د. بهنام ابو الصوف

رأي في ظاهرة المنغول او متلازمة داون

كتب بواسطة: Salam Taha. Posted in د. بهنام ابو الصوف

يحاول الدكتور ابو الصوف في مقاله الانثروبولوجي عن متلازمة داون ( المنغول ) ايجاد رابط ما بين انسان النياندرتال المنقرض و الانسان العاقل والذين كانا منتشرين في تجمعات سكانية متجاورة في ارجاء الشرق الأدنى القديم.


إن ظاهرة ولادة بعض الأطفال الذين نطلق عليهم ( المنغول او متلازمة داون ) وهم عادة ما يكونون مختلفين تماما عن غيرهم من الأطفال وخاصة عند بلوغهم السن العاشرة، حيث يكون الرأس أكبر والجسم ممتلئ، وطريقتهم في الكلام مختلفة و لديهم محدودية في تفكيرهم . يذكرني ذلك في واقع الأمر باخر فصيل بشري قبل ظهور الإنسان العاقل، وهو إنسان النيادرتال، والذي بدوره كان من أواخر فصلية الإنسان المنتصب الذي أكتشفت بقاياه قبل 14 مليون سنة في تنجانيقا . انسان النيادرتال هذا عاش قبل 150الف عام، وقد أكتشفت أول بقاياه العظمية في وادي نهر نرتندل في ألمانيا ومنه جاءت تسمية هذه . ثم بدأت تظهر إكتشافات أخرى مهمة في مختلف أنحاء أوروبا التي يبدو أنها كانت الموطن الأصلي لهذا الإنسان .....


 

في العشرينات من القرن الماضي قامت إثارية أنجليزية بكشف مهم عن بقايا أنسان متطور في مغارة الصخول في جبل الكرمل في فلسطين، هذا الإنسان كان متأخرا نسبيا 40 ألف سنة تقريبا . وفي أواخر الخمسنات قام الأثاري راسلوفي
 
بالتعاون مع المتحف العراقي بتنقيبات مشتركة في كهف شنايدر قرب راوندوز المطل على وادي الزاب الأعلى في محافظة ( أربا أيل) بالكشف عن بقايا هذا الانسان في طبقات داخل الكهف، أقدمها يعود الى 70 ألف سنة، وأحدثها يعود الى 40 ألف سنة . عاش هذا الانسان في جماعات صغيرة معتمدا في عيشه على جمع والتقاط ما يراه في الطبيعة. كما كان يسير وحيدا او في جماعات لمهاجمة واصطياد الحيوانات الضخمة التي كانت تزخر بها بيئته الجبلية القاسية. وقد كان سلاحه فؤوسا مدببة من الاحجار يهيئها لهذا الغرض فضلا عن الهراوات والعصي . ويعود اكتشاف مخلفات انسان العراق البدائي خلال المراحل الاولى من العصر الحجري القديم الى اكثر من مليون سنة خلت، وهذه المخلفات هي عبارة عن الآت وادوات ذلك الانسان وجدت في عدد كبير من المقار على مساطب نهر دجلة الاربع، التي خلفتها العصور الجليدية خلال عصر البلايستوسين في المليون سنة الاخيرة من عمر الارض، فقد عثر على ما يقرب من اربعين مستوطنة لانسان العصر الحجري القديم في مساطب نهر دجلة الكائنة فوق قرية (رفان عليا) الى الجنوب من مركز ناحية زمار في محافظة نينوى (الحالية). كما عثر على ما يقرب من نصف هذا العدد من مقار ذلك الانسان على مساطب نهر دجلة الشرقية واكتاف الوديان المؤدية الى جنوب مركز ناحية (فايدة) في محافظة دهوك (الحالية). وابرز تلك الآلات المصنوعة من الحجر مفارم وفؤوس ومقاشط كلها من الصناعة المعروفة بالاشولية والعائدة لتلك الفترة السحيقة من العصر الحجري القديم. ومر هذا الانسان بمراحل تطورية احيائية قبل اكثر من ثلاثين الف سنة نتج عنها نوع من الجنس البشري له من الصفات والمظاهر والطباع والامكانات ما يؤهله ليكون السلف المباشر للانسان الحالي. اعتبرت النسخة العربية المتطورة عن الإنسان القديم ويظهر أنها النسخة التي تطور عنها الإنسان بشكله العاقل الحالي . في الواقع هناك أدلة كثيرة تثبت هذا الملمح أو هذا السياق لا أود الدخول في تفاصيلها . ما أود قوله أنه وأن كان انسان النياندرتال قد ظهر قبل 150 ألف عام فإن جذورة الأكيدة تعود الى أنسان تنجانيقا المنتصب والذي يعود وجوده الى 14 مليون عام مر خلالها بسلسة من التطورات حتى وصل الى نسخته الأخي ة وهذا مثبت علميا من خلال دراسة البقايا العظمية بواسطة الكربون المشع داخل المختبرات

 


وفي فلسطين قبل 100 ألف عام كان أنسان النياندرتال يعيش بجوار الانسان المتطور وبالتالي كانت ثمة علاقات من نوع ما بينهما بحكم التجاور.كعلاقات التزاوج ،انتقلت بطريقة ما هذه السلالة المتطورة الى أوروبا وبدأت تنازع انسان النياندرتال القديم بقاءه . ونحن نعلم أن الانسان المتوحش كان يعيش في الجليد ، وأنه انقرض لاسباب كثيرة منها ارتفاع الحرارة وربما كذلك دخوله بصراع مع الانسان المتطور .
إن الأولاد الذين يولدون بهذه العاهة ( المنغول ) كانوا نتاج ما يسمى بمفردات الوراثة ، أو الطفرة الوراثية الكامنة في الجنس البشري ، صحيح أن إنسان النياندرتال اختفى ولكن صفاته الكامنة تظهر بنسبة واحد من كل ألف مولود وليس صحيحا أن السبب يعود الى اختلاف الكرومسومات لديهم ، أو ولادة المرأة في سن متقدمة .. السبب يعود في تصوري الى ذلك الجين الانساني القادم من بعيد من أعماق التاريخ . ولذلك لا يوجد علاج لهذا النوع من الأشخاص الذين عادة ما يموتون في سن الأربعين وهو ذات العمر الذي كان يموت به انسان النياندرتال .

 

مشاركات الزوار

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.247.72.230} 5/9/2014 9:20:59 AM
متلازمة داون - لمحة تاريخية ( يرجى مطالعة المصادر في اسفل التعليق ) عن ويكيبيديا. ميز العالم الإنجليزي جون داون متلازمة داون كنوع خاص من أسباب الإعاقة الذهنية عام 1862، ونشر ذلك في تقرير عام 1866. وأطلق على الأطفال المصابين به وصف " منغولي" لملاحظته السمات الوجهية المشتركة بين المصابين وبين الأشخاص من العرق المنغولي.. بحلول القرن العشرين أصبحت متلازمة داون أكثر أنواع الإعاقات الذهنية ظهورا. عزل معظم المصابين في معاهد خاصة مع معالجة بعض الأمراض الباطنية المصاحبة لكن الكثير منهم كانوا يموتون في سن الرضاعة أو مرحلة الطفولة المبكرة. مع انتشار حركات تحسين النسل بدأت 33 ولاية من والولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأخرى برامج التعقيم الإجباري (سلب القدرة على الإنجاب) للأشخاص المصابين بمتلازمة داون أو بإعاقات ذهنية مشابهة. ويعتبر التعبير النهائي لهذا النوع من السياسات العامة من أعمال النازية الألمانية ضمن برنامج للقتل المنهجي. أدى الرفض العام من المجتمع والتطور العلمي والمحاكمات إلى وقف هذه البرامج بعد الحرب العالمية الثانية. ظل سبب متلازمة داون مجهولا حتى منتصف القرن العشرين مع ملاحظة ظهوره في جميع الأعراق وارتباطه بعمر الأم وندرته بشكل عام. بعض الكتب الطبية ذكرت أنه بسبب عوامل وراثية لم تعرف بعد‘ وتذكر أخرى أنه بسبب حادث إيذاء أثناء ولادة الطفل. مع اكتشاف تقنيات دراسة النمط النووي أصبح من الممكن معرفة التغييرات الحاصلة في عدد الكروموسومات أو شكلها. اكتشف العالم جيروم ليجين عام 1959م أن متلازمة داون تنتج عن وجود كروموسوم إضافي. عرف بعد ذلك أن الكروموسوم الإضافي هو كروموسوم 21 وسمي المرض بتثالث 21. عام 1961 اجتمع 18 عالم جينات على أن مسمى الطفل المنغولي مضلل ويجب تغييره والاعتماد على مسمى متلازمة داون. منعت منظمة الصحة العالمية استخدام المصطلح رسميا عام 1965 بعد طلب قدمه مندوب عن المنغوليين. بالرغم من ذلك استخدم المصطلح مجددا بعد 40 سنة في كتب طبية أساسية مثل " General and Systematic Pathology, 4th Edition, 2004" الذي كتبه البروفيسور جيمس أندروود. عام 1957م، أقام المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية مؤتمرا لتوحيد المصطلحات المستخدمة في وصف التشوهات، واقترحوا إلغاء التسمية المُلكية للمرض على اسم الشخص مادام لم يصب به ولم يمتلكه. لكن ما زالت الصيغة الملكية وغير الملكية مستخدمة بين العامة وما زال مسمى متلازمة داون مقبولا عند المتخصصين في كندا وأمريكا والمملكة المتحدة ودول أخرى. ^ Down, J.L.H. (1866). "Observations on an ethnic classification of idiots". Clinical Lecture Reports, London Hospital 3: 259–262. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-14. For a history of the disorder, see OC Ward (1998). John Langdon Down, 1828–1896. Royal Society of Medicine Press. ISBN 1-85315-374-5. or Conor، Ward. "John Langdon Down and Down's syndrome (1828–1896)". اطلع عليه بتاريخ 2006-06-02. ^ Conor, W.O. (1999). "John Langdon Down: The Man and the Message". Down Syndrome Research and Practice 6 (1): 19–24. doi:10.3104/perspectives.94. ^ Warkany, J. (1971). Congenital Malformations. Chicago: Year Book Medical Publishers, Inc. صفحات 313–314. ISBN 0-8151-9098-0. ^ Lejeune J, Gautier M, Turpin R (1959). "Etude des chromosomes somatiques de neuf enfants mongoliens". Comptes Rendus Hebd Seances Acad Sci 248 (11): 1721–1722. ^ "Jérôme Lejeune Foundation". اطلع عليه بتاريخ 2006-06-02. ^ Gordon، Allen؛ C.E. Benda, J.A. Böök, C.O. Carter, C.E. Ford, E.H.Y. Chu, E. Hanhart, George Jervis, W. Langdon-Down, J. Lejeune, H. Nishimura, J. Oster, L.S. Penrose, P.E. Polani, Edith L. Potter, Curt Stern, R. Turpin, J. Warkany, and Herman Yannet (1961). "Mongolism (Correspondence)". The Lancet 1 (7180): 775. ^ Howard-Jones، Norman (1979). "On the diagnostic term "Down's disease"". Medical History 23 (1): 102–104. PMID 153994. ^ A planning meeting was held on 20 March 1974, resulting in a letter to The Lancet."Classification and nomenclature of malformation (Discussion)". The Lancet 303 (7861): 798. 1974. doi:10.1016/S0140-6736(74)92858-X. PMID 4132724. The conference was held 10 February-11 February 1975, and reported to The Lancet shortly afterward."Classification and nomenclature of morphological defects (Discussion)". The Lancet 305 (7905): 513. 1975. doi:10.1016/S0140-6736(75)92847-0. PMID 46972

Comments powered by CComment

Lock full review www.8betting.co.uk 888 Bookmaker