاب محمد الجبوري عبدالوهاب محمد الجبوري est déconnecté تاريخ الانضمام: 17/06/11 بلد الإقامة: العراق المشاركات: 12 افتراضي دراسة عن التوراة والتنخ ( العهد القديم ) دراسة عن التوراة والتنخ ( العهد القديم ) (*) عبدالوهاب محمد الجبوري المقدمة العهد القديم ، مسمى أطلقه النصارى على الأسفار اليهودية لتمييزها عن أسفارهم المقدسة المسماة بالعهد الجديد ، والنصوص الشرعية التي قبلها علماؤهم القدماء والتي تؤلف كتابهم المقدس تسمى عندهم بأسماء عديدة أهمها وأشهرها التنخ ( תנך ) وهو اختصار لثلاث كلمات تؤلف العهد القديم ، وهي التوراة ( תורה ) والأنبياء ( נביאים ) والمكتوبات ( כתבים ) ومن الأسماء الأخرى المستعملة لديهم اسم المِقْرَا ( הַמִקְרָא ) ، والمقرا يعني النص المقروء لان اليهود كثيرا ما يقرؤونه في عبادتهم وصلواتهم ، وهناك اسم ثالث له عندهم صفة علمية خاصة هو المسورة ( המסורה ) ويعنون به النص المقدس المروي عن الأسلاف رواية منقولة من جيل إلى آخر وكذلك ضبطها بالحركات وتقسيمها إلى أسفار وإصحاحات وفقرات أو آيات وتعيين مواضع الفصل والوصل والوقف عند التلاوة وتحديد نطق الألفاظ .. والمقرا من قرأ باعتبار أن العهد القديم هو الشريعة المكتوبة التي تُقرأ، أما التلمود المؤلف من ( المشنا والجمارا ) فهو الشريعة الشفوية التي تتناقلها الألسن، فهي إذن تكرار شفوي لشريعة موسى ( عليه السلام ) مع توضيح وتفسير ما التبس منها، ويرى المؤرخون أن تسـمية العهد القديم بالمقرا حدثت في العهد الإسلامي، وهي صدى للتفرقة بين القرآن والسنة، فظهرت التفرقة بين المقرا والتلمود ، ويستقي اليهود أصول ديانتهم وشرائعها من كتابين أساسيين ، الأول ، المقرا أو العهد القديم أو التوراة الكتابية ( توراه شِيبختاف ) والثاني ، التلمود أو التوراة الشفوية ( توراه شِبعل به ) ، ويؤلف العهد القديم والعهد الجديد ، ما يعرف عادة بالكتاب المقدس .. لمحة تاريخية اليهودية اسم يطلق على ديانة بني إسرائيل ، وقد ظهرت هذه الديانة في زمن النبي موسى عليه السلام ، وقد تلقى دستور هذه الديانة على جبل في سيناء ، وعبر تاريخ هذه الديانة الطويل تأثرت بمعتقدات وطقوس أمم مختلفة ، وتشير نصوص صحف وكتب هذه الديانة أن معتنقيها كانوا كثيرا ما يحيدون عن الطريق الذي رسمته هذه الديانة ، وكانت مهمة أنبياء اليهودية هدايتهم إلى الطريق الصحيح .. مع بداية الحداثة في القرن السابع عشر يتأكد قدماً للدارسين الذين درسوا التنَخ كاملاً من الناحية الأدبية واللغوية أن الأمر لم يكن بهذه البساطة، ففي ضوء المنظور العقلاني والمنطقي، يثير نص الكتاب المقدس أسئلة غير مريحة فيما يتعلق بمصداقيته التاريخية ، كما أشار توماس هوبنز عن عدم معقولية كون موسى(عليه السلام ) هو كاتب التوراة حيث يصف الكتاب الأخير ، سفر التثنية، بكثير من التفصيل والدقة أحوال وزمن موت موسى نفسه ، وكذلك فعل باروخ سبينورا (1677م) كما سيأتي الحديث عنه لاحقا ، فالتوراة مليئة بالاستطرادات الأدبية التي تفسر الاسم القديم لمواقع محددة والذي عنى عادة أنه البرهان المرئي(حتى هذا اليوم)على الأحداث التوراتية ، كل هذه العوامل وغيرها أدت لإقناع بعض الدارسين من القرن الثامن عشر بأنه من المفترض أنه قد تم خلال مئات السنين من قبل محررين مجهولين متأخرين توسيع وإعادة تشكيل وتجميل على الأقل للكتب الخمسة الأولى من التنخ في نهاية القرن الثامن عشر وأكثر في التاسع عشر علقت الكثير من الشروحات النقدية إن كان لـموسى ( عليه السلام ) أي يد في تأليف التوراة، واعتقد العديد منهم أن التوراه عمل مؤلف متأخر ، ويشير هؤلاء الدارسون إلى الأنماط المختلفة والظاهرة والمتقاربة لنفس القصة في التوراة ويستنتجون أن للنص الواحد مؤلفين عدة، فحين يقرأ المرء سفر التكوين بعناية يجد شكلين متناقضين للخلق (1،1-3،2)و(4،2-25) وشجرتي نسب مختلفتين جداً لسلالة أدم (4، 17-26) و(5،1-28) وقصتين مفصلتين بترتيب جديد للطوفان (6، 5-9 ،17) وهكذا بالمثل يتواجد العشرات من القصص مزدوجة السرد وأحياناً مكررة بثلاث أنماط وذلك لنفس الحدث في قصص ترحال الآباء الأصول والخروج من مصر وتسلم الشريعة .. في أعقاب التوراة ظهرت تفاسير عديدة ، تُعدُّ ضمن النصوص اليهودية المقدسة ، وتعود التفسيرات اليهودية الأولى إلى القرن الثاني قبل الميلاد ، حين حلّت الآرامية محل العبرية كلغة متداولة ، ومع أن هذه التفاسير تُعرف باسم ترجوميم أو ترجمات ( תרְגּוּמִים ) فأنها تحمل صبغة تفسيرية وتشتمل على مقطوعات من التفسير ومن الأساطير ، وتوجد تفاسير (ترجوميم) لجميع أسفار التوراة ، فيما عدا تلك التي تم تدوين الجزء الأكبر منها بالآرامية .. ثم انتقلت تفاسير الحاخامات من عصر التلمود إلى يومنا هذا، وكانت الغاية منها، في كثير من الأحيان ، تسهيل استيعاب نصوص الكتاب المقدس والتفاسير المتعلقة به لليهود في القرون الوسطى ، وبعد ذلك في العصر الحديث أيضاً ، وتتناول التفسيرات نواحي مختلفة تتراوح بين النص الحرفي والمعنى الباطني ، كما أنها تعلق أهمية بالغة على كافة التفاصيل المتعلقة بالنص المقدس سواء كان ذلك حذفا أو ظاهرة نحوية غريبة ، أو (خطأ في الكتابة ) أو حتى ظهور حرف ذي حجم مختلف ، وقد تتولد مثل هذه الأمور كميات كبيرة من التفسيرات ، ويعتبر الحاخام شلومو بن يتسحاق المعروف ب ( راشي) (١٠٤٠- ١١٠٥) اشهر المفسّرين للكتاب المقدس، وقد حاول إيجاد توازن بين التفسير الحرفي للنص والمواعظ الأخلاقية التقليدية للحاخامين .. اشرنا سابقا أن التنخ هو مجموعة القوانين اليهودية ، التي تمت بلورتها بصورتها النهائية في الفترة الواقعة بين الأسر البابلي والقرن الأول الميلادي ، لذلك لم يشمل الحاخامات الذين شاركوا في تحديد المضمون النهائي للكتاب المقدس بعض النصوص التي تُعرف بالكتب الخارجية ، أي غير المُدرجة في الكتاب المقدس (אָפּוֹקְרִיפָה) ( ابوكريفا ) .. ويستعمل الناسخون لنصوص الكتاب المقدس ، التي تستعمل لأغراض الطقوس الدينية في المعابد ، أدوات قديمة (الرقّ والريشة) ، وقد حظي الكتاب المقدس بأكبر عدد من الترجمات في العالم ، فقد تُرجم بأكمله إلى أكثر من مائتي لغة ، في حين تُرجمت أسفار معينة منه إلى حوالي ألف لغة لتقرأها شعوب مختلفة .. مع أن أحدا لا يدخل أي تعديل أو تغيير على نصوص الكتاب المقدس لكونها نصوصا دينية ، فقد نشأ في القرن التاسع عشر فرع أكاديمي جديد يُدعى الدراسة النقدية للكتاب المقدس ، ينتهج نهجا تاريخيا نقديا ، وأنتج الدارسون في هذا المجال كمية هائلة من الدراسات والتحليلات ، ويذكر بعض المؤرخين أن رسائل صفنيا وحبقوق يرجع تاريخها إلى ما قبل النفي الأول إلى بابل عام 587 قبل الميلاد ، وكان حزقيال يمارس النبوة في أثناء النفي ، وكتابه لم يدون في شكله الحالي إلا بعد موته ، وقد دونه الكتبة بتدوين رواية ثالثة لسفر التكوين ، وهي الرواية الكهنوتية التي أوردت الجزء الخاص بالخلق حتى موت يعقوب عليه السلام .. بعد انتهاء النفي إلى بابل عام 538 – 539 قبل الميلاد بقي قسم من اليهود في بابل وعاد الآخرون إلى فلسطين واستؤنف النشاط النبوي ، ومن هنا كانت كتب حجاي وزكريا واشعيا الثالث وملاخي ودانيال وباروخ ، وقد كتب هذا الأخير باليونانية ، وفترة ما بعد النفي هي فترة كتب الحكمة ، إذ حررت الأمثال في سنة 480 قبل الميلاد وحرر سفر أيوب في القرن الخامس قبل الميلاد تقريبا ، كما يرجع تاريخ سفر الجامعة إلى القرن الثالث قبل الميلاد تقريبا ، وهو عصر نشيد الإنشاد وكتابي أخبار الأيام وكتب عزرا ونحميا ، أما كتاب ( بن سيراخ ) فقد ظهر في القرن الثاني قبل الميلاد ، وأما سفر الحكمة وسفرا المكابيين فقد كتبت في القرن الأول قبل الميلاد وأسفار راعوث واستير ويونس وطوبيا ويهوديت فيصعب تحديد تاريخ تحريرها .. كما تذكر بعض المصادر أن القرن العاشر قبل الميلاد تقريبا شهد تحرير النص المعروف بالرواية ( اليهوية ) ، نسبة إلى الإله ( يهوة ) ، وهي التي شكلت فيما بعد بنية الأسفار الخمسة التي عرفت باسم أسفار موسى ، وهو يعالج الفترة من أصل العالم إلى موت يعقوب عليه السلام ، وهو صادر عن مملكة الجنوب ، ثم أضيف إلى هذا النص الرواية ( الالوهيمية ) نسبة إلى الإله ( الوهيم ) ثم الرواية الكهنوتية ، وتضيف هذه المصادر انه من نهاية القرن التاسع حتى أواسط القرن الثامن قبل الميلاد تكون وذاع النفوذ النبوي مع إيليا واليشع ، وهي أيضا فترة النص الالوهيمي ، الذي يعالج الأحداث الخاصة بإبراهيم ويعقوب ويوسف ( عليهم السلام ) ، ويرجع سفرا يشوع والقضاة وكتابات إيليا واليشع إلى هذه الفترة .. أما القرن الثامن قبل الميلاد فهو عصر الأنبياء عاموس وهوشع في مملكة الشمال واشعيا وميخا في مملكة الجنوب .. ويذكر ( موريس بوكاي ) في دراسته عن الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ، المنشورة عام 1979 ، أن جميع هذه المعلومات خاضعة لتحفظات التعديلات اللاحقة ، لان كتب العد القديم لم تتخذ هيئتها الأولى إلا في القرن الأول بعد الميلاد ... التوراة – التنخ ( العهد القديم ) يتكون الكتاب المقدس من 66 سفرا ( كتابا ) تشمل 1189 أصحاحا ( فصلا ) تتألف من 31101 أيه ( عدد) ، منها 39 سفرا للعهد القديم و27 سفرا للعهد الجديد .. ومعنى كلمة التوراة تعليم (ترجمة كتاب الحياة اللاويين ١٤ :٢)، أو سُنَّة (ترجمة كتاب الحياة الأمثال ٣١ : ٢٤ ( أو شرعية (ترجمة كتاب الحياة اللاويين ٧:٧) وهي تشير أيضا ، إلى الوصايا التي نزلت على بني إسرائيل في أيام موسى النبي عليه السلام في جبل سيناء (سفر التثنية ٤: ٤٤-٤٥ ترجمة كتاب الحياة) ، وتعتبر التوراة الكتاب الأكثر قدسية لدى اليهود بجميع فرقهم وطوائفهم ، وذلك لارتباطها بنبي الله موسى عليه السلام ولأنها المصدر الأول للعقيدة والشريعة اليهودية وباعتبارها الكتاب المنزل من قبل الله سبحانه وتعالى لهداية اليهود وإرشادهم وتعليمهم أمور دينهم ، وتضم التوراة مجمل شرائع اليهود من عبادات وأحكام وآداب ومعاملات وسير وأعمال وأمثال وأحداث تاريخية وحروب وغزوات ، وغير ذلك مما يجعلها الرافد الأساس للتراث الديني والأدبي اليهودي ، ولأهميتها وقدسيتها أطلقت على العهد القديم بجميع أسفاره من باب إطلاق الجزء على الكل ، ومن اليهود من أطلقها على الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ( انظر بطرس البستاني في دائرة المعارف – بيروت 1882 ، م6 ص 264 ) .. وهذا يعني أن مصطلح التوراة يطلق جوازا على جميع أسفار العهد القديم ، إلا انه يعني أصلا الأسفار الخمسة فقط من التنخ .. أما الأسفار التسعة والثلاثين ، التي يظن بعض اليهود بأنها بقايا التوراة ، أي القوانين والتعليمات التي نزلت على موسى عليه السلام ، فإنها تسمى أحيانا ( كتب موسى الخمسة ) وباليونانية ( بنتياتيك ) ، ويعتقد الكثير من العلماء واللغويين العرب أن لفظة التوراة مشتقة من أصل عربي ولهم في أصل هذه الكلمة قولان : الأول : أصل كلمة التوراة من الفعل ورى ( بفتح الراء أو كسرها ) كوعى وولى ووريا وريةً فهو وارٍ ووريته واستوريته وورية ُ النار وريتها ما تورى به من خرقةٍ أو حطبة ٍ، والوراء هو ولد الولد ، والواري هو السمين من كل شيء ، وناقة وارية أي سمينة ، ووريت النار تورية إذا استخرجتها ، واستوريت فلانا رأياً أي سألته أن يستخرج لي رأيا ، ووريت الشيء وواريته أخفيته ، ووريت الخبر أُورِيه توريةً إذا سترته وأظهرت غيره وكأنه مأخوذ من وراء الإنسان ، لأنه إذا قال وَرَيْته فكأنه يجعله وراءه حيث لا يظهر ، والتورية هي السَتْر . . والتوراة تفعلة منه ، فاصل الكلمة ورى الزند إذا قدح فظهرت ، وسميت التوراة بهذا الاسم لأنها ضياء ونور تجلو ظلمة الضلال ولظهور الحق بها .. والثاني : إن التوراة أصلها من الفعل ورّى إذا ( عُرض ) أي من التورية ، أي التعريض بالشيء والكتمان لغيره، لان التوراة فيها رموز عديدة وتلميحات لأمور عظيمة من غير تصريح ولا توضيح ، ولكن جمهورهم على القول الأول ، لقوله تعالى : ( ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرى للمتقين ) ( الأنبياء – 48 ) أي التوراة .. وجاء في تحليل أجراه موقع يمانيون انه لو تدبرّنا كل المعاني السابقة ، لوجدنا أن هذه التسمية ( التوراة أو التورية حسب الرسم القرآني لها ) جاءت لتصف بدقة وبشمولية ، حال الكتاب الموجود بين أيدي اليهود ، ولتصف الكيفية التي يتعامل بها اليهود مع هذا الكتاب ، فالتوراة في الواقع كتاب ضخم يحوي بين دفتيه ( 39 ) سفرا ، وإحدى نسخه المترجمة فيها ما يزيد عن 1128 صفحة بمعدل 380 كلمة لكل صفحة ، أي ما يفوق القرآن من حيث عدد الكلمات بستة مرات تقريبا ، جُمع فيه كل ما أُنزل على أنبياء بني إسرائيل المتعاقبين تباعا ، من شرائع وأخبار ونبوءات غيبية وتاريخ وأساطير وخرافات ، وعلى فترات متباعدة ومتتالية ، ولمدة لا تقل عن ألف وخمسمائة سنة . . ويعتقد بعض اليهود أن أقدم قراءة للتوراة العبرية جرت حوالي عام 444 قبل الميلاد ، عندما دعي النبي عزرا اليهود إلى سماع بعض منها ، وبعد الانتهاء من القراءة اقسم المجتمعون على إطاعة ما جاء فيها ، ولقد وردت كلمة التوراة في القران الكريم في 18 موضعا منها عشرة مواضع منفردة وسبعة مواضع معطوفة بكلمة الإنجيل ومرة مع الإنجيل والقران .. وورد في المصادر العبرية أن العلماء اليهود يرجعون لفظة ( ת¬וֹרָה ) إلى الفعل الماضي ירהּ – הוֹרהּ ، وهي ذات معنيين : الأول : ירהּ – הוֹרהּ أطلق ، رمى ، قذف ، ومنها נוֹרָהּ ، أُطلق ، رُمي وقُذف .. الثاني : ירהּ – הוֹרהּ ، علّم ، درّس ، درّب ، أرشد ، ولقد جاء في التوراة المعنيان على حد سواء .. وأما معنى التوراة اصطلاحا عند اليهود ، فهي مجموعة القوانين والتشريعات والأوامر والوصايا التي أعطاها الرب لبني إسرائيل على يد موسى عليه السلام في طور سيناء والتي أوصاهم موسى بإقامة كل ما فيها لان تتضمن حياتهم ، وبهذا الالتزام وحده تطول أيامهم على الأرض ، التي جعلها الإله يهوه ميراثا لهم ( بحسب عقيدتهم ) .. والعهد القديم عبارة عن مجموعة أسفار رجال المجمع الأكبر الذي تأسس عقب العودة من بابل ، وكان مؤلفا من مائة وعشرين عضوا ، ينظرون في شؤون الشعب ، ومن أشهر رجاله عزرا ونحميا وزروبابل وحجاي وملاخي ومردخاي ، وكان ، قبل أن يكون مجموعة أسفار ، تراثا شعبيا لا سند له إلا الذاكرة ، وهي العامل الوحيد الذي اعتمد عليه في نقل الأفكار ، وكان هذا التراث يغنى ، وأول نص مدون من العهد القديم عثر عليه في قمران عند ساحل البحر الميت ، وكانت أول ترجمة لأسفار من العهد القديم إلى اللغة اليونانية تعرف بالترجمة السبعينية في أواسط القرن الثالث قبل الميلاد و قام بها ٧٢ عالما يهوديا في ٧٢ يوما ليستخدمها اليهود في مصر القديمة.. وترجع أقدم ترجمة عربية إلى القرن الثامن الميلادي .. وأول تدوين لأجزاء من أسفار العهد القديم كان في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد من قبل أحبار اليهود وهم أسرى في بابل ، في حين كان تاريخ نزول التوراة على موسى عليه السلام في القرن الثالث عشر قبل الميلاد على ما يذهب إليه الباحثون .. أي أن أسفار العهد القديم دُونت بعد نزولها على موسى عليه السلام بأكثر من سبعة قرون ، لذا دخلها التحريف والتعديل والحذف والإضافة بما يتلاءم وأغراض اليهود وأهدافهم ونظرتهم إلى الأقوام الأخرى من بابليين وآشوريين وغيرهم ، والذين كانت علاقتهم معهم علاقات عدائية مستمرة ، وهذا ما أكده القران الكريم عندما أشار إلى تحريف اليهود لكتاب التوراة وتغييرهم مواضع الكلم فيها .. قال تعالى : ( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ) .. لذا كان على الباحث المعاصر الأخذ بنظر الاعتبار هذه الحقائق عند مناقشته المعلومات التي دونها الأحبار اليهود في أسفار العهد القديم وخاصة تلك التي لها علاقة بالأقوام التي كانت علاقتها غير ودية مع اليهود ، وكانت كتابة العهد القديم بلغات مختلفة اعتمادا على التراث المنقول شفهيا ، و تناوب على كتابته كتاب كثيرون ، وقد صححت وأكملت أكثرية أسفاره بسبب أحداث حدثت أو ضرورات خاصة في عصور متباعدة أحيانا .. كما تعددت ظروف كتبة الكتاب المقدس وأوطانهم وثقافتهم وأعمالهم .. جدير بالذكر أن عبادة العجل التي وردت في القران الكريم والتوراة مأخوذة عن قدماء المصريين حيث كانوا هناك قبل الخروج ، والفكر المصري القديم يعد مصدرا للأسفار في العهد القديم ، لكن أهم مصدر اعتمدت عليه أسفار العهد القديم – كما يشير الباحثون والمختصون - هو تشريع حمورابي الذي يرجع إلى نحو 1900 قبل الميلاد ، وقد اكتشف هذا التشريع في سنة 1902 قبل الميلاد محفورا على عمود اسود من الصخر وهو أقدم تشريع عاربي ( سامي ) معروف حتى ألان .. وبالنسبة للتلمود فيقول بالتناسخ وهي فكرة تسربت لبابل من الهند فنقلها حاخامات بابل إلى الفكر اليهودي .. وخلال مئات السنين وقراء الكتاب المقدس العبري يعتبروه وحيا إلهيا مؤكدا ويعتبرون قصصه منقولة مباشرة من الله وأنها تاريخ صحيح ، ومع ذلك فقد اختلف اليهود على مدى قدسية بعض الكتب وتفرقوا في ذلك فرقا ومذاهب ، وبسبب التحريف الذي قصده بنو إسرائيل ، كان على دارسي التوراة أن يكشفوا الغموض الذي أحاط بأحداث حياتهم وديانتهم وكتبهم ، ومما زاد في الإشكالات ، وجود أكثر من كتاب يطلقون عليه التوراة ، فهناك التوراة العبرية والتوراة السامرية والتوراة السبعينية اليونانية والتوراة التي اعتمدتها الطائفة الأسينية التي اتخذت من مغاور قمران مقرات دينية لها ، وكل توراة تختلف عن الأخرى من حيث عدد أسفارها وأسلوب كتابتها ومنهجها الديني والعقيدي ، وجميعها ترى أنها صحيحة وما عداها غير صحيح ولا يؤخذ به .. فالسامريون يرفضون توراة العبريين والعبريون يرفضون حصر التوراة بأسفار موسى الخمسة والكاثوليكية الغربية تزيد على الاثنين وترفض الاقتصار عليهما .. وفي القران الكريم ذكر لكلمة التوراة في تسعة عشر موضعا لم تقرن مرة واحدة بموسى عليه السلام ، وهذه المواضع هي في سورة آل عمران والمائدة والأعراف و والتوبة والفتح والصف والجمعة ، بينما اقترن اسم موسى بكلمة الكتاب ، ويعتبر الفكر الديني الإسلامي التوراة كتابا مقدسا نزل من السماء على النبي موسى عليه السلام ، ولكنه يؤكد أن اليهود زوّروا التوراة وشطبوا وأضافوا من عندهم ما لم يكن في التوراة الأساسية التي كانت تحتوي على كلام الله المنزل كما سنرى ذلك لاحقا ، وتذكر كتب التاريخ أن التوراة نزلت في السادس من رمضان من العام الثاني من الخروج على جبل سيناء .. وحسب القران الكريم فان ما انزل على موسى عليه السلام هي الألواح والكتاب والصحف والفرقان والتوراة .. وتشكل الألواح أول إشارة في القران الكريم لما انزل على موسى عليه السلام ، لكن التوراة السامرية والعبرية تذكران لوحين فقط .. قال تعالى في ذكر الألواح ( وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ، قَالَ ابن أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِي الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين ) وقال سبحانه وتعالى في ذكر التوراة : ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ) ( المائدة 44 ) .. وقال سبحانه في ذكر الكتاب : (ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل ) (البقرة 87 ) .. وقال جلا وعلا في ذكر الفرقان : ( وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون ) ( البقرة 53 ).. وقد درج المفسرون والعلماء المسلمون على جعل التوراة كتاب موسى عليه السلام ، على اعتبار أن التوراة أعم واشمل وأكد جميعهم على ما جرى من تحريف للتوراة وهو ما أشار إليه القران الكريم ، والفرقان هنا الكتاب الفارق بين الحق والباطل وقيل الفرقان هي المعجزات التي أجراها الله تعالى على يد موسى مثل العصا واليد وغيرها من المعجزات .. تقسيمات التوراة والتنخ تتحدث المصادر اليهودية عن تقسيمات عديدة للتنخ ( للعهد القديم ) ، احدها انه يُقسّم تقسيماً ثلاثياً وهي : الكتب التاريخية وعددها 17، الأسفار الاختبارية وعددها 5، ثم النبوات وهذه أيضاً عددها 17 .. والأسفار التاريخية تنقسم إلى قسمين رئيسيين، 5 أسفار تاريخية أساسية، وهى تلك المعروفة بأسفار موسى الخمسة، ثم 12 سفراً تاريخياً، تسعة منها كتبت قبل السبي البابلي وثلاثة بعد الرجوع من السبي .. والأسفار النبوية أيضاً عددها 17، وهي بدورها تنقسم إلى 5 أسفار كبرى (هي أسفار الأنبياء الكبار ومعها سفر المراثي) ثم 12 نبوة تسمى مجموعة الأنبياء الصغار(نظراً لصغر حجمها)، تسعة منها كتبت قبل السبي البابلي وثلاثة بعد العودة من السبي ، ويقسم اليهود أيضا الأسفار التي بين أيديهم إلى ثلاثة أقسام ً يجمعها المختصر ( تنخ ) كما مر ذكره وهي الآتي : 1. الناموس (أو التوراة) ويرمز له بالحرف (ت) اختصار توراة، ويشمل أسفار موسى الخمسة .. 2 . الأنبياء (أو نفييم) ( الفاء هنا تلفظ v) و يرمز لها بالحرف (ن)، وتتكون من كتابات الأنبياء الأول وهي الأسفار التاريخية كيشوع والقضاة وصموئيل والملوك، ثم الأسفار النبوية وهي إشعياء وإرميا وحزقيال ودانيآل وباقي النبوات .. 3 . الكتابات المقدسة (أو كتوفيم) ويرمز لها بالحرف (ك) ، وهي بقية الأسفار وأولها سفر المزامير، ولذلك استخدم للدلالة على كل القسم ، ويعتقد النصارى أن هذا هو التقسيم الذي أشار إليه عيسى ( عليه السلام ) في حديثه مع تلاميذه في ( لوقا 24: 44 ) إذ قـال لهم ( هـذا هو الكـلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير ) ( انظر : موقع بيت الله . كوم ) ، ويقسم العهد القديم أيضا تقسيما خماسيا ، استنادا للتقسيم الخماسـي للتوراة (أسفار موسى) ويرى باحثون متخصصون أن هذا التقسيم الخماسي قد وضع بصمته الواضحة على الكتاب المقدس كله ، وكما هو مبين في أدناه : 1. سفر التكوين: وهو سفر البداءات ، وفيه نرى بداءة الخليقة، والسقوط، والفداء، والإيمان، والوعد، والاختيار، والمحبة، والميراث، والتأديب، والموت، وبالإجمال نجد فيه بداية كل شئ ، ودعي هذا السفر أيضا ( مستودع بذار الكتاب المقدس ) فكل الأفكـار التي نمت فيما بعد كشجرة نجد بذرتها في هذا السفـر .. لهذا يأتي هذا السفـر ترتيبه في الأول ويحمل الرقم (1) .. 2 . سفر الخروج : في هذا السفـر نجد أفكاراً جديدة تماماً، فالفكر التمهيدي فيه هو الفداء، وحسب المعتقد اليهودي، فان هذا يعني فداء الشعب من العبودية وإحضارهم إلى الله ليكونوا في علاقة معه ، وهذه العلاقة مؤسسة على قاعدتين : الفداء بالدم (خروج / 12)، والتحرير بالقوة (خروج / 14) ، ثم في الجزء الأخير من السفـر نجد الحديث عن مسكن الله مع شعبه ، فالشركة على أساس الفداء هو ما يؤكده هذا السفر، حسب معتقد اليهود ، لهذا من المناسب أن يكون رقم هذا السفر (2)، الذي هو رقم الانفصال كما أنه رقم الشركة .. 3 . سفر اللاويين : وعنه يدعي اليهود أنهم يجدون هذا السفر فيه خطاً آخر من الحق، هو الاقتراب إلى الله، والقداسـة المرتبطة بذلك، وذلك بعد أن صوّر المسيح وكمال شخصه وعمله على الصليب في صور رمزية في التقدمات المتنوعة (أصحاح1-5)، ولأن الأقداس هى قلب هذا السفـر، ولأن قدس الأقداس هو القسم الثالث من بيت الله، وهو مكعب، ولأن لاوي هو الابن الثالث ليعقوب، وترتيبه سواء في بركة يعقوب لأولاده أو بركة موسى للأسباط هو الثالث (تكوين / 49، تثنية / 33) ، لذلك رأى اليهود انه من المناسب أن يأتي سفر اللاويين؛ سفر الأقداس، في الترتيب الثالث.. 4 . سفر العدد: يصف اليهود هذا السفر بأنه السفر الذي يحدثهم عن الرحلة في البرية وعن المكائد والحروب التي تعرض لها الشعب فيها، وفى هذا يظهر فشل الإنسان من ناحية، كما تظهر أمانة الله من الناحية الأخرى، ثم إنه سفر الخدمة، ويقول اليهود أيضا ، ولأن الرقم الذي يحدثنا عن الأرض والعالـم في الكتاب هو رقـم (4)، كان مناسباً أن يكون سفر العدد هو السفر الرابع .. 5 . سفر التثنية : يرى أحبار اليهود أن هذا السفر يعيدهم إلى بداية الرحلة ، كما يجدون استعادة لذكرياتها واستعراضاً لدروسها ، وهذا السفر بالعبري اسمه ( الكلمات) فالله يعيد عليهـم الدرس قبل أن يدخلهم أرض الموعد بالنعمة، ثم يضعهم في الختام أمام مسئوليتهم ، ولهذا كان من المناسب أن يوضع هذا السفر في آخر هذه المجموعة، وأن يكون ترتيبه رقم (5) الذي يتحدث عن النعمة وعن المسئولية .. وتُقسّم الأسفار التاريخية أيضاً تقسيماً خماسياً، يطابق التقسيم السابق لأسفار الشريعة الخمسة كالآتي : 1. سفر يشوع : وهو مثل التكوين ، و يدعي اليهود أنهم يجدون في هذا السفر بداية جديدة لما يسمونه (بالأمة ) في أرض الميعاد .. 2 . القضاة وراعوث: يتجاوبان مع سفر الخـروج، ويرى اليهود فيهما ارتفاع صراخ العبودية من جديد، ليس في مصر هذه المرة، بل في أرض الميعاد ، ثم يجدون أيضاً خلاص الله لهم من العبودية ، وأخيراً يقولون أنهم يجدون الشركة في أسمى صورها في سفر راعوث .. 3 . صموئيل والملوك : تتجاوب هذه الأسفار مع سفـر اللاويين إذ يجدون فيها الكهنوت، بجانب الأنبياء والملوك ، وكذلك تخبرهم عن خيمة الاجتماع في شيلوه، ثم هيكل الله في أورشليم .. 4 . عزرا ونحميا وأستير: يجد اليهود في هذه الأسفار مرة ثانية ليس تيهـان الشعب في البرية، بل تيهانهم وسط الشعوب ، كما يجدون الفشل من جانب الإنسان والأمانة والرحمة من جانب الله تكراراً لدروس سفر العدد .. 5 . أخبار الأيام : يعود هذا السفر إلى البداية، إلى آدم وإلى تـاريخ البشر من ذلك الوقت تكـراراً لدرس التثنية 4: 32 ، وبالمنظار الإلهـي ينظـر إلى كل تاريخ الشعب حتى سبيهم نظراً لفشلهم في المسئولية ، لكن لا يُختـم دون ذكر لمحة خاطفة لعودتهم بالنعمة ، وهو نفس ما حدث أيضاً في التثنية 32 .. ويلاحظ اليهود أن هذه الأسفار التاريخية في مجملها تمثل القسم الثاني، أي أنه يحمل في مجمله طابع سفر الخروج : العبودية نتيجة الخطيئة، ثم تداخل الله بالخلاص .. أما التقسيم الخماسي للأسفار النبوية فهي : 1. إشعياء : هو أول النبوات وأكبرها، وتميزه النعمة ووفرة النبوات عن المسيح المولود من العذراء (قارن إشعيا 7: 14 مع تكوين 3: 15)، ويتمشى مع طابع سفر التكوين .. 2. أرميا ومراثيه : يجد اليهود في هذين السفرين طابع سفر الخروج مرة أخرى إذ أن خطية الشعب استوجبت استعباده وسبيه إلى بابل ، كما أن الصراخ وصغر النفس في مصر الذي يفتتـح به سفر الخروج نجده يتجاوب مع الصـراخ وصغر النفس في بابل الذي يرد في تذييل سفر إرميا؛ سفر مراثي إرميا ، لكن الخلاص النهائي لهـذا الشعب مقدم في صورة نبوية، حيث يقطع الرب معهم عهـداً جديـداً، لا كالعهد الذي قطعه مع آبائهم يوم خروجهم من أرض مصر (إرميا / 31) .. 3. حزقيال : كتبه حزقيال الكاهن ، ويقدم لنا كتاباً كهنوتياً إذ يذكر خطية إسرائيل لا باعتبارها ذنبـاً وإثماً بل دنساً ونجاسة استوجبت قطع علاقة ذلك الشعب مع الله ، لكن تختم النبوة ليس فقط برجـوع الشعب، بل أيضاً ببناء الهيكل – كما يدعي اليهود - حيث سيقدمون ذبائحهم، وحيث سيملؤه مجد الرب من جديد بصورة أعظم ، وفي هذا نرى طابع سفر اللاويين .. 4 . دانيال : يذكر اليهود أن كاتب السفر دانيـآل النبي الذي قضى معظـم عمـره في خدمة أباطرة الأمم ، وهى النبوة الوحيدة المهتمة بتاريخ العالم وأزمنة الأمم ، أي أن طابع سفر العدد واضح فيها .. فهو يعيد من جديد قصة فشل الإنسان، فكما فشل إسرائيل كما هو وارد في سفـر العدد، هكذا فشـلت الأمم أيضاً في زمان سيادتهم على العالم .. 5 . الأنبياء الصغار الاثنى عشـر: يقدم ( كلمـات ) الـرب التي تُخـتم في كل النبوات بمشهد المجد، دون إغفال لا جانب النعمة من ناحية الرب في إتمام مواعيده، ولا جانب المسئولية من ناحية الشعب التي تستوجب التأديب .. ويذكر المؤرخون اليهود أن هذا القسم (الثالث ) في مجمله يدخلنا إلى داخـل المقادس، في محضر الله نفسه، فالنبي هو ذاك الذي يستحضر القلب والفكر إلى الله ، وعليه فهذا القسم كله يتمشى مع طابع سفر اللاويين .. أما الكتب الشعرية وتقسيمها الخماسي فهي : 1. المزامير: أهم وأكبر أسفار القسم : ويساير سفر التكوين في تنوع موضوعاته .. 2. أيوب: يصور لنا الضيق، والشيطان الذي يريد إهلاك المؤمن كما فعل فرعون مع بنى إسرائيل. لكن نجد فيه توقع الولي الفادي (أيوب 19: 25 وخر12)، من ثم فإن الله يخرج المؤمن من وجـه الضيق إلى رحب لا حصر فيه ، وهو بهذا يساير سفر الخروج .. 3- نشيد الإنشاد: قـدس أقـداس هذا القسم، حيث يؤتى بالنفس إلى حجال الملك (أي غرفته الخاصة)، ولهذا فهو يطابق سفر اللاويين .. 4 . الجامعة: يدعي اليهود ان هذا السفر يقدم لنا اختبار سليمان الحكيم من جهة كل ما تحت الشمس، ويدمغه بأنه ( باطل الأباطيل، وقبض الريح ) (أو انقباض الروح) ، الأمر الذي نلمس فيه طابع سفر العدد . . 5 . الأمثال: تجد فيه الكلمات والمواعظ ، الأمر الذي يتمشى مع سفر التثنية .. ونلاحـظ أن هذا القسم في مجمله يتمشى مع سفر العدد ، لكنه لا يقدم تـاريخ شعب الله في البريـة بل اختباراتهم فيها ، ويرى اليهود بأنه جميل أن تكون هذه الاختبارات مكتوبة شعراً، في صورة تسابيح وأغاني روحية، رغم كونهم ( عابرين في وادي البكاء ) !! ومع صاحب المزمور يقولون ( ترنيمات صارت لي فرائضك في بيت غربتي ) (مزمور 119: 54) .. وبهذا ينتهي العهد القديم بأقسامه الأربعة ، وهذا العدد نفسه (4) يحدثنا عن مجمل مضمون أسفاره ، فموضوع العهـد القديـم – حسب اليهود - يذكر بالأرض ، وفيه قصة تعامل الله مع شعبه الأرضي ، وحتى نلقي الضوء على هذا الموضوع من كافة جوانبه نتعرف فيما يأتي على أسفار الأنواع الأربعة من التوراة والتي اشرنا إليها في سياق الدراسة : أسفار التوراة السامرية : تتكون من سبعة أسفار هي ( التكوين ، الخروج ، اللاويون ، العدد ، التثنية ، سفر يوشع بن نون وسفر القضاة ) ، ولا يعترف السامريون بالأسفار الباقية وحجتهم في ذلك انه لم يأت نبي مشرع مثل موسى لينسخ شريعة موسى ويلغي ما فيها من أحكام وتشريعات ، ونسختهم من التوراة تختلف كثيرا عن التوراة العبرية واليونانية في كثير من المواضع .. أما أسفار التوراة العبرية ، المعترف بها عند اليهود العبريين وعند النصارى البروتستانت فهي تتكون من 39 سفرا ويرتبون هذه الأسفار كالأتي : ( التكوين ، الخروج ، اللاويون ، العدد ، التثنية ، يشوع ، راعوث ، صموئيل الأول ، صموئيل الثاني ، الملوك الأول ، الملوك الثاني ، أخبار الأيام الأول ، أخبار الأيام الثاني ، عزرا ، نحميا ، استير ، ايوب ، المزامير ، الامثال ، الجامعة ، نشيد الانشاد ، اشعيا ، ارميا ، حزقيال ، دانيال ، هوشع ، يوئيل ، عاموس ، عوفاديا ، يونان ، ميخا ، ناحوم ، حبقوق ، صفنيا ، حجي ، زكريا وملاخي ) .. ( المصدر : احمد حجازي – نقد التوراة .. انظر ، صباح حمدان، أطروحة العقيدة اليهودية وأثرها في الأدب العبري الحديث ، جامعة بغداد ، ص 10 ) .. أما التوراة اليونانية فقد سميت باليونانية لان التوراة العبرية ترجمت إلى اللغة اليونانية عام 285 – 247 قبل الميلاد ، وهي التوراة التي يعترف بها النصارى الكاثوليك ويعتبرونها مقدسة وهي تزيد عن التوراة العبرية ، وكما يأتي : ( التسلسلات ادناه مرتبة على التوالي : اسم السفر - رقم الاصحاحات بين قوسين ثم موضع السفر وترتيبه في العهد القديم ) : 1 . طوبيا ( 1 – 14) بعد سفر نحميا 2 . يهوديت ( 1 – 16 ) بعد سفر طوبيا 3 . تتمة استير ( 10 – 16 ) مع سفر استير 4 . الحكمة ( 1 – 19 ) بعد نشيد الإنشاد 5 . يشوع بن سيراخ ( 1 – 51 ) بعد سفر الحكمة 6 . باروخ ( 1 – 6 ) بعد مراثي ارميا 7 . تتمة دانيال ( 3 و13 – 14 ) مع سفر دانيال 8 . المكابيين الأول ( 1 – 16 ) بعد سفر ملاخي 9 . المكابيين الثاني ( 1– 15 ) بعد المكابيين الأول وهناك الأسفار الضائعة التي فقدها اليهود وجاء ذكرها في الأسفار القانونية السالفة الذكر ، وهي : ( انظر احمد حجازي السقا ، نقد التوراة ، انظر أيضا ، صباح حمدان ، المصدر السابق ، ص 11 ) 1 . سفر حروب الرب ( عدد 21 : 14 ) .. 2 . سفر ياشر ( يشوع 10 : 13 ) .. 3 .الثلاثة آلاف مثل لسليمان .. 4 . الألف وخمسمائة مزمور .. 5 . تاريخ المخلوقات ( ملوك أول 4 : 30 – 34 ) .. 6 . قضاة المملكة لصموئيل ( صموئيل أول 10 :25 ) .. 7 . أخبار صموئيل الرائي .. 8 . أخبار ناثان النبي .. 9 . أخبار جاد الرائي ( أخبار 29 : 31 ) .. 10 . شمعيا النبي .. 11 . عدو الرائي ( أخبار الثاني 12 : 15 ) .. 12 . أخبار النبي الشيلوني .. 13 . رؤى يعدو الرائي ( أخبار الثاني 9 : 29 ) .. 14 . أخبار ياهو بن حناني .. 15 . اشعيا النبي الذي كتب فيه أخبار عزيا ملك اورشليم ( الأخبار الثاني 32 : 32 ) .. 16 . سفر اشعيا النبي الذي كتب فيه أمور حزقيا ملك اورشليم ( الأيام الثاني 32 : 34 ) .. 17 . مرثية ارميا النبي على يوشيا ملك اورشليم ( الاخبار الثاني 35 : 25 ) .. 18 . أخبار الأيام إلى أيام يوحنان بن الياشيب ( نحميا 12 : 23 ) .. 19 . كتاب العهد لموسى ( خروج 24 : 7 ) .. 20 . أمور سليمان ( ملوك أول 11 : 41 ) .. أسفار الابوكريفا : النوع الآخر من الأسفار يسمى أسفار الابوكريفا ( أو الأسفار المنحولة ) وأسفار بسيدا بيجرافن ، والأسفار المنحولة هي كتب مشكوك في صحتها لا توجد في التوراة البروتستانتية وإنما توجد في التوراة اللاتينية وكلمة ( ابوكريفا ) يونانية الأصل معناها المخفي أو المستور ( انظر عجاج نويهض وصباح حمدان – الاطروحة ص 11 ) .. وهذا الاسم يطلق عادة على 14 كتابا ، وهذه الكتب توجد في بعض نسخ التوراة في العهد القديم والعهد الجديد ، وأول ما ظهرت في القرون الثلاثة الأخيرة قبل السيد المسيح ، وعلى الغالب يشك في أسماء مؤلفيها ، وقد أضيفت إلى الترجمة السبعينية ، وهي ترجمة للعهد القديم من العبرية إلى اليونانية قام بها سبعون عالما لغويا يهوديا من أورشليم بطلب من بطليموس فيلادلفوس ( 285 – 247 ) قبل الميلاد ، وبهذه الترجمة تم نقل العهد القديم من العبرية إلى اليونانية والكتب التي عدت من الابوكريفا إنما وضعت بعد انطواء عصر نبوءات العهد القديم والوحي السماوي ، لكن المؤرخ اليهودي يوسيفوس يرفض هذه الكتب جملة وتفصيلا .. في القرن الأول بعد الميلاد ، وبعد أن ترجمت التوراة إلى اللاتينية ، تُرجم العهد القديم من الترجمة السبعينية اليونانية وليس من الأصل العبري ، فنقلت هذه الكتب المنحولة من الترجمة إلى النسخة اللاتينية ( النسخة الشعبية ) وهذه الأخيرة تسمى ( الفولجانا ) وقد قام بترجمتها القديس جيروم ( 383 – 405 ميلادية ) ، وأصبحت شائعة في أوربا حتى ما يسمى بحركة الإصلاح البروتستانتي والتي قامت على الاعتصام بكلمة الوحي السماوي دون غيره ، فنبذت كتب الابوكريفا لأنها ليست جزءا من كلمة الوحي ، وعلى هذا كانت الكنيسة الأولى وقدماء العبريين .. ثم كان مجمع ( ترانت ) سنة 1546 ميلادية وغايته مناهضة البروتستانتية ، فأعلنت الكنيسة الكاثوليكية قانونية كتب الابوكريفا ، ومنذ ذلك الحين والكتب المنحولة في التوراة اللاتينية ، وانتقل معنى الابوكريفا إلى الأدب والعلم من حيث الاستعمال ، لذلك تستعمل الكلمة في وصف الكتب المنحولة أو غير الصحيحة وهي باقية على لفظها هذا .. أما أسفار الابوكريفا ( القانونية الثانية لدى المسيحيين غير البروتستانت ) فهي الآتي : 1 و 2 سفر ازدراس الأول والثاني .. ( وازدراس هي عزرا باليونانية ) .. 3 . سفر طوبيا .. 4 . سفر يهوديت .. 5 . سفر استير .. 6 . سفر حكمة سليمان .. 7 . حكمة يشوع بن سيراخ .. 8 . سفر باروخ .. 9 . سفر نشيد الفتيان الثلاثة المكرمين .. 10 . سفر تاريخ سوسنة .. 11 . سفر بعل والتنين . 12 . سفر صلاة منسي .. 13 و 14 سفر المكابيين الأول والثاني .. وهناك أسفار أخرى غير موجودة في التوراة اليونانية منسوبة خطا إلى غير مؤلفيها وتسمى ( بسيدا بيجرافن ) وهذا المصطلح فرنسي وهو صفة يطبق على كتب العهد القديم ما عدا أسفار موسى الخمسة والأنبياء ، ويعني أيضا كتاب خاص بالأمور المقدسة وعلى الأغلب فان هذا المصطلح كلمة تدل على العلم الذي يخص رواية حياة الأولياء والقديسين بعد القرون الوسطى وفي عصر النهضة أصبح فرعا من التاريخ الديني .. (صباح حمدان ، مصدر سابق ) .. وقد حفظت هذه الأسفار مترجمة فقط مثل سفر اخنوخ وسفر حانوخ .. أما تقسيمات التوراة والتنخ الموجودة بين أيدينا فهي : التوراة ( תורה ) تشير المصادر العبرية إلى مقومات التوراة فتذكر أنها لا تتكون من نظام تشريعي متكامل أو منظّم بل تتكون من خطوط فلسفية عريضة ذات علاقة بالدين اليهودي، فضلاً عن احتوائها على كثير من القوانين والسنن الواضحة والمحددة والتي تحكم تصرّفات البشر، وتتشابه هذه القوانين التوراتية بالقوانين والسنن من الشرق الأدنى القديم.. وينظر اليهود إلى التوراة على أنها الكلمة الفصل عندما يتعلق الأمر بالديانة اليهودية أو كمرجع يرجع إليه اليهود في الأمور العقائدية، وينظر اليهود إلى التوراة على أنّها كلام الله وانه غير محرف على خلاف المسلمين الذين يؤمنون أن التوراة قد حرفت ، وان توراة اليوم طرا عليها تعديل كبير فيه زيادة ونقصان مقارنة بالتوراة المنزلة على نبي الله موسى عليه السلام ، وان مصدر هذا الأيمان لدى المسلمين ما اخبر به الله في القران الكريم عن تحريف التوراة.. والتوراة هي أول أقسام التنخ ( المقرا أو العهد القديم ) .. وهي تعني الشريعة والقانون والتعلم .. وتنقسم إلى خمسة أسفار منسوبة لموسى عليه السلام ، وهي معروفة عند اليهود باسم ( חומָשים ) ( أخماس ) مفردها ( חומָש ) و تحتوي على تاريخ بني إسرائيل حتى سنة 240 قبل الميلاد ، وهذه الأسفار هي : 1 . בראשית : ( سفر التكوين ) : ويتضمن خبر خلق العالم وحياة الإنسان في بدء الخليقة وقصة ادم وحواء وقصة الخطيئة ونوح وأبنائه والطوفان ومواليد سام بن نوح وقصة سدوم وعمورة وحياة إبراهيم الخليل ورحلته وإسماعيل واسحق وما كان من أمر عيسو ويعقوب وتاريخ يعقوب وأبنائه ألاثني عشر الذين كونوا فيما بعد أسباط بني إسرائيل ، وقصة يوسف وتجمع بني إسرائيل في مصر .. ويتخلل هذا السرد التاريخي أحداث تكشف عن طبيعة العلاقة بين( الشعب والرب ) وبين ( الشعب ) وغيره من الشعوب .. 2 . שמות ( سفر الخروج ) : ويحتوي على نشأة موسى في مصر وتاريخ بني إسرائيل في مصر وتعذيبهم على أيدي الفراعنة ، ودعوة فرعون إلى الله ثم خروجهم من ارض مصر إلى سيناء وإنزال الوصايا العشر على موسى وذكر لطائفة من الشرائع الدينية والمدنية التي تلقاها موسى وقصة عبادة العجل .. 3 . וָיקרא ( سفر اللاويين ) : لاوي من أولاد يعقوب واليه ينسب اللاويون وهم الكهنة وما يسمى سدنة الهيكل .. ويهتم هذا السفر بالتشريع وبخاصة القرابين والطقوس والعادات التي تهم الكهنة ، كما يحدث عن النجاسة والطهارة وأيام الأعياد والعطلات .. 4 . במדבר : ( سفر العدد ) : ويحتوي تاريخ بني إسرائيل أثناء التيه في سيناء حتى وصولهم إلى ارض مواب .. وفيه إحصائيات عن بني إسرائيل وانساب القبائل الإسرائيلية وتصوير ما حدث في سيناء حتى دخول ( ارض الميعاد ) .. 5 . דְבָרים : ( سفر التثنية ) : ويتضمن تكرارا وتتمة لشريعة موسى وبخاصة العبادة والصلوات والوصايا ، وفيه خطب موسى عليه السلام وهو يعظ بني إسرائيل حين جمعهم في الصحراء قبيل وفاته ،كما انه يتضمن توزيع الأراضي على الأسباط .. الأنبياء ( נביאים ) وهو قسمان : الأنبياء الأوّلون ( נְביאים רִאשונים ) والأنبياء الاخيرون ( נביאים אחרונים ) ، والقسم الأول يحتوي على ثمانية أسفار ، تبحث الستة الأولى في تاريخ بني إسرائيل بعد وفاة موسى عليه السلام إلى خراب ( الهيكل ) وخراب أورشليم ( 1451 - 559 قبل الميلاد ) والاثنان الآخران يتناولان تاريخ بني إسرائيل حتى العودة من الأسر البابلي إلى أورشليم وبناء ( الهيكل ) مرة ثانية .. وهذه الأسفار هي : 1 . יהושֻע ( سفر يشوع ) : ويحتوي على تاريخ بني إسرائيل بعد وفاة موسى عليه السلام وقيام يشوع خلفا له وقيادته بني إسرائيل حتى مكنهم من ارض كنعان ، ويختتم السفر بوفاة يشوع .. 2 . שופטים ( سفر القضاة ) : ويحتوي على تاريخ بني إسرائيل في عهد القضاة الذين تولوا الأمر بعد وفاة يشوع .. 3 . שמואל א ( سفر صموئيل الأول ) و שמואל ב ( سفر صموئيل الثاني ) ويحتويان على تاريخ حياة صموئيل النبي والملك شاؤول الذي كان أول ملك تولى على بني إسرائيل ، والملك داود عليه السلام .. 4 . מלָכים א ( سفر الملوك الأول ) و מלָכים ב ( سفر الملوك الثاني ) : ويحتويان على موت داود عليه السلام وحكم سليمان عليه السلام حتى بدء الأسر البابلي وخراب ما سمي بالهيكل على يد نبوخذ نصر عام 587 قبل الميلاد .. 5 . דברי הימים א ( أخبار الأيام – الجزء الأول ) .. 6 .דברי הימים ב ( أخبار الأيام – الجزء الثاني ) .. ويحتوي هذا السفران الأخيران على تاريخ الإسرائيليين بإيجاز منذ الخليقة حتى عهد كورش ملك الفرس الذي أذن لبني إسرائيل بالعودة من بابل إلى فلسطين وإعادة بناء ما يسمى الهيكل الذي دمره نبوخذ نصر .. أما القسم الثاني فيضم خمسة عشر سفرا هي رسالات الأنبياء الأخيرين الثلاثة و12 نبيا آخرين : 1 . ישעיה ( اشعيا ) .. 2 . ירמיָה ( ارميا ) .. 3 . יחזקאל ( حزقيال ) .. 4 . يوئيل .. 5 . عاموس .. 6 . هوشع .. 7 . عوفاديا .. 8 . يونان .. 9 . ميخا .. 10 . ناحوم .. 11 . حبقوق .. 12 . صفنيا .. 13 . حجاي .. 14 . زكريا .. 15 . ملاخي ... وتضم هذه الأسفار أخبارا محدودة تدور حول جهود هؤلاء الأنبياء من اجل تقوية عزيمة بني إسرائيل وبيان سبب غضب الرب عليهم وبعضها يدين المظالم الاجتماعية ( عاموس ) وبعضها يدين الفساد الديني ( هوشع ) .. المكتوبات ( כתובים ) وتضم الأناشيد والحكم والأمثال والمزامير والقصص وصورا من تاريخ اليهود وفلسفتهم .. وهي احد عشر سفرا : 1 . مزامير داود ( תְהלים ) .. 2 . أمثال سليمان ( משלי שלמה ) .. 3 . تاريخ أيوب عليه السلام ( איוב ) .. 4 . שיר השירים ( نشيد الإنشاد ) .. 5 . רות ( راعوث ) .. 6 . איכָה ( مراثي ارميا ) .. 7 . קוהלת ( الجامعة ) .. 8 . אסתר ( استير ) .. والأسفار الخمسة الأخيرة تدعى مجلات ( מגלות ) .. 9 . דָניאל ( دانيال ) .. 10 . עזרא ( عزرا ) .. 11 . נחמיה ( نحميا ) .. الاختلاف بين نصوص التوراة الثلاثة مثلما ذكرنا أنفا هناك عدة نصوص توراتية ، لكن النصوص الثلاثة الرئيسية هي : الترجمة اليونانية (السبعينية) المعترف بها عند الكاثوليك والأرثوذكس ، والعبرية المعتمدة عند اليهود والبروتستانت ، والسامرية المعتبرة عند طائفة السامريين من اليهود فقط ، وهذه النصوص متشابهة في عمودها الفقري، لكنها مختلفة ومتناقضة في بعض التفاصيل الدقيقة، كما ثمة فرقان كبيران يجدر أن ننبه اليهما ، أولهما: أن الترجمة اليونانية تزيد أسفار الأبوكريفا السبعة عن العبرية ، وثانيهما: أنهما تزيدان معاً عن التوراة السامرية، والتي لا تعترف إلا بالأسفار الخمسة وسفر يشوع، وقد تحدث النقاد عن صور الاختلاف بين هذه النصوص، وطبقاً للموسوعة البريطانية فإن النص السامري يختلف عن النص اليوناني ( في الأسفار الخمسة ) بما يزيد على أربعة آلاف اختلاف ويختلف عن النص العبري القياسي بما يربو على ستة آلاف اختلاف ، ويذكر الباحثون بعض هذه الاختلافات على سبيل المثال لا الحصر : فمما زادت به التوراة اليونانية الكاثوليكية على العبرية البروتسنتية ما جاء في سفر الخروج حين الحديث عن أبناء موسى من زوجته صفورة المديانية، حيث ذكر النصان ولادة جرشوم ابن موسى، ثم انفرد النص اليوناني الكاثوليكي، فقال: ( وولدت أيضاً غلاماً ثانياً ، ودعا اسمه العازر ، فقال : من أجل أن إله أبي أعانني وخلصني من يد فرعون) ( الخروج 2/22 ) وهذه الفقرة غير موجودة في التوراة العبرية التي يؤمن بها اليهود والبرتستانت. . وينتهي سفر أستير في توراة اليهود والبرتستانت العبرية في الإصحاح (10/3)، لكنه يستمر تسع صفحات في التوراة الكاثوليكية اليونانية، وينتهي في الإصحاح (16/24).. وكذا ينتهي سفر دانيال في التوراة العبرية عند نهاية الإصحاح الثاني عشر، فيما يمتد السفر في التوراة الكاثوليكية اليونانية ليشمل إصحاحين آخرين لم يسجلهما النص العبري، الذي أهمل أيضاً صلاة عزريا والتي تربو على ثلاث صفحات، ومحلها الإصحاح الثالث من السفر، فيما بين الفقرتين 23 و24 من الإصحاح العبري .. ومن الاختلافات بين توراة الكاثوليك والبروتستانت ما جاء في سياق طلب موسى من الله أن يردف معه أخاه هارون نبياً، فيجعل النص العبري كلام موسى مجافياً للأدب، فقد قال موسى للرب: ( استمع أيها السيد، أرسل بيد من ترسل ، فحمي غضب الرب على موسى ) ( الخروج 4/14 - 15 )، لكن النص الكاثوليكي يقدم صورة محسنة لخطاب موسى للرب، فيقول: (رحماك يا رب، ابعث من أنت باعثه ) ، لكن الأدب الجم الذي ذكروه لم يمنع من حلول السخط على موسى، إذ يكمل فيقول : ( فاتقد غضب الرب على موسى) .. ومنها ما جاء في النصين عن قصة أهل بيتمش لما رأوا تابوت الرب ، عاقبهم بقتل ما يربو على خمسين ألف منهم ، كما يذكر ذلك النص العبري، حين يقول: ( ضرب أهل بيتمش لأنهم نظروا إلى تابوت الرب، وضرب من الشعب خمسين ألف رجل وسبعين رجلاً، فناح الشعب، لأن الرب ضرب الشعب ضربة عظيمة ) ( صموئيل (1) 6/19 ).. لكن هذا الرقم الكبير للقتلى أقضى مضاجع كتاب النص اليوناني، فأنقصوه من خمسين ألف إلى سبعين شخصاً فقط، حيث يقول نص الكاثوليك : ( وضرب الرب أهل بيت شمس، لأنهم نظروا إلى تابوت الرب، وقتل من الشعب سبعين رجلاً، وكانوا خمسين ألف رجل، فناح الشعب لأن الرب ضرب هذا الشعب هذه الضربة العظيمة ) (الملوك (1) 6/19).. ومما زادت به التوراة السامرية ، وهو غير موجود في العبرية واليونانية ( كانت كل أيام سام ستمائة سنة ومات ) (التكوين 11/11 ) ، وأيضاً جاء في العبرية ( وقال قابيل لهابيل أخيه.... ولما صارا في الحقل قام قابيل ) (التكوين 4/8 ) ولم يذكر فيه ما قاله قابيل ، وقد جاء النقص تاماً في التوراة السامرية واليونانية الكاثوليكية، وفيه ( قال : نخرج إلى الحقل ) .. ومما زادت به العبرانية عن السامرية الآيات العشر الأول في الإصحاح الثلاثين من سفر الخروج، وقد بدأ الإصحاح الثلاثون في السامرية بالآية 11 .. ومن زيادات السامرية على العبرية واليونانية ما وقع بين الآيتين ( الفقرتين ) ( 10 - 11 ) من ( العدد 10) وفيه : ( قال الرب مخاطباً موسى : إنكم جلستم في هذا الجبل كثيراً، فارجعوا، وهلموا إلى جبل الأمورانيين وما يليه إلى العرباء، وإلى أماكن الطور والأسفل قبالة التيمن، وإلى شط البحر أرض الكنعانيين ولبنان، وإلى النهر الأكبر نهر الفرات، هو ذا أعطيتكم فادخلوا، ورثوا الأرض التي حلف الرب لآبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أنه سيعطيكم إياها، ولخلفكم من بعدكم) (العدد 10/10)، فهذا النص لا أثر له في التوراة العبرية واليونانية .. ومثله ما وقع في ( الخروج 11 ) بين الفقرتين( 3 – 4 ) ولا توجد في العبرية ولا اليونانية، وفيه: ( وقال موسى لفرعون : الرب يقول : إسرائيل ابني، بل بكري، فقلت لك : أطلق ابني ليعبدني وأنت أبيت أن تطلقه، ها أنا سأقتل ابنك بكرك ) ( الخروج 11/7 ) ، وفي العبرية واليونانية مثله في ( 9/1 - 3 ) .. ومنه الخلاف المشهور بين السامريين والعبريين في الجبل المقدس الذي أمر الله ببناء الهيكل فيه، فالعبريون يقولون : جبل عيبال ، لقوله ( تقيمون هذه الحجارة التي أنا أوصيكم بها اليوم في جبل عيبال ) ( التثنية 27/4 ) وفي السامرية أن الجبل جرزيم ، ففيها: ( تقيمون الحجارة هذه التي أنا موصيكم اليوم في جبل جرزيم) .. وعند دراسة أعمار الآباء في الإصحاح الخامس من سفر التكوين حسب التوراة العبرية يفهم منه أن طوفان نوح حصل بعد 1656 سنة من خلق آدم، فيما تجعله اليونانية سنة 2262، والسامرية 1307 ، فكيف يجمع بين النصوص الثلاثة ؟ ثم حسب النص العبري فإن ميلاد المسيح سنة 4004 من خلق آدم، وهو في اليونانية سنة 5872، وفي السامرية 4700 ، وقد جرى في هذه المواضع المتعلقة بأعمار الآباء الأوائل التوفيق بين النص اليوناني والعبري في الطبعات الحديثة من التوراة اليونانية .. ومثله الخلاف في مقدار الزمن بين الطوفان وولادة إبراهيم، فإنه في العبرية 292 سنة، وهو في اليونانية 1072 سنة، وفي السامرية 932 سنة ، وغير ذلك من الصور كثير .. من هذه الاختلافات هناك سؤال يطرح نفسه : أي هذه النصوص المختلفة هي كلمة الله، وما الدليل الذي يقدم توراة العبريين (البروتستانت واليهود) على توراة السامريين أو على توراة الأرثوذكس والكاثوليك اليونانية.. ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) (البقرة:111) .. وأخيراً نتساءل هل يمكن أن نستعيد النص الأصلي للتوراة من خلال الجمع بين هذه النصوص المختلفة، لكن مقدمة الرهبانية اليسوعية تجيبنا في مدخلها للكتاب المقدس : ( أي صيغة من النص تختار ؟ أو بعبارة أخرى ، كيف الوصول إلى نص عبري يكون أقرب نص ممكن إلى الأصل ؟ لابد إذاً من الرجوع إلى مختلف نصوص الكتاب المقدس ، النص المسوري ومختلف نصوص مغارات قمران والتوراة السامرية والترجمات اليونانية السبعينية وغير السبعينية وترجمات الترجوم الآرامية والترجمات السريانية والترجمات اللاتينية القديمة... الخ ، مع دراسة آداب الشرق الأدنى القديمة ، وبهذه المقارنات كلها نستطيع أن نستعيد النموذج الأصلي الكامن في أساس جميع الشهود، والذي يرقى عادة إلى حوالي القرن الرابع قبل المسيح ) .. |
|
Comments powered by CComment